مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي المنتظر - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

وصلت الأمور بين زعيم حركة طالبان الملا عمر ومؤسس القاعدة أسامة بن لادن إلى مرحلة اللا عودة عام 2000، بعد الشهرة العالمية التي حازتها القاعدة، وفق ما أكده المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد.

 

ووفقا لما قاله ولد الوالد في حلقة 2025/6/21 من برنامج "مع تيسير"، كان الخلاف سببه شعور بن لادن بأن تنظيمه أصبح يقود الأمة في مواجهة أعدائها، وخصوصا بعد تفجير السفارات الأميركية شرق أفريقيا سنة 1998.

وتعزز هذا التصور عند بن لادن بعدما انهالت عليه التبرعات وتوافد المسلمون الراغبون في الجهاد من كل مكان للانضمام له بعدما اعتبروه الرجل الوحيد الذي يواجه أميركا رغم الاعتراضات الكبيرة على قتل المدنيين بهذه التفجيرات، كما يقول ولد الوالد.

اعتداد بن لادن برأيه

لكن الخلاف بين بن لادن والملا عمر -حسب ولد الوالد- كان سابقا على هذه التفجيرات لأن مؤسس القاعدة عُرف بالاعتداد برأيه وشكا كثيرا من تضييق طالبان عليه، وهو أمر دفع الحركة لتخفيف هذا التضييق حتى لا تظهر بمظهر المعادي له.

ولم يخف بن لادن شعوره بقيادة الأمة وصارح به القريبين منه من قادة التنظيم -وفق ولد الوالد- الذي أكد رفض كثيرين لانفراد الرجل برأيه وتنفيذه عمليات دون إخبارهم، لكنهم طالبوه بعرض ما يخطط له على علماء الأمة لأنها تنعكس على المسلمين في كل مكان، غير أنه برر سلوكه بأن الأقدار هيأت الموجودين في أفغانستان لقيادة الأمة.

ولذلك، كان العارفون بما يخطط له بن لادن يعدون على أصابع اليد الواحدة -وفق والد الوالد- الذي أكد أنه من قاموا بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لم يتجاوزوا 25 شخصا بعضهم لم يعرفوا بطبيعة هذه العملية إلا بعد وصولهم للولايات المتحدة وقرب تنفيذها.

وزاد من تمسك بن لادن برأيه أن بعض من وفدوا عليه أخبروه برؤى تقول إنه المهدي المنتظر، ورغم أن هذا يتعارض مع الصفات التي ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم للمهدي والتي لا تنطبق على زعيم القاعدة كونه ليس قرشيا ولا ينتسب للنبي ﷺ ولا يحمل اسمه، لكنه عززت اعتداده برأيه.

وفي فترة من الفترات، بدأ بن لادن يفسر هذه الرؤى بأنه هو القحطاني الذي قال النبي ﷺ إنه سيسوق الناس بعصاه، رغم أن الأحاديث تشير إلى أن ظهور القحطاني سيكون بعد نزول المسيح، كما يقول ولد الوالد.

إعلان

الرؤى دعمت انفراده بالقرار

وعلى هذا الأساس، بدأ مؤسس القاعدة يتعامل مع الأمر وكأنه شخص ملهم يحظى بدعم إلهي ومن ثم فلا يوجد ما يجعله ينكسر أمام رأي طالبان ولا حتى قادة تنظيمه، حسب المفتي السابق للتنظيم الذي أكد أنه لم ير أحلم ولا أرجح عقلا من بن لادن، رغم أنه أخذ عليه الانسياق وراء هذه الأفكار.

ومع ذلك، حاول بعض المقربين تفكيك الخلاف بين بن لادن والملا عمر، حتى لا يتسع ويؤثر على مستقبل القاعدة وهويتها ومن ثم على المسلمين، سيما وأنهم كانوا يريدون منحها صورة مؤسسية ومراجعة مبادئها التأسيسية بينما كان مؤسسه يتجه نحو مزيد من المركزية، لدرجة أنه انفرد باختيار من ينضمون للتنظيم ومن لا ينضمون، على خلاف ما كان معمولا به، وفق ولد الوالد.

وبعد أن كان بن لادن يقبل التعامل والتعاون مع التنظيمات الإسلامية الأخرى ثم ألغى هذا الأمر، وكان يريد من كل الجماعات أن تبايعه بمن فيهم الملا عمر الذي يقول ولد الوالد إنه كان يدفع ثمن تصرفات بن لادن.

وعند هذه النقطة، قرر القريبون من بن لادن التدخل لتصحيح مسار التنظيم اعتمادا على الشهرة العالمية التي أصبح يتمتع بها والتي كانت تقتضي برأيهم تحويله إلى مؤسسة، وإيجاد طريقة يضمنون بها مستقبل حركة طالبان، حسب ولد الوالد.

ونجح هؤلاء في تحقيق أمور منها إعادة تشكيل اللجان الأمنية والعسكرية والمالية والشرعية والتعليمية، وكونوا مجلس شورى جديدا، لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم النهائي، حسب شهادة ولد الوالد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق