باحث: الرد الإيراني بدأ فعليًا والانكشاف الاستخباراتي أبرز ما كشفه الهجوم الإسرائيلي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

قال أحمد كامل البحيري، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي بدأ بالفعل، في إطار ما وصفه بـ "توقعات إسرائيلية مسبقة"، مشيرًا إلى أن طبيعة الرد هي العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان مجرد رد فعل أم محاولة لتحقيق ردع فعلي.

وأضاف البحيري، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، مساء الجمعة، أن الأهم من الضربة نفسها هو تحديد طبيعة الأهداف التي قد تُستهدف، ونوعية الصواريخ أو الأسلحة المستخدمة، خاصة بعد أن كشفت إيران خلال الأيام الماضية عن كنز استخباراتي يتعلق بمنشآت إسرائيلية حساسة تم عرضه في وسائل إعلامها.

هل يتكرر سيناريو "الوعد الصادق"؟

وتساءل عما إذا كان الرد الإيراني القادم سيكون مشابهًا لعمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، اللتين شهدتا إطلاق مسيّرات وصواريخ دون استهداف دقيق لمواقع استراتيجية، أم أن طهران ستسعى إلى توجيه ضربة على نفس مستوى الهجوم الإسرائيلي، بما يعكس تحولًا في قواعد الاشتباك.

وأشار إلى أن ردع إسرائيل يتطلب توجيه ضربات لأهداف ذات قيمة استراتيجية مثل منشآت عسكرية أو قيادات رفيعة أو بنى تحتية أمنية حساسة، وليس مجرد إطلاق صواريخ عشوائية.

انكشاف استخباراتي لا سابقة له

ووصف ما جرى بأنه تطور غير مسبوق في الحرب الاستخباراتية، مؤكدًا أن أبرز ما كشفته الضربات الإسرائيلية الأخيرة هو الانكشاف الاستخباراتي الإيراني، وليس فقط عمليات الاغتيال أو استهداف المنشآت النووية.

وأوضح أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن أن مكتبًا تابعًا للموساد في إحدى دول الجوار الآسيوية لإيران هو من نفّذ العملية الأمنية داخل العمق الإيراني، مشيرًا إلى أن هذا المستوى من الاختراق تجاوز مجرد التجسس إلى التحكم الكامل في مسرح العمليات داخل إيران.

قدرات إيران محدودة 

وردًا على سؤال حول قدرة طهران على تنفيذ رد مباشر وفاعل، قال البحيري إن إيران لا تزال تحتفظ بقدرة على الرد غير المباشر من خلال الصواريخ أو الطائرات المسيّرة أو استهداف مصالح إسرائيلية في مناطق خارج حدودها.

وأضاف: "إيران ليست جارة مباشرة لإسرائيل، ولا تمتلك مقاتلات قادرة على التحليق لمسافة تتجاوز 1300 كيلومتر دون التزود بالوقود، مما يُصعّب خيار الضربة الجوية المباشرة"، مشيرًا إلى أن إيران قد تلجأ إلى أساليب غير تقليدية، مثل استخدام طائرات انتحارية، وهو سيناريو يعوقه وجود رادارات لحلف الناتو تغطي المنطقة، إلى جانب المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

خلاصة المشهد

وأكد البحيري في ختام تحليله أن الرد الإيراني قائم بالفعل، لكنه مرهون بطبيعة الأهداف والنتائج، مشددًا على أن إسرائيل ما تزال تحتفظ بتفوق نوعي على الصعيدين الاستخباراتي والعسكري، في حين تحاول إيران إدارة ردها بوسائل لا تقود إلى مواجهة شاملة لكنها تحفظ ماء الوجه داخليًا وتُبقي أوراقها الإقليمية قيد الاستخدام.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق