أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن الكلام لا يصنع التأثير ما لم يصاحبه عمل حقيقي على الأرض، مشددًا على أهمية أن يكون الداعية قدوة عملية في المجتمع، وليس مجرد ناقل للكلام والخطب.
وجاءت تصريحات الرئيس خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، حيث شدد على ضرورة أن تتحول الموعظة الدينية إلى سلوك واقعي ملموس ينعكس على حياة الناس وسلوكياتهم اليومية.
وقال الرئيس السيسي:
"والواحد وهو صغير وقبل مني كانوا بيسمعوا في المنابر كتير، لكن يا ترى التأثير دا بيمتد قد إيه؟"، مشيرًا إلى أن الرسائل الدينية لن تحقق النتائج المرجوة ما لم تدعم بسلوكيات عملية تنسجم مع ما يُقال على المنابر.
الموعظة وحدها لا تكفي.. والذاكرة الجماعية لم تعد كما كانت
وأضاف السيد الرئيس في حديثه:
"ما لم يكن هناك عمل يرافق الكلام اللي بيتقال، أنا بقول لكم إن احنا هيبقى تأثيرنا مش كافي"، موضحًا أن الخطبة مهما بلغت من التأثير، فإن مفعولها محدود في الزمان ما لم تُترجم إلى سلوك فعلي.
وتابع الرئيس:
"الموعظة هتنتهي بفترة الخطبة مهما كان تأثيرها، ساعة ساعتين تلاتة، وذاكرتنا مش زي حافظة القدماء، كانوا بيحفظوا ألف بيت شعر، اللي بيسمعوه يوعوه كويس، مش كلنا كده دلوقتي"، في إشارة إلى اختلاف قدرات التلقي والاستيعاب بين الأجيال، وضرورة تطوير آليات إيصال الرسالة الدينية بما يتناسب مع العقلية المعاصرة.
السيسي: علينا تقديم خطاب ديني موضوعي ورحيم يواجه الإلحاد والتطرف
وتناول الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته قضية الإلحاد والتطرف الفكري، مؤكدًا أن مواجهة هذه الظواهر لا تتم بالشعارات أو التكرار، بل تحتاج إلى خطاب عقلاني وموضوعي يضع حلولًا منطقية وقيمًا إنسانية تتماشى مع تعاليم الدين.
وقال سيادته:
"هل إحنا يطلق علينا الأمة الصادقة الآمنة؟ يقولك ازاي بتقولوا انتو أفضل وأحسن ناس، احنا مش كده، إن مكنتش تقدروا تحطوا إجابات رقيقة ورحيمة وموضوعية في تناولكم أي مسألة من المسائل، صدقوني، الإلحاد، معندكش عصاية سحرية".
وشدد الرئيس على أن الاعتدال في الفكر والسلوك لا يُفرض، بل يُبنى بتراكمات من الوعي والمعرفة، قائلًا:
"بتقول الإفراط والتفريط والتطرف والاعتدال، ممعكش عصاية سحرية تخليك معتدل".
دعوة للعلماء والدعاة لتجديد أدواتهم الفكرية والدعوية
وفي ختام كلمته، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى الأئمة والدعاة تحثهم على مراجعة وسائلهم وأدواتهم في الدعوة، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب تطويرًا حقيقيًا للخطاب الديني، يتماشى مع التحديات الفكرية والمجتمعية المعاصرة، ويسهم في بناء إنسان مسؤول، متوازن، ومؤمن برسالته وقيم دينه.
0 تعليق