أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية اليوم عن تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي، في خطوة تأتي إثر توقف إمدادات الغاز "من الشرق" بسبب الأعمال العسكرية الدائرة في المنطقة.
وعلى الرغم من أن البيان لم يشر صراحة إلى الغاز الوارد من الاحتلال، إلا أن تقارير إعلامية سابقة أكدت إبلاغ مصر بتقليل ضخ الغاز من حقل "ليفياثان" البحري في الاحتلال، الذي أعلن اليوم حالة الطوارئ في قطاع الطاقة لديه.
تصعيد عسكري وتهديدات إيرانية
يأتي هذا التطور في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق في المنطقة. فقد شن جيش الاحتلال عملية "الأسد الصاعد" التي وصفها بأنها "ضربة استباقية" على البرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكرية أخرى، فجر اليوم الجمعة. في المقابل، أصدرت الحكومة الإيرانية بياناً أعلنت فيه أنها بدأت الإجراءات الدفاعية والسياسية والقانونية اللازمة "لجعل الكيان الصهيوني اللقيط يندم من هذه اللحظة على فعلته"، معتبرة أن بدء الحرب مع إيران "بمثابة اللعب بذيل الأسد".
خطة طوارئ لمواجهة نقص الإمدادات
تعتمد مصر منذ عام 2020 على واردات الغاز من الاحتلال لاستكمال احتياجاتها من الطاقة. وقد تزايد هذا الاعتماد مع انخفاض الإنتاج المحلي وعدم انتظام تدفق الغاز من الاحتلال خلال الحرب على غزة.
وأفادت وزارة البترول في بيانها اليوم أن خطة الطوارئ تتضمن:
وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإجراء احترازي يهدف إلى "الحفاظ على استقرار شبكة الغاز الطبيعي وعدم اللجوء لتخفيف أحمال شبكة الكهرباء، ترقباً لإعادة ضخ الغاز الطبيعي من الشرق مرة أخرى".
تحديات قطاع الأسمدة وسفن التغويز كحل استراتيجي
منذ اندلاع الحرب على غزة، واجهت شركات الأسمدة كثيفة الاستهلاك للغاز أكثر من أزمة نقص في إمدادات الطاقة، مما كان له أثر كبير على نشاطها الإنتاجي.
ويستهلك السوق المحلي المصري نحو 6.2 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، مع توقعات بزيادة هذا الرقم خلال أشهر الصيف بسبب ارتفاع الطلب من محطات الكهرباء. وقد تزامنت الأزمة الجارية مع توسع الدولة المصرية في استقدام سفن تغويز الغاز المسال، وهو ما يُحد من أثر الأزمة على مصر.
وكشف مصدر مسؤول في الشركة القابضة للغاز الطبيعي "إيجاس" التابعة لوزارة البترول، في تصريح سابق، أن الشركة تستهدف تشغيل 5 سفن تغويز خلال العام المالي 2025-2026، لسد فجوة استهلاك الغاز الذي يصل لذروته في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك المنزلي. وتجدر الإشارة إلى أن 3 سفن تغويز وصلت مصر مؤخراً، إحداها تقوم حالياً بإعادة التغويز وضخ الغاز إلى الشبكة القومية، بينما يجري تجهيز السفينتين الأخريين وربطهما على الموانئ لبدء ضخ الغاز الطبيعي منهما.
0 تعليق