بعد اشاده الرئيس السيسي به.. من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال مشاركته في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، إلى أهمية الاقتداء بالإمام جلال الدين السيوطي كنموذج يحتذى به، مؤكدًا أن السيوطي قدم مساهمة استثنائية في العلوم الإسلامية من خلال تأليفه 1164 كتابًا خلال حياته، مما يبرز سعة علمه وإسهاماته العظيمة في مجال الدين والعلم.

السيوطي: موسوعة علمية ودينية

الإمام جلال الدين السيوطي، الذي وُلد في القاهرة عام 849 هـ (1445م) وتوفي عام 911 هـ (1505م)، هو واحد من أبرز العلماء في التاريخ الإسلامي. كان مفسرًا، ومؤرخًا، وأديبًا، وفقيهًا شافعيًا، وله نحو 600 مصنف في مختلف مجالات العلوم الإسلامية، من التفسير والحديث والنحو إلى الفقه والتاريخ.

ورغم حياته القصيرة (عاش 62 عامًا)، ترك السيوطي إرثًا علميًا هائلًا، حيث تميز بقدرته على الجمع بين العلوم المختلفة وتقديم مؤلفات موسوعية تعد مرجعًا في العصرين القديم والحديث.

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟

وُلِدَ الإمام جلال الدين السيوطي في القاهرة، وتوفي فيها بعد حياة حافلة بالعلم والتأليف. نشأ يتيمًا بعدما توفي والده وهو في الخامسة من عمره، ثم قرر أن يعتزل الناس في عمر الأربعين ليكرس حياته للتأليف والعبادة في روضة المقياس.

 كان السيوطي موسوعي الثقافة، حيث يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم"، وهي التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل.

وكان السيوطي أحد أعلام الحركة العلمية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث أسهم في مجالات مختلفة من العلوم الإسلامية. وقد قدم العديد من المؤلفات الهامة في علوم القرآن والتفسير، مثل "الإتقان في علوم التفسير"، و"متشابه القرآن"، و"الإكليل في استنباط التنزيل".

منهج السيوطي في تلقي العلم

تلقى السيوطي علمه على يد مجموعة من الشيوخ والعلماء، وكان من أبرزهم محيي الدين الكافيجي الذي لازمه لمدة أربعة عشر عامًا وأخذ عنه أغلب علمه في التفسير والأصول. 

وقد أطلق عليه السيوطي لقب "أستاذ الوجود". كما كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، مثل آسيه بنت جار الله الطبري وكمالية بنت عبدالله الأصفهاني.

ورغم تفرغه في سنواته الأخيرة للعبادة والتأليف، فقد ترك السيوطي العديد من الكتب التي أصبحت مرجعية في التفسير والحديث. 

وكان له منهج خاص في دراسة العلوم، حيث اختار أن يلتزم بمعلم واحد في كل مرحلة من مراحل تعلمه.

الرئيس السيسي يشيد بمساهمات السيوطي

في كلمته، أشاد الرئيس السيسي بالإمام السيوطي وتفانيه في العلم والدين، مؤكدًا أن حياته وكتبه تمثل نموذجًا يُحتذى به في الاجتهاد العلمي والديني. 

وأضاف أن العلماء مثل السيوطي يمثلون ركيزة أساسية في بناء وتطوير الخطاب الديني في العصر الحديث، ودعا الأئمة الخريجين من الدورة الثانية لتأهيل الأئمة من وزارة الأوقاف إلى الاقتداء بمثله الأعلى في الاجتهاد والعلم.

دورة الأئمة الثانية: تعزيز الخطاب الديني

شملت الدورة الثانية 550 إمامًا، استمرت لمدة 24 أسبوعًا تحت إشراف الأكاديمية العسكرية المصرية، وهدفت إلى تعزيز مهارات الأئمة في مجالات الخطاب الديني، ومحاربة الفكر المتطرف. 

كما تم تكريم الخريجين من خلال عرض فيلم وثائقي يبرز نجاح الدورة، بالإضافة إلى بحث جماعي حول "موسوعية العالم والداعية"، مع التركيز على نموذج الإمام جلال الدين السيوطي في التأثير العلمي والديني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق