وتحوّلت الوسوم النصراوية في منصات التواصل إلى ما يشبه العريضة المفتوحة، بعد أن تداول أنصار النادي تغريدات وصوراً تعود لعدد من الشخصيات المرتبطة بالشركة الربحية، تكشف عن ارتباطات قديمة مع أندية منافسة. هذه الوقائع لم تمر بصمت، بل رُبطت مباشرة بالسياق الإداري والفني الذي يعيشه الفريق، وزادت من حدة المطالبة بإعادة هيكلة المنظومة التنفيذية.
المطالب الجماهيرية لم تكن بمعزل عن أصوات وازنة داخل البيت النصراوي، إذ وجّه الأمير عبدالحكيم بن مساعد رسالة واضحة تؤكد أن الولاء للنادي ليس خياراً جانبياً، بل ركيزة في صناعة القرار. وذهب طلال الرشيد إلى أبعد من ذلك، مشدداً على أن النصر مقبل على أزمة حقيقية إنْ استمرت الشخصيات غير المتجذرة في كيان النادي داخل مواقع النفوذ الإداري.
يرى أستاذ علم الاجتماع عبدالله البقعاوي أن «مشاعر الامتلاك الرمزي للنادي تجعل الجماهير تتعامل مع الإدارة باعتبارها ممثلة للهوية الجمعية، لا مجرد مشغّل أو صاحب قرار»، ويضيف: «حين يكتشف الجمهور أن من يتخذ القرار لا يحمل شعوره أو تاريخه أو حتى شعاره، فإن حالة الرفض تتجاوز رد الفعل، وتتحول إلى موقف اجتماعي واسع».
أما الأخصائي النفسي ماجد الطريفي، فيؤكد أن «الارتباط العاطفي بالنادي يتجاوز الترفيه ويشكّل امتداداً لهوية الفرد، ولذلك فإن انكشاف ميول مضادة داخل المنظومة يولّد شعوراً بالخذلان والانفصال»، ويضيف: «الثقة لا تُبنى على الكفاءة فقط، بل على التماهي الوجداني بين الجمهور والقيادة».
في الأندية الجماهيرية، الانتماء لا يُشترى ولا يُستعار، بل يُصنع من المواقف، ويُثبت بالقرارات، ويُكرّس بالعطاء.
أخبار ذات صلة
0 تعليق