في ظل الجمود المسيطر على مسار المفاوضات بشأن العدوان على غزة، كُشف عن مقترح جديد قُدّم إلى حركة حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين، يتضمن هدنة تمتد بين خمس إلى سبع سنوات، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
حماس منفتحة على إدارة جديدة وترفض نزع السلاح
وفي تطوّر لافت، أبدت حركة حماس استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لأي كيان فلسطيني يتم التوافق عليه، لكنها رفضت مطلب نزع السلاح، ما أعاد الجدل حول مستقبل القطاع و"اليوم التالي" بعد وقف إطلاق النار.
الاحتلال يرفض شروط التهدئة.. والمفاوضات أمام مفترق طرق
رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفض إدراج بند وقف الحرب والانسحاب من غزة ضمن اتفاق التهدئة، وهو مطلب رئيسي لحماس كشرط لإنجاز أي صفقة.
وأكد المحلل المقرب من دوائر الاحتلال موشيه إلعاد، في تصريحات صحفية، أن حكومة الاحتلال ترفض بقاء حماس "ككيان سياسي أو عسكري"، وتعتبر نزع السلاح ومغادرة الحركة للقطاع شرطين أساسيين لا يمكن التنازل عنهما.
في المقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني، أن مقترح الهدنة طويلة الأمد يعكس محاولة واقعية للتوصل إلى حل مرحلي، يمكن أن يُمهّد لاحقًا لنقاش ملف السلاح في حال قيام دولة فلسطينية، لكنه شدّد على أن سلاح المقاومة بالنسبة لحماس "وسيلة دفاعية وليس غاية"، ولن يُسلَّم إلا في إطار تسوية شاملة تنهي الاحتلال وتُحقق قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.
أبرز بنود المقترح المتداول وفق مصادر فلسطينية:
- هدنة قابلة للتمديد قد تتجاوز سبع سنوات.
- انسحاب شامل لقوات الاحتلال دون مناطق عازلة.
- إطلاق سراح الأسرى.
- تشكيل لجنة محلية لإدارة القطاع من شخصيات مستقلة غير تابعة لحماس.
- وقف الدعم الناري والانفتاح على مشروع سياسي مستقبلي يشمل إعادة الإعمار وترتيبات الحكم.
حماس بين ضغط الداخل وتعقيدات الميدان
تشير التحليلات إلى أن حماس قدمت مرونة نسبية في مواقفها مقارنة بالمراحل السابقة، ما يُفسَّر على أنه استجابة للواقع الميداني والتحديات الإنسانية في القطاع. إلا أن الدجني رفض وصف هذه الخطوات بـ"تنازلات"، مؤكداً أن الحركة تسعى لحماية الشعب الفلسطيني وتفكيك الأزمة دون التخلي عن جوهر مشروع المقاومة.
المفاوضات في القاهرة أمام لحظة حاسمة
من المرتقب أن يزور وفد من حركة حماس العاصمة المصرية القاهرة يوم الجمعة المقبل لمواصلة النقاش حول تفاصيل المقترح، وسط حديث عن انخراط غير مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب عبر مبعوثه السابق آدم بولر، الذي يُقال إنه طرح "صفقة شاملة" تشمل ملف الأسرى، وإعادة إعمار غزة، وترتيبات الحكم.
هل تحتفظ حماس بسلاحها في ظل سلطة جديدة؟
يرى المحلل الإسرائيلي موشيه إلعاد أن هذا السيناريو "مرفوض تمامًا" ويُشبه نموذج "حزب الله" في لبنان، في حين رد الدجني بأن "غزة ليست جنوب لبنان، والمقارنة خاطئة"، مؤكداً أن "الاحتلال هو أصل الأزمة، والسلاح لن يُسلَّم إلا مقابل دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها".
0 تعليق