عاجل

كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

منذ أن أُرغمت الدولةُ العثمانيّة على التنازل عن سيادتِها على البوسنة بموجب معاهدة برلين عام 1878، وُضِعت هذه الأخيرة تحت إدارة الإمبراطورية النمساوية المجرية، قبل أن تنتقل عقب انهيار تلك الإمبراطورية في أعقاب الحرب العالمية الأولى إلى سيطرة مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين التي تأسّست عام 1918، وأُعيدت تسميتها لاحقًا بـ"مملكة يوغسلافيا" في عام 1929.

وهكذا انتقلت البوسنة والهرسك من شكل استعماريّ إلى آخر، دون أن تنالَ استقلالها أو يعترف بها ككيان سياسيّ قائم بذاته. ومع الغزو الشامل الذي شنّته قوى المحور على يوغسلافيا سنة 1941، دخلت البلاد مرحلة جديدة من الاحتلال.

وبعد هجوم قوات المحور على الاتحاد السوفياتي في 22  يونيو/ حزيران 1941، طُلب من الأحزاب الشيوعيّة في أوروبا الواقعة تحت الاحتلال أن تخوضَ مقاومة نشطة ضد المحتلّين، تنفيذًا لتوجيهات موسكو. وكان ينبغي أن تُخاض هذه المقاومة من دون التطرّق إلى مفاهيم الثورة أو الصراع الطبقي، التي قد تنفّر الحلفاء الغربيين، والتركيز بدلًا من ذلك على شعارات وطنية مناهضة للفاشية.

وقد طُلب من الشيوعيين بناء حركات مقاومة وطنية مناهضة للفاشية تستقطب العناصر "البرجوازية" المعارضة للفاشية وتتعاون معها. وفي يوغسلافيا، استندت هذه الإستراتيجية إلى الأسس التي وُضعت خلال ما عُرف بفترة "الجبهة الشعبية" (1935–1939)، حين كان الشيوعيون يحرّضون على أساس غير طبقي، وبخطاب "مناهض للفاشية"، ضد النظام اليوغسلافي الذي كان ينزلق تدريجيًا نحو قوى المحور.

ونظرًا للطابع الصربي المهيمن على الدولة اليوغسلافية، اتخذت المعارضة الشيوعية للنظام شكل دعم – وإن كان في حقيقته تكتيكيًا – لنضال القوميات غير الصربية من أجل الاستقلال عن بلغراد، إلى جانب دعم المعارضة الصربية للنظام المركزي في بلغراد.

إعلان

وفي البوسنة، سعى الشيوعيون، فيما يخص الصرب، إلى التعاون مع أعضاء من "رابطة الفلاحين، وهي حركة شعبوية قومية، وهو ما مهّد الطريق للتحالف الأوّلي بين الشيوعيين (البارتيزان) وحركة "التشيتنيك" القومية المتطرفة في الأشهر الأولى من الانتفاضة، باعتبارها وريثة سياسية ما لرابطة الفلاحين. ولكن، إلى جانب ذلك، كان الشيوعيون، منذ النصف الثاني من ثلاثينيات القرن العشرين، ينشطون دعائيًا من أجل تحقيق حكم ذاتي للبوسنة، ولأجل حل فدرالي للمسألة القومية في يوغسلافيا.

ومنذ عشرينيات القرن العشرين، دأب الحزب الشيوعي اليوغسلافي على الدفاع عن التحرر القومي للقوميات غير الصربية في يوغسلافيا من هيمنة الدولة اليوغسلافية التي يهيمن عليها الصرب. وقد شمل ذلك الدفاع عن تحرير البوسنة، التي جرى تفكيك استقلالها تدريجيًا بعد قيام مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين عام 1918.

ومع تغيير اسم الدولة إلى "مملكة يوغسلافيا" وإصدار دستور جديد في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1929 في ظل دكتاتوريّة الملك ألكسندر، مُحيت البوسنة نهائيًا من الخريطة. وقد أشرف على هذا التفكيك السياسي الصربي البوسني ميلان سرشكيك، وزير العدل في حكومة ألكسندر، والمعروف بعدائه الشديد لاستقلال البوسنة وللنزعة الاستقلالية لدى المسلمين، حيث قسّم أراضي البوسنة بين أربع محافظات (بانوفينات)، كانت الأغلبية الصربية في ثلاث منها، والأغلبية الكرواتية في الرابعة، مما جعل المسلمين، عمدًا، أقلية في كل منها.

وقد تعزز هذا التفكيك باتفاقية تسوية عُرفت باسم "اتفاقية تسفيتكوفيتش- ماتشيك" الموقعة في 26 أغسطس/ آب 1939، حين توصّل النظام في بلغراد إلى تسوية مع المعارضة القومية الكرواتية، قضت بإنشاء محافظة كرواتية ذات حكم ذاتي داخل يوغسلافيا، وهو ما كرّس فعليًا تقسيم البوسنة بين كرواتيا وصربيا.

ووجد الحزب الشيوعي اليوغسلافي نفسه آنذاك يدافع عن وحدة البوسنة واستقلالها، في موقف موازٍ لموقف المعارضة القومية المسلمة. وقد انطلقت "حركة المسلمين لاستقلال البوسنة والهرسك" بإعلان من الدكتور جعفر كولينوفيتش، زعيم الحزب المسلم الرئيس، "منظمة المسلمين اليوغسلاف"، الذي طالب، في مؤتمر صحفي في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 1939، بإنشاء وحدة بوسنية ذات حكم ذاتي ضمن يوغسلافيا، أسوة بالمحافظة الكرواتية التي أُنشئت في مطلع ذلك العام، ومع توقعات بإنشاء محافظات صربية وسلوفينية مماثلة قريبًا.

وقد أيد الشيوعيون أيضًا حملة المطالبة باستقلال البوسنة، واعتبروا شعوبها كافة، ولا سيما المسلمين، ضحايا لاتفاق بلغراد مع المعارضة القومية الكرواتية. وقد تجسّد هذا المسار البوسني المزدوج- في المقاومة والمطالبة بالحكم الذاتي- من جديد خلال سنوات احتلال دول المحور التي بدأت عام 1941.

وفي أبريل/ نيسان1941، اجتاحت قوات المحور يوغسلافيا ومزّقتها. وقد أُلحِقت البوسنة والهرسك بدولة كرواتيا المستقلة التي أُعلنت حديثًا، والتي كانت فعليًا محمية ألمانية- إيطالية يُديرها نظام الأوستاشا (منظمة قومية كرواتية كان لها جناحها المسلح، نشطت في الفترة ما بين عامي 1929 و1945).

إعلان

وقد سعى نظام الأوستاشا إلى استيعاب المسلمين في الأمة الكرواتية من خلال اعتبارهم كرواتًا مسلمين، وفي الوقت نفسه أعاد تقطيع أوصال البوسنة بتقسيمها إلى اثنتي عشرة وحدة إدارية جديدة. وكان الهدف من هذا التقسيم طمس الحدود الفاصلة بين البوسنة وكرواتيا.

وقد تعاون بعض أفراد النخبة المسلمة- الذين سبق أن نادوا بالحكم الذاتي للبوسنة في ظل يوغسلافيا، ومنهم كولينوفيتش نفسه- مضطرين مع النظام الجديد.

ومع ذلك، فإن الجزء الأهم من النخبة المسلمة سرعان ما نفرت من نظام الأوستاشا، وذلك لأسباب تتعلق بسياسة الاستيعاب التي انتهجها تجاه المسلمين، ولكن الأهم من ذلك بسبب المجازر الإبادية التي أطلقها ضد السكان اليهود والغجر، وخاصةً الصرب في البوسنة.

وقد عارضت النخبة المسلمة هذه المجازر ليس فقط من منطلق أخلاقي، بل أيضًا لأنّها شكّلت تهديدًا كارثيًا للمسلمين أنفسهم، الذين سعى  الأوستاشا إلى جرّهم، لحربهم ضدّ الصرب، مما عرّضهم لعمليات انتقامية دموية وواسعة النطاق من قبل الصرب.

ومن ثم، فإن النضال المسلم ضد القهر القومي ومن أجل حكم ذاتي للبوسنة، والذي كان قد ازدهر في السنوات الأخيرة من عمر المملكة اليوغسلافية، استمرّ في سياق المعارضة لنظام الأوستاشا. وابتداءً من صيف عام 1941، اندلعت انتفاضات مسلّحة من الفلاحين الصرب في أرجاء البوسنة والهرسك ضدّ هذا النظام، وسرعان ما تولّى الحزب الشيوعي اليوغسلافي قيادة هذه الثورة. ومنذ عام 1941، شهدت البوسنة شكلين من المقاومة ضدّ دولة كرواتيا المستقلة: مقاومة شيوعية تقودها خلايا الحزب الشيوعي اليوغسلافي، وأخرى وطنية يقودها مسلمون رافضون لسياسات الأوستاشا وممارساتهم الوحشية.

وكانت البوسنة في عام 1941 مأهولة بثلاث قوميات رئيسة، غير أن المسلمين وحدهم كانوا يملكون قيادة سياسية قومية. فقد اندمجت نخب الصرب والكروات البوسنيين ضمن النخب الصربية والكرواتية الأوسع، المتمركزة في صربيا وكرواتيا على التوالي، وبعد قيام دولة يوغسلافيا عام 1918.

ورغم أنّ السياسيين والمثقفين من صرب وكروات البوسنة لم يفقدوا بالضرورة نظرتهم وهويتهم البوسنية، فإنهم امتنعوا عن الانتماء إلى نخب قومية بوسنية صرف، سواء أكانت صربية أم كرواتية. أما صرب البوسنة، فقد انقسموا بعد عام 1918 على خطوط سياسية مختلفة شملت: حزب الراديكاليين الشعبي، ورابطة الفلاحين، والحزب الديمقراطي، والحزب الديمقراطي المستقل، ولم يكن أيّ من هذه الأحزاب ذا طابع بوسني خالص. بينما انخرط كروات البوسنة سريعًا، في معظمهم، ضمن الأداة الرئيسة للسياسة القومية الكرواتية، وهي حزب الفلاحين الكرواتي.

وحين تولى نظام الأوستاشا الحكم في البوسنة في أبريل/ نيسان 1941، أدّت حملاته القمعية إلى تحطيم النخبة الصربية البوسنية التي كانت مفككة أصلًا، في حين أصبح كروات البوسنة- بصفتهم جماعة ذات طموح توسعي- راضين عن الوضع الجديد، إذ كانوا أكثر فئات الأمة الكرواتية دعمًا للنظام الجديد.

وقد فتح هذا الوضع الباب أمام الشيوعيين ليصبحوا سريعًا القوة القيادية في صفوف المقاومة الصربية البوسنية. وعلى النقيض من ذلك، ظلّ كروات البوسنة في معظم المناطق، طوال فترة الحرب، أقلّ استعدادًا للانخراط في الحركة المسلحة التي قادها الحزب الشيوعي اليوغسلافي.

وفي صفوف صرب البوسنة، سرعان ما نشأت مقاومة قومية متطرفة لقيادة الشيوعيين في تمردهم ضدّ نظام الأوستاشا، وذلك في صورة حركة التشيتنيك. غير أنّ هذه الحركة ظلّت في جوهرها عبارة عن اتحاد فضفاض لمليشيات مستقلة، تتبع شكليًّا القيادة العليا للتشيتنيك التي كان يقودها دراغوليوب "دراجا" ميهايلوفيتش، والمتمركزة في صربيا والجبل الأسود.

إعلان

وكان تشيتنيك البوسنة على قدر كبير من التشتت، كما أنّهم ظلّوا، في معظمهم، محصورين في العمل العسكري داخل الأرياف. وكانت توجهاتهم إمّا محلية الطابع، أو مرتبطة بصربيا والنخبة السياسية الصربية. وخلال عام 1943، تلقّوا ضربات عسكرية قاسية على أيدي كل من القوات الشيوعية والألمان، في الفترة ما بين مارس/ آذار ومايو/ أيار، كما خسروا حليفهم الرئيس مع استسلام إيطاليا لقوات الحلفاء في سبتمبر/ أيلول.

وكان كلٌّ من "حركة التحرير الشعبية" التي قادها الشيوعيون من جهة، وحركة المسلمين البوسنيين المطالِبة بالحكم الذاتي من جهة أخرى، تُشكّلان حركتَي المقاومة الأساسيتين في البوسنة؛ أي إنهما حركتان محليّتان قاومتا ضمّ البوسنة إلى دولة كرواتيا المستقلة وسعتا، كلٌّ بطريقتها، إلى استعادة البوسنة ككيان مستقلّ بصورة من الصور.

وإنْ لم تكن حركة المسلمين البوسنيين المطالِبة بالحكم الذاتي حركة مقاومة بالمفهوم المتعارف عليه لمعاداة الفاشية أو النازية أو الاحتلال- فهي لم تكن كذلك- فقد كانت مع ذلك حركة مقاومة بالمعنى الذي يجعلها مناهضة لحكم الأوستاشا ولدولة كرواتيا المستقلة.

وقد مثّلت أكثر الوحدات البوسنية الإسلامية تعاونًا مع الألمان- وهي الفرقة الثالثة عشرة البوسنية المتطوعة في وحدات قوات الأمن الخاصة الألمانية  (SS)، التي اشتهرت باسم فرقة "هاندشار" أو "هاندجار"- بؤرةً لآمال بعض قطاعات السكان المسلمين في تحقيق الحكم الذاتي للبوسنة، تمامًا كما كان الأمر فيما يخص قوات الشيوعيين (البارتيزان).

ومن المفارقة أنّ الهدف الخاص بالحكم الذاتي البوسني جمع بين الحركة المسلحة الشيوعية وحلفائها التكتيكيين من المسلمين، وبين نقيضها البوسني المؤيد اضطرارًا للألمان في صفوف بعض المسلمين.

بل إنّ حكومة الأوستاشا نظرت إلى التهديد الذي مثّلته فرقة "هاندشار" من حيث مشروعها الإسلامي الاستقلالي، نظرةً بلغت من الخطورة إلى إن قائدها، الكولونيل كارل- غوستاف زاوبرتسفايغ، أفاد بأن حكومة الأوستاشا اعتبرت أن "العدوّ رقم واحد للدولة" لم يكن قواتِ الشيوعيين (البارتيزان)، بل المسلمون المنخرطون في وحدات قوات الأمن الخاصة الألمانية.

إنَّ انتصار التحالف العسكري والسياسي الذي قادَه الحزب الشيوعيّ اليوغسلافي، الذي تكلّل بإعلان قيام جمهورية يوغسلافيا الشعبيّة الاتحادية في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1945، ما كان ليتمَّ دون استيعاب جزء من الحركة الاستقلالية الإسلامية التي قبلت ذلك على مضض؛ وقد أثر ذلك في الطبيعة التأسيسية للدولة اليوغسلافية الفدرالية الجديدة وبنائها، تلك الدولة التي نشأت من رحم الحرب الأهلية اليوغسلافية المتداخلة مع الحرب العالمية الثانية.

ولكي تسيطر القوات الشيوعية اليوغسلافية على البوسنة، كان عليها أن تسيطر على المدن البوسنية؛ ولكي تحقق ذلك، كان لا بدّ لها من كسب تأييد قطاع من السكان المسلمين وإن كان ذلك تكتيكيًا؛ وهو ما استدعى بدوره استمالة عناصر من النخبة المسلمة؛ أما لكسب دعم المسلمين من جميع الطبقات، فقد تطلب الأمر إعلان دعم واضح وثابت لمبدأ الحكم الذاتي للبوسنة.

وقد دخل الحزب الشيوعي اليوغسلافي الحرب العالمية الثانية وهو ملتزم ــ من حيث المبدأ ــ بقيام يوغسلافيا فدرالية تتضمن كيانًا بوسنيًا يتمتع بالحكم الذاتي على نحو ما. وقد تطلّب الانتصار في المعركة السياسية والعسكرية ضدّ الخصوم المحليين في زمن الحرب ــ الأوستاشا، والتشيتنيك ــ أن يلتزم الحزب ويُعمّق هذا المبدأ، سواء في دعايته السياسية أم في تنظيمه حركته داخل البوسنة.

وبعبارة أخرى، لكي ينتزع الحزب الشيوعي السيطرة على البوسنة، كان عليه أن يُنظّم نضالًا وطنيًا بوسنيًا خاصًا بالتحرر، من شأنه أن يستميل السكان المسلمين، الذين كانوا يمثلون الكتلة السكانية الحاسمة في هذا السياق.

وقد ضمن هذا بدوره أن تحظى البوسنة، في إطار الاتحاد اليوغسلافي الجديد، بمكانة متساوية كجمهورية قائمة بذاتها، وهو ما جرى التأكيد عليه صراحة في الوثائق التأسيسية للدولة الجديدة. وبهذا، عقد البوسنيون داخل تحالف جبهة التحرير الشعبية التي كان يتصدرها الحزب الشيوعي اليوغسلافي في 25–26 نوفمبر/ تشرين الثاني 1943 جمعية تأسيسية حملت اسم مجلس المقاومة الشعبي المناهض للفاشية لتحرير شعب البوسنة والهرسك، وذلك بوصفها هيئة تمثيلية وتشريعية للبوسنة.

إعلان

وقد تلا ذلك مباشرةً انعقاد الدورة الثانية لمجلس التحرير الشعبي ليوغسلافيا، والتي تم خلالها الإعلان الرسمي عن قيام الدولة اليوغسلافية الجديدة على أساس فدرالي، حيث جرى الاعتراف رسميًا بمكانة البوسنة والهرسك داخل هذا الكيان الاتحادي.

وفي الدورة الثانية لمجلس المقاومة الشعبي المناهض للفاشية لتحرير شعب البوسنة والهرسك، التي انعقدت في الفترة من 30 يونيو/ حزيران إلى 2 يوليو/ تموز 1944، تم الإعلان رسميًا عن تأسيس الدولة البوسنية الحديثة ككيان جمهوري ضمن الدولة اليوغسلافية الفدرالية.

وبعد تحرير سراييفو على يد قوات تحالف جبهة التحرير الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي اليوغسلافي (البارتيزان) في 6 أبريل/ أنيسان 1945، نُقلت إلى هناك كافة الهيئات المركزية لكيان الدولة البوسنية. وفي البداية حملت الدولة الجديدة اسم "البوسنة والهرسك الفدرالية"، قبل أن يُعاد تسميتها لاحقًا بـ"جمهورية البوسنة والهرسك الشعبية"، وهو الاسم الذي احتفظت به حتى عام 1963. ومع نهاية عام 1946، تم إصدار دستور خاص بالبوسنة، وكانت الدولة بحلول ذلك الوقت قد امتلكت رئاسةً، وحكومةً، وبرلمانًا، وسلطة قضائية، بالإضافة إلى علمٍ رسمي وشعارٍ للدولة.

غير أن الشيوعيين اليوغسلاف المنتصرين في مسعاهم لترسيخ دكتاتوريتهم سرعان ما سينتقلون، إلى كبح الطموحات البوسنية. وهذا ما سيتناوله الجزء الثاني من هذا المقال بالتحليل، من خلال تتبّع السياسات المركزية التي انتهجها النظام الجديد لكبح التعبير السياسي للبوسنيين وإدماجهم قسرًا في المشروع الفدرالي اليوغسلافي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق