غادر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، صباح اليوم العاصمة القطرية الدوحة متوجهًا إلى دولة الكويت، في المحطة الثانية من جولته الخليجية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بعد اختتام زيارة رسمية ناجحة إلى دولة قطر استمرت يومين.

زيارة مثمرة إلى قطر تؤكد على عمق العلاقات الأخوية

وخلال زيارته إلى الدوحة، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي سلسلة من اللقاءات المهمة، كان في مقدمتها لقاؤه مع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث جرت مباحثات ثنائية موسعة عكست عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والحرص المتبادل على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

كما ناقش الزعيمان عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وملف القضية الفلسطينية، فضلًا عن جهود تحقيق الاستقرار في السودان والمنطقة العربية بشكل عام، حيث اتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق والدفع نحو حلول سلمية تعزز الأمن الإقليمي.

لقاءات مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لتعزيز الاستثمارات

وشهدت الزيارة نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث التقى الرئيس السيسي بعدد من ممثلي مجتمع الأعمال القطري ورؤساء كبرى الشركات القطرية، في إطار مساعي الدولة المصرية لجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية المباشرة، وتعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين القاهرة والدوحة.

وخلال اللقاء، تم استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة والصناعات التحويلية، إلى جانب حزمة من المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة والتي تحظى بدعم سياسي وتشريعي واسع.

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على التزام الدولة المصرية بتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، ودعم كل ما من شأنه تحقيق المصالح المشتركة، مشددًا على أهمية التعاون بين القطاع الخاص في البلدين كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.

المحطة القادمة: الكويت لتعزيز التعاون الثنائي

ومن المقرر أن تشهد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت لقاءات رسمية مع سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين، وذلك في إطار مواصلة التنسيق والتشاور حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والتأكيد على خصوصية العلاقات المصرية الكويتية الممتدة عبر عقود من الشراكة والدعم المتبادل.

وتأتي الجولة الخليجية للرئيس السيسي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، ما يؤكد حرص القيادة المصرية على توطيد العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

تعزيز مكانة مصر الإقليمية عبر دبلوماسية نشطة

وتعد جولة الرئيس السيسي الخليجية الحالية امتدادًا للجهود التي تبذلها مصر لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، من خلال سياسة خارجية نشطة تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والدفع نحو حلول سلمية للأزمات القائمة، مع التأكيد على أهمية الشراكات الاستراتيجية في مواجهة التحديات المشتركة.