معجزات قيام الليل بسورة البقرة.. قيام الليل واحدة من الأمور التي يغفل كثير من الناس فضلها وما ورد في هذه الساعات المتأخرة من الليل من نصوص منها ما ثبت في معجزات قيام الليل بسورة البقر.
ومن خلال التقرير التالي ونحن على مشارف أذان فجر يوم الجمعة، ندعوك إلى أن تبادر إلى قراءة سورة البقرة لتنالك من بركتها وعظيم ثوابها وفضل تلاواتها.
معجزات قيام الليل بسورة البقرة
لقيام الليل فضل عظيم في الإسلام حيث إنه سنة ثابتة بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، حيث خاطب الله تبارك وتعالى نبيه قائلاً:"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، وثبت في العديد من الأحاديث التي جاءت عن أم المؤمنين عائشة أن النبي واظب على أدء قيام الليل، إلا أن الركعات المحددة لصلاة الليل لم ترد في نص واضح لكنها قد تتحقق بأداء ركعة الوتر والدعاء، كما أن قيام الليل ليس صلاة فقط بل يمكن أن يكون دعاءً أو ذكراً وغيرها من أمور الطاعات.
قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: « أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا»، أي أنّه كان يُصلّي السُّدس الرّابع والسُّدس الخامس، وإذا قام ففي الثُّلُث الأخير لما في ذلك من فضلٍ عظيم؛ لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل.
كما روى النَّسائي من حَديث أَبي ذرّ - رضي الله عنه - قوله: «سَألتُ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَيُّ اللَّيل خَير؟ قَال: خَير اللَّيلِ جَوفُه»، روى ابن المُلقن عن أَبِي مُسلِمٍ أنه قَالَ: «قلتُ لأبي ذَر: أَيُّ قيام اللَّيل أَفضَل؟ قَال: سَألتُ النّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما سَأَلتَنِي، فقَال: جَوْفُ اللَّيلِ الغَابِرُ أَو نِصفُ اللَّيل، وقَليلٌ فاعِلُهُ».
معجزات قيام الليل بسورة البقرة
كما أن لسورة البقرة فضل عظيم، حيث اتفق العلماء على أن سورة البقرة مدنية إلا في آياتها الـ 281، فهي مكية حيث نزلت بمِنى في حجّة الوداع، وهي السورة الثانية من القرآن، ومع ذلك زمنياً، بدأ وحيها بعد هجرة الرسول الحبيب إلى المدينة المنورة.
وسورة البقرة هي أطول سورة من سور القرآن الكريم، وقد ابتدأ نزولها بعد هجرة النبي إلى المدينة، وقد نزل معظمها في السنوات الأولى من الهجرة واستمر نزولها إلى قبيل وفاة النبي بفترة قليلة، وتسمى بالزهراء لما جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها وآل عمران تُلقّبان بالزهراوين؛ فقد ورد في صحيح مسلم، عَن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ).
ومعنى كلمة الزهراوان يقصد بالزهراوين: أي الأبيض المنير، فالزاهر هو الأبيض الناصع البياض، والأثر الناتج من قراءة سورة آل عمران وسورة البقرة هو تظليل المؤمن بسحابة بيضاء في يوم القيامة، وبالتحديد المؤمن القارئ لسورة البقرة وسورة آل عمران، وقد سُمّيت السورتين بالزهراوين؛ للأثر والأجر الناتج من قرآتهما، حيث يقف مَن يحرص على قراءتهما تحت ظلّ السحابة المنيرة يوم القيامة.
معجزات قيام الليل بسورة البقرة
وقد ورد عنرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل سورة البقرة أنه قال: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)، قِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ، قال الحافظ: (وقيل: معناه أجزأتاه فيما تعلّق بالاعتقاد، لِما اشتملتا عليه من الإِيمان والأعمال إجمالًا)، ثم ذكر أقوالًا أخرى، قال: (ويجوز أن يُراد جميع ما تقدّم والله أعلم)، وعن أبي مسعود قوله: (من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة).
وسورة البقرة من أعظم سور القرآن الكريم، وقد تمت تسميتها بهذا الاسم نسبة لقصة البقرة وبني إسرائيل في عهد النبي موسى -عليه السلام-، وورد حديث عنفضل سورة البقرةما رويعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه –قَالَ، قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، رواه البخارى، وعدد آياتها 286 آية، ففضل هذه السورة عظيم وقد أورد في ذكرها نبينا بأن قال -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا فَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ».
كما ورد فيسورة البقرةألف نهي وألف أمر وخبر طاردة للشيطان ماحقة له ولأعوانه السحرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» البطلة السحرة .
وفي فضل صلاة قيام الليل بسورة البقرة،أنها تأتي يوم القيامة كغمامة في موقف عظيم، ومهيب، يوم تبلغ الشمس من القرب إلى الأرض أي مبلغ فتظل صاحبها لحمايته والذود عنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: ««اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا» - سورة البقرة وآل عمران-.
ومن أعظم فضائلسورة البقرةأنها تضم في طياتها أعظم آية في القرآن آية الكرسي، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ».
0 تعليق