أطلقت إيران فجر الخميس الموجة الثالثة عشرة من عملياتها الهجومية المسماة بـ "الوعد الصادق 3"، والتي استهدفت مناطق واسعة في الأراضي المحتلة، خصوصًا تل أبيب، وأسفرت عن خسائر كبيرة في البنية التحتية، ووصفت بأنها الأوسع والأشد تأثيرًا منذ بداية التصعيد الأخير.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، أُطلقت ما بين 20 و30 صاروخًا باتجاه العمق الإسرائيلي، في تطور جديد ضمن سلسلة من العمليات الإيرانية التي تشير إلى تحول استراتيجي كبير في طبيعة الصراع بين طهران وتل أبيب.

ما هي عمليات "الوعد الصادق" الإيرانية؟

أولى العمليات: "الوعد الصادق 1"

التاريخ: 13 أبريل 2024

الخلفية: جاءت ردًا على قصف إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عن مقتل قيادات بارزة في فيلق القدس، أبرزهم العميد محمد رضا زاهدي ومساعده محمد هادي حاج رحيمي.

تفاصيل الهجوم:

أطلقت إيران ما بين 350 و400 مقذوف من طائرات مسيّرة وصواريخ.

استهدفت الهجمات قواعد عسكرية إسرائيلية، خاصة قاعدة نيفاتيم.

نسبة الاعتراض الإسرائيلي بلغت نحو 84%، مع تسجيل أضرار طفيفة في بعض المواقع.

ثاني العمليات: "الوعد الصادق 2"

التاريخ: 1 أكتوبر 2024

الخلفية: ردًا على اغتيال إسرائيل للرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران، واغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وقائد الحرس الثوري عباس نيلفوروشان.

تفاصيل الهجوم:

شمل 250 صاروخًا متنوع الطرازات.

استهدفت قواعد "نيفاتيم" و"تل نوف".

أُغلِق المجال الجوي الإسرائيلي مؤقتًا، وتعرضت 100 وحدة سكنية شمال تل أبيب لأضرار كبيرة.

ثالث العمليات: "الوعد الصادق 3"

التاريخ: 13 يونيو 2025 (بدأت الموجة الأولى)، وتواصلت حتى الموجة 13 فجر 19 يونيو.

الخلفية: جاءت كرد مباشر على الهجوم الإسرائيلي الذي حمل اسم "الأسد الصاعد"، واستهدف منشآت إيرانية عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية.

تفاصيل الهجوم:

مئات الصواريخ الباليستية أُطلقت على العمق الإسرائيلي.

استُهدفت عشرات المواقع، من بينها قواعد عسكرية ومراكز حساسة.

أبرز الأضرار شملت:

9 مناطق إسرائيلية تعرضت للقصف.

3 قتلى و90 مصابًا.

تدمير مبانٍ بالكامل في رمات جان وتضرر مئات أخرى في تل أبيب.

انهيار طوابق بمبانٍ قريبة من مقر وزارة الدفاع.

حريق واسع قرب منشآت أمنية حساسة.

دلالات العملية:

تمثل "الوعد الصادق 3" تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل.

أنهات هذه العمليات نمط "الحروب بالوكالة" لتتحول إلى صراع عسكري مفتوح ومباشر.

تحمل رسائل واضحة لإسرائيل مفادها أن الرد الإيراني سيطال العمق الإستراتيجي في حال استمرار التصعيد.

تعكس أيضًا قوة الردع الصاروخي الإيراني، رغم منظومات الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات.

إيران تتوعد بالمزيد.. ولا مكان آمن في إسرائيل

قال مسؤول إيراني رفيع لوكالة "رويترز": "لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل، وانتقامنا سيكون مؤلمًا، والعدو الصهيوني سيدفع ثمنًا باهظًا لاغتياله قادتنا وعلماءنا وأبناء شعبنا."

ويُرجّح مراقبون أن الموجات المقبلة من عملية "الوعد الصادق" قد تشمل أهدافًا أكثر حساسية في إسرائيل إذا استمر التصعيد.