قال خبراء إن الحرب بين إسرائيل وإيران تنذر بارتدادات اقتصادية خطيرة على العالم، وخاصة منطقة اليورو.
وأشار الخبراء إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة وتوقف المحطات، يدفع نحو الارتفاع الملحوظ في نسب التضخم ويهدد بركود غير مسبوق تظهر انعكاساته بشكل كبير على الدول الأوروبية.
ويرى الخبراء أن شبح التضخم عاد ليخيم على أوروبا، مع إمكانية تجاوزه لنسبة 3% لشهر يونيو إذا ما استمرت الأزمة لفترة تتجاوز الأسبوعين.
من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور عماد عكوش، إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية تركت وستترك في المستقبل مفاعيل اقتصادية كبيرة لعدة أسباب.
وأضاف، أن السبب الأول هو تأثيرها على تدفق النفط والغاز المسال من منطقة الخليج عبر مضيق هرمز، إضافة إلى توقف بعض الآبار والمحطات عن العمل نتيجة لتعرضها للضرب أو تهديدها بالضرب.
ويوضح أن "التوترات دفعت بأسعار النفط خاصة إلى الارتفاع، بما يزيد عن 15%، وارتفاع النفط هو أحد العوامل الأساسية المؤثرة في تحديد معدلات التضخم، بعد انخفاض أسعار الطاقة خلال شهر أبريل ومايو، انخفض معدل التضخم في منطقة اليورو إلى 2.2 في مايو من 2.4 في أبريل وكان البنك المركزي يأمل أن يصل إلى نسبة 2 في المئة في نهاية هذا العام".
وأشار إلى أنه مع بداية الحرب تبخر هذا الحلم مع عودة أسعار النفط إلى الارتفاع، فضلا عن أسعار التأمين التي ارتفعت بشكل كبير مع الأحداث التي حصلت، والتي أدت إلى ارتفاع تكلفة الشحن، مما انعكس على الأسعار في كل المجالات، وبالتالي انعكس على القدرة الشرائية للمواطن الأوروبي، والذي سيعاني ليس فقط من أسعار المواد الغذائية، بل من أسعار المحروقات، الكهرباء، أسعار تذاكر السفر، وأمور أخرى لم تكن في الحسبان.
وتابع: "اليوم مع هذه الأحداث يبدو أن شبح التضخم عاد ليخيم على أوروبا، وإمكانية تجاوزه لنسبة 3% لشهر يونيو ممكن التحقق إذا ما استمرت الأزمة لفترة تتجاوز الأسبوعين".
وأشار إلى أن الاقتصاد الأوروبي مع رسوم ترامب وحرمانه من الطاقة الرخيصة من روسيا، واليوم مع ارتفاع سعر برميل النفط تزيد معاناته، كما تزيد معانات القطاعات الاقتصادية كافة، وهي التي فقدت إمكانية منافستها للسلع الصينية والأميركية بحرمانها من الطاقة الرخيصة وإضافة رسوم جمركية كبيرة عليها.
ويرى أنه "على المدى المتوسط والطويل في حال إصرار الاتحاد الأوروبي على السير خلف الولايات المتحدة ومجاراتها، يدفع ذلك نحو سقوط الكثير من القطاعات الاقتصادية وخاصة الصناعية منها".
فيما يشير الخبير الاقتصادي المصري الدكتور هاني أبو الفتوح، إلى أن التضخم قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 0.4 % و1% إذا استمر الصراع، مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط.
وأضاف، أن الشرق الأوسط يؤدي دورًا محوريًا في إنتاج النفط، وأي تهديد بإغلاق مضيق هرمز قد يرفع الأسعار بشكل حاد.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن تأثير التوترات الحالية على منطقة اليورو، سيكون ملحوظًا، خاصة أن ارتفاع أسعار النفط يرفع تكاليف الوقود والكهرباء، ما ينعكس مباشرة على تكلفة المعيشة، في حين أن قطاع المتاجر الصغيرة من أكثر القطاعات تأثرًا بارتفاع تكاليف التشغيل، وهو ما ينعكس تدريجيًا على أسعار السلع والخدمات. مرجحا أن الأسر ذات الدخل المحدود ستتحمّل العبء الأكبر، لا سيما مع تباطؤ التعافي الاقتصادي.
ويرى أنه على المدى القصير، ستحدث تقلبات في سعر صرف اليورو وتراجع ثقة المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين، وعلى المدى الطويل يؤدي إلى ركود تضخمي، حيث يرتفع التضخم مع تباطؤ النمو الاقتصادي.
ويمر عبر مضيق هرمز 80 مليون طن أي 20% من تدفقات الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تقوم السعودية بتصدير 88% من إنتاجها النفطي عبره، العراق 98%، الإمارات 99%، وكل نفط إيران والكويت وقطر.
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران أدى إلى تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة إلى أعلى مستوياتها، محذرا من تداعيات خطيرة على أوروبا والشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه، اليوم الجمعة، مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة التركية.
وأوضح البيان أن "الاتصال تناول العدوان الإسرائيلي على إيران، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين أنقرة وبرلين، وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
وحذر أردوغان من أن "استمرار الهجمات قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة ومخاطر متزايدة من تسربات نووية تهدد استقرار المنطقة وأوروبا".
وأشار إلى أن "السبيل الوحيد لحل الخلافات النووية مع إيران يتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدا استمرار تركيا في جهودها لتهدئة الأوضاع وإنهاء التصعيد.
وفي ليلة 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل عملية ضد إيران، متهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري يزعم أنه يقترب من نقطة اللاعودة. وكانت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها إسرائيل هي المنشآت النووية، والجنرالات، والفيزيائيين النوويين البارزين، والقواعد الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ "أرض-أرض".
نقلا عن sputniknews
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق