كشف الدكتور طه توفيق رابح القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أبرز إنجازات المعهد خلال العام المالي 2024/2025، والتي عكست جهودًا مكثفة في مجالات البحث العلمي والرصد الفلكي والتفاعل المجتمعي والتعاون الدولي، في إطار استراتيجية المعهد لتعزيز مكانة مصر العلمية إقليميًا ودوليًا، وتحويله إلى منصة بحثية متقدمة تخدم خطط التنمية المستدامة، وتساهم في نشر الوعي العلمي وترسيخ ثقافة الابتكار.
وأوضح الدكتور طه توفيق - في بيان اصدره اليوم - أن المعهد نجح خلال هذا العام في تنفيذ عدد من المشروعات الطموحة، على رأسها تركيب التليسكوب الثاني داخل محطة رصد الأقمار الصناعية التابعة للمعهد، بالتعاون مع الجانب الصيني، بقطر يصل إلى 120 سم، ليُعد بذلك التليسكوب الأكبر من نوعه خارج الصين، والوحيد على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن هذه الإضافة النوعية مكنت المحطة من تتبع الأجسام الفضائية حتى ارتفاع 36 ألف كيلومتر، باستخدام تقنيتي الرصد الليزري والبصري، ما يمثل تقدمًا غير مسبوق في قدرات مصر في مجال رصد وتتبع الحطام الفضائي والأقمار الصناعية، ويؤهل المعهد للقيام بدور إقليمي في دعم علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وفي إطار توسيع نطاق التعاون العلمي الدولي، أشار إلى توقيع اتفاقية جديدة مع الجانب الصيني لتعزيز الشراكة في مجالات الرصد الفضائي وتبادل التكنولوجيا، والاستفادة من الخبرات الصينية في تشغيل وإدارة المراصد العملاقة، بما يسهم في دعم الأبحاث المشتركة وتطوير الكوادر البحثية المصرية.
وشهد العام المالي أيضًا تسجيل نجاح علمي بارز برصد ظاهرة اصطفاف نادرة لستة كواكب من المجموعة الشمسية، هي الزهرة والمريخ والمشتري وزحل ونبتون وأورانوس، حيث تمكن الجمهور من رؤية الكواكب الأربعة الأولى بالعين المجردة، بينما استخدمت التليسكوبات لرصد الكوكبين الآخرين، وسط اهتمام واسع من المتابعين والمهتمين بالظواهر الفلكية.
وفي سياق التوعية المجتمعية، نظم المعهد سلسلة فعاليات علمية وثقافية موسعة، من بينها أسبوع الفضاء العالمي، الذي شمل محاضرات ومعارض علمية حول الأقمار الصناعية والطقس الفضائي، إلى جانب تنظيم برنامج "100 ساعة فلك" بالتعاون مع الاتحاد الدولي للفلك، والذي تناول قضايا التلوث الضوئي وأهمية القباب الفلكية في التوعية. كما استضاف المعهد المدرسة العربية المتقدمة الرابعة في الفيزياء الفلكية بمرصد القطامية، بمشاركة باحثين وطلاب دراسات عليا من دول إفريقية وآسيوية، إلى جانب تنظيم المدرسة الفلكية في علم الفلك الزمني لتدريب طلاب الجامعات المصرية وربطهم بالمجتمع البحثي.
وفي إطار التفاعل مع قضايا المجتمع، عقد المعهد ملتقاه العلمي السنوي، الذي شهد عرض مشروعات بحثية تناولت موضوعات متنوعة مثل الحفاظ على التراث الحضاري، وإدارة موارد المياه الجوفية، ومخاطر ارتفاع منسوب البحر، ومتابعة النشاط الزلزالي بمحيط مشروع الضبعة النووي، كما تم خلال الملتقى تكريم الباحثين المتميزين وتحفيز الابتكار العلمي داخل المؤسسة.
وأكد الدكتور طه توفيق أن تمكين المرأة في مجالات البحث العلمي شكل أحد المحاور المهمة لأنشطة المعهد، حيث نظم في أبريل ملتقى "المرأة المصرية في العلوم والتكنولوجيا" برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة نخبة من العالمات والقيادات النسائية من مختلف الجامعات والمراكز البحثية، وتناول الملتقى سبل تعزيز مشاركة المرأة في المشروعات العلمية، وتسليط الضوء على نماذج ناجحة في مجالي الفلك والجيوفيزياء.
كما حرص المعهد على الحضور المجتمعي في المحافل الثقافية الكبرى، من خلال مشاركته في الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث خصص جناحًا علميًا ضم كتيبات مبسطة وورشًا تفاعلية حول الزلازل والكسوف والتغير المناخي، إلى جانب مجسمات توضيحية للمجموعة الشمسية وطبقات الأرض، بهدف تبسيط العلوم الفلكية والجيولوجية ورفع الوعي البيئي والعلمي لدى جمهور المعرض.
واختتم الدكتور طه توفيق تصريحاته بالإشارة إلى أن المعهد يستعد حاليًا لتنظيم المؤتمر العربي التاسع للفلك والجيوفيزياء في أكتوبر المقبل، برعاية جامعة الدول العربية، تحت شعار "العلم والتراث"، حيث يُعقد المؤتمر لأول مرة في بهو المتحف المصري الكبير، في تأكيد رمزي على تلاقي العلوم الحديثة مع عراقة الحضارة المصرية.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر محاور علمية رئيسية تشمل الذكاء الاصطناعي، والمخاطر الطبيعية، وأنظمة الملاحة، وتغير المناخ، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف الدول العربية، مما يعزز من دور مصر القيادي في دعم البحث العلمي العربي وتطوير آليات التعاون الإقليمي في مجالات الفلك والجيوفيزياء.
نقلا عن أ ش أ
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق