يسير خوان لابورتا رئيس برشلونة باتجاه مخالفة أحد المبادئ التي وضعها أسطورة النادي الكتالوني يوهان كرويف الخاصة بالتعاقد مع اللاعبين.
ورغم مشاعر الإعجاب والاحترام الشديدين التي يكنها لابورتا لكرويف، فإنه مضطر لتجاهلها في سوق الانتقالات الصيفية الحالية من أجل إتمام التعاقد مع الشاب نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بلباو، الذي رفض الانضمام للنادي الكتالوني في الصيف الماضي.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن مبدأ الراحل كرويف يتمثل في أن "أي لاعب يتردد في اللعب لبرشلونة فهو لا يصلح لتمثيل الفريق مستقبلا".
وأضافت "كرويف امتلك قناعة تامة بأن أي لاعب لا يملك طموحا واضحا ورغبة صادقة في اللعب لبرشلونة ولم يظهر التزاما وولاء حقيقيا للشعار، فإنه لا يستحق ارتداء قميص الفريق".
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن كرويف لم يتسامح على الإطلاق مع التردد أو تقلّب الآراء، مشيرة إلى أن لابورتا شطب بالفعل اسم نيكو ويليامز ولم يفكر في التعاقد معه مجددا وكان اللاعب خارج حسابات النادي "حتى قبل أيام قليلة".
لكن يبدو أن الاستعداد الكامل الذي أبداه ويليامز هذه المرة بالانضمام إلى برشلونة جعل لابورتا يعيد النظر في موقفه، ليدرك الرئيس أن هذه الصفقة سيكون لها أثر كبير من جميع النواحي رياضيا واقتصاديا وتسويقيا واجتماعيا، ومن هذا المنطلق قرر الرئيس "مسامحة اللاعب".
وعلّقت "ماركا" على التطورات الأخيرة بالقول "من النادر أن يعفو رئيس نادٍ عن لاعب كبير بعد أن رفضه سابقا بطريقة أليمة خصوصا أن برشلونة كان يثق في موافقة اللاعب الصيف الماضي، وسبّب رفضه المفاجئ حينها حالة من الاستياء".

اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يعفو فيها لابورتا عن لاعب بعد أن رفض اللعب لبرشلونة رغم التوصل إلى اتفاق متقدّم معه.
إعلان
ففي عام 2007 تعاقد برشلونة مع الفرنسي تييري هنري لاعب أرسنال الإنجليزي في ذلك الوقت، رغم أن اللاعب أفسد صفقة انتقاله للنادي الكتالوني في الصيف السابق والتي كانت على وشك الإتمام.
بعدها لعب هنري 3 مواسم مع برشلونة خاض خلالها 121 مباراة وسجل 49 هدفا وتُوج مع البلوغرانا بـ8 ألقاب أبرزها الدوري الإسباني (2) ودوري أبطال أوروبا (1) وفق بيانات موقع ترانسفير ماركت الشهير.
ولم يكن لابورتا وحده هو من غيّر رأيه تجاه لاعب كبير له سوابق برفض الانتقال إلى برشلونة بعد أن اتفق مع النادي الكتالوني على ذلك.
ففي عهد الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو وبالتحديد صيف عام 2018 كان برشلونة واثقا من التعاقد مع أنطوان غريمان من أتلتيكو مدريد، لكن الأخير أعلن لاحقا عبر وثائقي بعنوان "القرار" أنه سيبقى في أتلتيكو مدريد.

ونظر برشلونة إلى ذلك القرار بأنه بمثابة "الخيانة"، لكن النادي سامح اللاعب في العام التالي (2019) وتعاقد معه ليلعب موسمين ثم عاد إلى أتلتيكو مدريد.
وتسود حالة من الاقتناع لدى مسؤولي برشلونة أن جماهير الفريق ستسامح نيكو ويليامز بعد أن أطلقت صافرات الاستهجان ضده في الموسم الماضي عند زيارته ملعب مونتجويك، تعبيرا منها عن استيائها من رفضه في العام الماضي.
0 تعليق