وما أشبه اليوم بالبارحة…
فقد كانت هجرة النبي ﷺ – التي اتفق الصحابة رضوان الله عليهم على أن تكون بداية التقويم الهجري – مشحونة أيضًا بالصراعات والشدائد، التي أرقت قلب النبي ﷺ وصحابته الميامين، ولكنها كانت مليئة بالثقة واليقين والثبات.
وقد سجّل القرآن الكريم هذه المرحلة الدقيقة، بل وبشّر فيها بالخروج إلى النور والنصر، رغم الظلام المحيط والمؤامرات المُحاكة ضده وضد التابعين له صل الله عليه وسلم، ومن أبرز الآيات في هذا السياق:
"وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"
الأنفال: 30
فقد أرخت الآية مشهد دار الندوة حين اجتمع المشركون للقضاء على النبي ﷺ، لكنها ختمت بوعد رباني عظيم: أن مكر الله تعالى فوق كل مكر، وأنه سبحانه ناصر دينه مهما اشتدت الظلمة.
كما قال تعالى:
"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ... "التوبة: 40
آية تُضيء دروب اليائسين وتبعث الأمل في القلوب، فتُذكّر المؤمنين بأن معية الله وحدها كافية، وأن النصر وعد الله لمن ثبت على الحق.
وقد ورد عن الصالحين:
"إذا كان الله معك، فمن عليك؟ وإذا كان عليك، فمن معك؟"للتأكيد على أن القوة في الإيمان والتوكل عليه، لا في كثرة العتاد أو عدد الأنصار.
وفي لحظة الغار، حين قال أبو بكر رضي الله عنه:"يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا"،رد عليه النبي ﷺ بكل ثقة ويقين:"يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما"حديث متفق عليه.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق