تعرف إلى الترسانة العسكرية الإيرانيةصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
 تعكس الترسانة العسكرية الإيرانية صورة جيش بنى قوته على الابتكار القسري

عبدالله المومني - تعتمد الاستراتيجية العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على عقيدة دفاعية غير متكافئة، صُممت على مدى عقود من العقوبات الدولية والعزلة عن أسواق السلاح الغربية.

وبدلاً من محاولة مجاراة القوى العظمى في الأسلحة التقليدية المتطورة، ركزت طهران على تطوير قدرات نوعية تهدف إلى الردع، وفرض تكاليف باهظة على أي خصم محتمل، وتوسيع نفوذها عبر المنطقة.


تتكون القوات المسلحة الإيرانية من كيانين رئيسيين: جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية (أرتش)، وهو الجيش التقليدي، والحرس الثوري الإسلامي، وهو قوة عقائدية تتمتع بنفوذ هائل وقدرات عسكرية موازية.

فيما يلي نظرة موثقة على أبرز مكونات الترسانة العسكرية الإيرانية المحدثة:

القوة الصاروخية: جوهرة التاج وبرنامج الردع الأول

تُعد الترسانة الصاروخية الإيرانية الأضخم والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، وهي الركيزة الأساسية لاستراتيجية الردع الإيرانية.

وتغطي هذه الصواريخ كافة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة وأراضي خصومها الإقليميين.

صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى: تمتلك إيران مجموعة واسعة من الصواريخ مثل سلسلة "شهاب" و"قدر" و"سجيل" التي يتراوح مداها بين 1,300 و 2,000 كيلومتر.

كما طورت صواريخ دقيقة مثل سلسلة "فاتح-110" و*"ذو الفقار"*، التي أثبتت فعاليتها في استهدافات دقيقة.

صواريخ كروز: طورت طهران صواريخ كروز يمكن إطلاقها من منصات برية وبحرية، مثل صاروخ "سومار" و"أبو مهدي" الذي يصل مداه إلى أكثر من 1,000 كيلومتر.

تطورات حديثة: كشفت إيران مؤخراً عن صاروخ "فتّاح"، الذي تدعي أنه فرط صوتي وقادر على المناورة لتجنب أنظمة الدفاع الصاروخي، مما يمثل قفزة نوعية في قدراتها إذا تم إثبات فعاليته عملياتياً.

الطائرات بدون طيار (المسيّرات): الذراع الطويلة ومنخفضة التكلفة

برزت إيران كقوة عالمية رائدة في مجال الطائرات المسيّرة، حيث تستخدمها لمهام الاستطلاع والهجوم الانتحاري والحرب الإلكترونية.

وقد أصبحت هذه المسيّرات أداة رئيسية في سياستها الخارجية، حيث تزود بها حلفاءها في المنطقة.

أبرز النماذج: تشتهر سلسلة طائرات "شاهد"، وخصوصاً "شاهد-136" الانتحارية التي استخدمت على نطاق واسع في ساحات القتال العالمية.

بالإضافة إلى سلسلة "مهاجر" متعددة المهام، وأبرزها "مهاجر-6" و"مهاجر-10" الأحدث، والتي تشبه في تصميمها وقدراتها مسيّرات أمريكية وصينية.

القوات البحرية: استراتيجية مزدوجة للسيطرة والردع

تعمل القوات البحرية الإيرانية عبر ذراعين:

بحرية الحرس الثوري: تركز على استراتيجية "حرب الأسراب" في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز.

وتعتمد على آلاف الزوارق السريعة الصغيرة والمزودة بالصواريخ والطوربيدات، بهدف إرباك وتعطيل حركة الملاحة وإغراق السفن الحربية الأكبر حجماً.

بحرية الجيش (أرتش): تتولى المهام في بحر قزوين والمياه الدولية المفتوحة.

أسطولها يتكون من سفن أكبر حجماً مثل فرقاطات "جماران" ومدمرة "دنا"، بالإضافة إلى غواصات من طراز "غدير" (قزمية) و"فاتح" (شبه ثقيلة)، وجميعها مصنعة محلياً.

القوات الجوية: تحديث بطيء لأسطول متقادم

يُعتبر سلاح الجو الحلقة الأضعف في القوات الإيرانية بسبب العقوبات الطويلة التي منعت تحديث أسطوله.

ويعتمد بشكل كبير على طائرات أمريكية قديمة من حقبة الشاه مثل F-14 Tomcat و F-4 Phantom و F-5 Tiger، بالإضافة إلى طائرات روسية وصينية.

جهود التحديث: في تطور هام، بدأت إيران مؤخراً باستلام طائرات تدريب قتالية روسية من طراز Yak-130، تمهيداً لوصول مقاتلات التفوق الجوي الروسية الحديثة Su-35، التي من شأنها أن تعزز قدرات السلاح الجوي بشكل كبير لأول مرة منذ عقود.

الدفاع الجوي: حماية السماء أولوية قصوى

أولت إيران اهتماماً كبيراً بتطوير منظومة دفاع جوي متكاملة ومتعددة الطبقات لمواجهة التفوق الجوي لخصومها.

وتجمع المنظومة بين أنظمة مستوردة وأخرى محلية الصنع.

أبرز الأنظمة: يبرز نظام S-300 الروسي، إلى جانب أنظمة محلية متطورة مثل "باور-373" الذي يُقارن بالنظام الروسي، ومنظومات "15 خرداد" القادرة على الاشتباك مع أهداف متعددة في آن واحد.

تعكس الترسانة العسكرية الإيرانية صورة جيش بنى قوته على الابتكار القسري والتركيز على مجالات غير متكافئة.

وفي حين أنها تفتقر إلى القدرات التقليدية المتقدمة، إلا أن قوتها الصاروخية المتنامية وأسطولها الضخم من الطائرات المسيّرة وقدرتها على تهديد الملاحة في مضيق هرمز، تمنحها أدوات ردع استراتيجية فعالة وقدرة على التأثير في موازين القوى الإقليمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق