انتشر فى الأونة الأخيرة معاناة الكثير من الإصابة بالبهاق يظهر على الكثير من الأشخاص بكافة الأعمار، وبالأخص لدي الكثير من الأطفال وتبدأ المشاعر على كل من الوالدان تتداخل مع ظهورأول بقعة بيضاء على جلد طفلهما الصغير.

تتداخل المشاعر ما بين القلق والخوف والحزن والأسئلة الكثيرة التي لا تنتهي: هل سيتقبل المجتمع طفلي؟ هل سيتعرض للتنمر؟ هل سيشعر بالنقص أو الحرج أمام الآخرين؟

فى هذا السياق، كيف تهيئ طفلك المصاب بالبهاق، نفسيا وعصبيا وإجتماعيا، لتجعله يواجع المجتمع، وتمنحه قوة داخلية، تجعله يفتخر بنفسه ولا يشعر بالخجل.

 من جانبة قال الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن البهاق ليس مرضاً معدياً ولا يؤثر على صحة الطفل الجسدية، لكنه يصيب الجلد بشكل واضح وظاهر، مما يفتح باب التحدي النفسي والاجتماعي الكبير للطفل وأسرته، خاصة في مجتمع ما زال يفتقر في أحيان كثيرة لثقافة التقبل والوعي.

 لماذا يخشى الأطفال المصابون بالبهاق مواجهة المجتمع؟

لأن شكل بقع الجلد يختلف عن أقرانهم. الأطفال الآخرين قد يحدقون أو يسألون أسئلة محرجة. البعض قد يتجنب اللعب معهم ظنًا أنه مرض معدٍ. بعض الكبار يتصرفون بجهل أو سخرية. الثقافة تفتقر أحيانًا لثقافة اختلاف الجلد لا ينقص من قدر الإنسان.

كل هذه العوامل قد تجعل الطفل يشعر بالخجل، أو العزلة، أو الحزن الداخلي.

دور الأسرة فى تخطي الطفل المصاب بالبهاق الخجل

 تقبل أنت أولاً شكل طفلك قبل أن تطلب منه ذلك لا تُظهر قلقك أمامه. لا تجعله يشعر أن لديه مشكلة يجب إخفاؤها. لا تتحدث عن حالته الطبية أمام الآخرين وكأنه مصاب بمرض خطير.  التأكيد المستمر على أن الاختلاف طبيعي أخبره أن لون بشرته المختلف لا ينقص من قيمته أو جماله. قدم له أمثلة على شخصيات مشهورة أو ناجحة عانت من البهاق وحققت نجاحاً باهراً مثل: النجم العالمي مايكل جاكسون، أو عارضة الأزياء الشهيرة ويني هارلو.  احذر من جُمل قد تدمر ثقته دون أن تشعر غير مهم هذه البقع دي غير ظاهرة للأشخاص. يمكن تتحسن مع الوقت. ليتها تختفي جميعها وليس جزء منها فقط.

هذه العبارات وإن بدت مشجعة لكنها تحمل رسالة ضمنية أن شكل جلده عيب يحتاج للإصلاح، وهو أخطر ما يمكن زرعه في نفس الطفل.

كيف أُهيئ طفلي لمواجهة أسئلة الآخرين؟

 علمه أن يشرح حالته ببساطة مثال: أنا عندي بهاق، يصيب الجلد ببقع ولكنه غير مؤلم أو معدي.  دربه على الردود الإيجابية على التنمر أنا مميز زي لون عيوني المختلف.  جميع الناس مختلفة وأنا سعيد بنفسي.  دربه على أن يتجاهل السخرية الجارحة. ليس كل تعليق يستحق الرد. الابتسامة مع الثقة بالنفس أقوى سلاح ضد التنمر. حفّزه على بناء شخصيته القوية. سجلّه في أنشطة جماعية: رياضة، موسيقى، رسم، تمثيل. كلما نجح في مجال ما زادت ثقته بنفسه، وقلت أهمية مظهر الجلد عنده وعند الآخرين.

تعامل الأسرة مع محيط الطفل

 في المدرسة:

تحدث مع إدارة المدرسة ومعلميه ووضح لهم الحالة. اطلب تثقيف زملائه بطريقة مبسطة حتى لا يصبح عرضة للتنمر.

مع الأقارب:

شجع المحيطين أن يعاملوا الطفل كأي طفل آخر دون شفقة أو اهتمام زائد.  في المجتمع شارك في حملات التوعية عن البهاق. انضم لمجموعات دعم للأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي.

 متى تحتاج لمساعدة أخصائي نفسي؟

إذا لاحظت انعزاله المستمر. إذا بدأ في كراهية شكله أو مقارنة نفسه باستمرار بالآخرين. إذا تأثر مستواه الدراسي والاجتماعي بسبب حالته النفسية.

التدخل المبكر مع أخصائي نفسي متخصص في دعم الأطفال سيصنع فارقًا هائلًا في مسيرته النفسية والإنسانية.

رسائل هامة لكل طفل مصاب بالبهاق

أنت مختلف لكنك جميل كما أنت. جلدك جزء صغير من شخصيتك الكبيرة. التنمر ضعف في من يسخر منك وليس عيباً فيك. أنت شخص مميز ولك مستقبل واعد، فلا تسمح للكلام الجارح أن يوقف أمامك وأمام نجاحك وطموحك .