التاريخ السرى للجماعة الإرهابية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

استغلال الإخوان للدين.. وتنفيذ مفهوم "التمكين"

الإرهابية اتبعت سياسة الاختراق لمؤسسات الدولة بهدف التحكم والسيطرة

حاولت النفاذ إلي القضاء والشرطة والجيش والإعلام

دربت أعضاءها علي كيفية التقدم والاندماج داخل الأجهزة الرسمية

جندت أفراداً داخل المدارس والجامعات.. من الطلبة والطالبات

أرسلت بعضهم إلي بعثات تعليمية.. وأعادتهم لاحتلال مواقع قيادية

استخدمت أتباعها داخل نادي القضاة لتصفية الخصوم

تسلل عناصرها إلي صفوف الأمن لتسريب الخطط

قامت بتجنيد برامج الفضائيات المعارضة.. ومنع صحفيين بارزين من الظهور

عينت إعلاميين موالين للجماعة.. وبالصحف والقنوات

التنظيم لا يزال خطراً كامناً رغم معاناته من العزلة والانقسام

التمويل الخارجي والخطاب الكاذب والشبكات الدولية.. السر خلف تهديد "الإرهابية"

في الذكري الثانية عشرة لثورة 30 يونيه 2013 نعرض دراسة حديثة مهمة تتناول البُعد التاريخي والسياسي والديني لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 علي يد حسن البنا. وتحليل الأساليب التي استخدمتها الجماعة لتطويع الدين لأغراض سياسية. والجرائم المرتكبة محليًّا وعالميًّا باسم المشروع الإسلامي. وتقييم أثرها علي المجتمعات والدول.

أعد الدراسة الفقيه المصري القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان: "جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة , جرائم التنظيم منذ النشأة حتي اليوم دراسة تحليلية في الجذور. أيديولوجيا العنف . بنية التنظيم. التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي والرؤي المحتملة".

ونتناول في الجزء الثامن والأخيرلهذه الدراسة المهمة ما يلي:

استراتيجية الاختراق والتسلل إلي مفاصل الدولة:

يقول الدكتور محمد خفاجي "تنبع استراتيجية الاختراق من مفهوم داخل أدبيات الجماعة يُعرف بـ"التمكين". وهو التسلل إلي مفاصل الدولة بهدف التحكم في قراراتها تدريجيًا. علي أن الجماعة تري أن الدولة "الجاهلية" لا تُغيّر من الخارج فقط. بل من الداخل عبر النفاذ إلي:القضاء والشرطة والجيش والإعلام والتعليم والاقتصاد. وقد وُثّق هذا المفهوم في وثائق داخلية تُعرف بـ"ملفات التنظيم الخاص". وتم تدريب الأعضاء سرًا علي كيفية التقدم والاندماج داخل الأجهزة الرسمية."

ويضيف الدكتور محمد خفاجي "وعلينا أن نقوم بتحليل نظرية التمكين التي اتبعتها جماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة علي أجهزة الدولة. ومثالها التجنيد داخل مؤسسات التعليم والقضاء. فالجامعات والمدارس كانت بيئة خصبة لتجنيد شباب الإخوان. خاصة من طلاب الطب والهندسة والعلوم السياسية. الذين دُربوا لاحقًا علي العمل في المناصب الحساسة. وتم دعم بعضهم للحصول علي بعثات تعليمية للخارج ثم إعادتهم لمواقع قيادية."

ويشير " أما في القضاء. فقد استُخدم النفوذ داخل نادي القضاة في تلك المرحلة الحرجة لتصفية الخصوم. وظهرت شبكات قضاة إسلاميين ينفذون أجندة الجماعة."

وزارة الداخلية ومخططات "الأخونة"

يذكر الدكتور محمد خفاجي " بعد ثورة 25 يناير 2011. حاولت جماعة الإخوان الإرهابية التغلغل في الأجهزة الأمنية:عبر تعيين قيادات موالية في مفاصل وزارية حساسة. وإنشاء لجان شعبية توازي عمل الشرطة. خصوصًا في الأحياء الفقيرة. وظهرت أدلة علي تنسيق بين قيادات من الجماعة وبعض العناصر التي تسللت إلي صفوف الأمن. ما تسبب في تسريب خطط أمنية أثناء اعتصامات مثل رابعة والنهضة.لكن يقظة الشرطة المصرية العريقة كانت علي قدر المسئولية التاريخية.

"أخونة" الإعلام الرسمي والخاص

ويضيف " بعد تولي محمد مرسي الحكم في 2012. تم تغيير رؤساء تحرير عدد من الصحف القومية وتعيين إعلاميين موالين للجماعة. وتم تحييد البرامج المعارضة. ومنع صحفيين بارزين من الظهور. بينما دُعمت قنوات محسوبة علي الجماعة ماديًا وفنيًا. والهدف كان السيطرة علي الخطاب العام. وفرض رواية واحدة تتماشي مع منهج الجماعة."

السيطرة الاقتصادية والمؤسسات المالية

ويشير الدكتور محمد خفاجي "أنشأت جماعة الإخوان الإرهابية شبكة شركات وبنوك وشركات صرافة تابعة بشكل غير مباشر. ومن ثم فإن تمويل مشاريعها لم يكن عشوائيًا. بل موجّهًا نحو دعم المؤسسات التي تُستخدم سياسيًا. مثل المدارس والمستشفيات والجمعيات. وظهرت جمعيات خيرية تتبع الجماعة كان هدفها اختراق المجتمع وتكوين ولاءات للفكر الإخواني. لا مجرّد تقديم الدعم."

نتائج الاختراق ومخاطره 

يوضح الدكتور محمد خفاجي نتائج الاختراق ومخاطره علي بنية الدولة فيقول "استغل جماعة الإخوان الإرهابية في مفاصل الدولة إلي:


1-إضعاف كفاءة مؤسسات الدولة بسبب الولاء للجماعة علي حساب الكفاءة.


2-تسريب معلومات أمنية خطيرة للمنظمات الخارجية.


3- تقويض ثقة المواطن في أجهزة الدولة. مما ساهم في حالة الفوضي بعد ثورة 30 يونيه 2013. وتشكيل شبكة "دولة موازية" عملت علي زعزعة الاستقرار عندما سقطت الجماعة سياسيًا."


ويضيف "وصفوة القول أن الاختراق الإخواني لم يكن عفويًا. بل نتيجة تخطيط استراتيجي طويل الأمد. لقد أثبتت تجربة حكمهم أن الجماعة لا تؤمن بمؤسسات الدولة ككيانات مستقلة. بل تسعي لإعادة تشكيلها وفق مرجعيتها الخاصة. ما يمثل تهديدًا مباشرًا لأي نظام ديمقراطي أو سيادي".

المسار التاريخي: دعوة دينية أم مشروع سلطوي؟

يذكر الدكتور محمد خفاجي " منذ نشأتها عام 1928. لم تكن جماعة الإخوان المسلمين حركة دعوية محضة كما زعمت. بل مشروعًا سياسيًا متكاملًا يحمل في جوهره تصورًا خاصًا للدولة والمجتمع. بمرجعية أيديولوجية مغلقة.وقد استخدمت الخطاب الديني كأداة تعبئة وتجنيد. لكنها لم تتوانَ عن خيانة مقاصده عندما تعارضت مع أهدافها السياسية. سواء عبر العنف. أو التحالفات المشبوهة. أو اختراق مؤسسات الدولة."

الثنائيات المتناقضة 

يقول الدكتور محمد خفاجي "قدمت جماعة الإخوان الإرهابية  نفسها كتنظيم سياسي مشروع. بينما احتفظت بتنظيم سري مسلح يدير القرارات الكبري ويخطط للعنف. وبالنسبة إلي الدعوية والسياسية: استخدمت غطاء الدعوة والإصلاح الديني لبناء قاعدة اجتماعية. لكن الهدف النهائي كان السيطرة السياسية التامة."

ويضيف "أما عن تناقضها بين السلمية والعنف: فعلي الرغم من ترويج جماعة الإخوان الإرهابية  لمبدأ "اللاعنف". إلا أن تاريخها حافل بالاغتيالات والتفجيرات والتنظير للتكفير والجهاد الثوري."

التهديدات الكبري 

يوضح الدكتور محمد خفاجي محذرا من وجود الجماعة "تكمن التهديدات الكبري الناتجة عن وجود جماعة الإخوان الإرهابية فيما يلي:


1- تهديد الدولة الوطنية: عبر مشروع "التمكين" وتقويض المؤسسات من الداخل.


2- تسييس الدين: مما أحدث انقسامًا في المجتمعات المسلمة. وأسهم في تصاعد التطرف.


3- تكوين الدولة الموازية: من خلال شبكات مالية. إعلامية. وتعليمية تعمل لصالح الجماعة داخل وخارج الدول.


4- العنف الممنهج: سواء من خلال التنظيم الخاص. أو عبر دعم تنظيمات مسلحة مثل "حسم". أو التحريض العلني من المنابر الإعلامية.


5- تشويه صورة الإسلام عالميًا: نتيجة الارتباط بين خطاب الجماعة وبين العمليات الإرهابية. ما أدي إلي تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب."

المستقبل المحتمل لجماعة الإخوان الإرهابية - الجماعة تعاني العزلة والانقسام لكنها لا تزال تشكل خطرًا كامنًا
ويختتم الدكتور محمد خفاجي "بعد سقوط جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم في مصر بعد ثورة 30 يونيه 2013. تلقت الجماعة أكبر ضربة تنظيمية منذ تأسيسها. فهي تعاني اليوم من: انقسامات داخلية - جبهة إسطنبول - جبهة لندن - وعزلة إقليمية متزايدة , وتراجع شعبي وفقدان الحاضنة الاجتماعية. لكنها لا تزال تشكل خطرًا كامنًا. بفعل شبكاتها الدولية. وتمويلها الخارجي. وخطابها الكاذب للتغلغل في الفئات المهمشة."

ويضيف "صفوة القول أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مجرد تيار فكري إسلامي. بل تنظيم عالمي ذو طابع مغلق. يُوظف الدين لتقويض الأنظمة. ويعيد إنتاج التطرف تحت شعارات "الإصلاح" و"الشرعية. ولذلك فالرأي عندي إن مواجهتها لا تكون أمنيًا فقط. بل فكريًا وثقافيًا وتشريعيًا. بكشف تناقضاتها. وتحصين المجتمعات من أدواتها. وتجفيف منابع تمويلها."

 



يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار ذات صلة

0 تعليق