يقول الله تعالي في سورة النحل: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَي هَـؤُلاء" "النحل: 89".. وفي النساء قال تعالي: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلَي هَـؤُلاء شَهِيدًا" "النساء: 41" فما دلالة التقديم والتأخير لكلمة "شهيدا"؟
في كل مرة اختلف موقع كلمة شهيد. وجاءت كلمة شهيد لتناسب الآية التي جاءت فيها. لو نظرنا إلي سورة النحل نجد الله تعالي يقول "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ" قدمت كلمة شهيد وأخرت عليهم» فالشاهد تقدّم والمشهود عليهم تأخروا فجاءت تكملة الآية علي نفس النسق "وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَي هَـؤُلاء".. قُدِّم لفظ الشهيد علي "هؤلاء". قُدِّم شهيد في المرة الأولي وكذلك في الثانية ليكون هناك تناسق. إذن المشهود عليهم تأخروا في المرتين والشاهد تقدم في المرتين.
في سورة النساء لم يأت قبل كلمة شهيد كلمة "عليهم" "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلَي هَـؤُلاء شَهِيدًا" لم يأت ذكر لكلمة "عليهم" فلم يكن هناك أمرى يطلب فيه التناسق.
أيضاً ختام آيات سورة النساء تنتهي بألف التنوين أياً كان الحرف الأخير قبل التنوين "شهيدا" الألف المنونة التي يسبقها حرف الدال أو غير الدال.
أما في سورة النحل فلو نظرنا في الآيات نجد الآيات تنتهي بالنون فنهاية الآيات جاءت مراعاة للفواصل وهذا سبب إضافي أن يراعي الفاصل مع المعني وفي القرآن يتحقق الأمران معاً.
في هذه الآية "وَجِئْنَا بِكَ عَلَي هَـؤُلاء شَهِيدًا" كلمة "بك" تعرض المفسرون لهذه الكلمة وقالوا إن الله تعالي ذكر الضمير ولم يذكر الاسم الظاهر الرسول يعني الآية عدلت واستخدمت الضمير "وجئنا بك" لم يقل وجئنا بالرسول علي هؤلاء شهيدا قالوا إن الله قد رفع رسوله بعزّ الخطاب وجعله محلّ الاهتمام فقال "بك" فخاطبه ولم يذكر كلمة الرسول لأنه في ذلك سيكون في موقف غائب فقال "بك" ليكون مخاطباً فيكون في ذلك عزُّ الخطاب.
فروق لغوية
الفرق بين اللوم والعتاب
اللوم هو تنبيه الفاعل علي خطئه..
والعتاب هو تنبيه الصديق والحبيب علي تقصيره في المودة وتضييع حقوقها!.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق