كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولأول مرة منذ المراحل المبكرة من الحرب الروسية الأوكرانية، عن استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
جاء ذلك خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، حيث أكد بوتين أن روسيا تنظر بإيجابية إلى جميع مبادرات السلام، معربًا عن أمله بأن يكون لدى القيادة الأوكرانية نفس الاستعداد.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، مع استمرار العمليات العسكرية وتبادل الاتهامات بخرق هدنة مؤقتة أعلنت بمناسبة عيد الفصح.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي أبدى استعدادًا لمناقشة مسألة تجنب استهداف الأهداف المدنية، في إطار مفاوضات ثنائية مع أوكرانيا.
من جانبه، لم يرد زيلينسكي بشكل مباشر على تصريحات بوتين، إلا أنه أكد في خطابه الليلي المصور أن أوكرانيا على استعداد للدخول في أي محادثات تضمن سلامة المدنيين.
كما دعا إلى هدنة جديدة تستمر لمدة 30 يومًا، تتوقف خلالها الضربات الجوية والهجمات بالطائرات المسيّرة، وهو اقتراح قال بوتين إن الكرملين سيقوم بـ "تحليله"، لكنه اتهم كييف باستخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية.
وفي هذا السياق، برر بوتين استهداف القوات الروسية لمركز مؤتمرات في منطقة سومي بأنه كان يستخدم من قبل عناصر يعتبرهم الكرملين "مجرمين"، في إشارة إلى حادثة سقط خلالها 35 قتيلاً، وهي ضربة أثارت جدلاً واسعًا.
في الوقت نفسه، استمرت الهجمات المتبادلة، حيث أفادت التقارير بوقوع هجمات بطائرات مسيّرة على مدينة أوديسا، ما أسفر عن إصابات وأضرار مادية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العواصم الغربية تحركات دبلوماسية، إذ من المقرر أن تشارك أوكرانيا في محادثات جديدة في لندن، عقب اجتماع سابق في باريس، سعياً إلى وضع حد للنزاع.
وأمام هذه التطورات، شدد زيلينسكي على أن وقف إطلاق النار بشكل دائم يمثل الخطوة الأولى نحو سلام مستقر، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية، خصوصًا من الولايات المتحدة، حيث حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فشل محادثات السلام إذا لم يُحرز أي تقدم ملموس.
0 تعليق