ظهرت أولى حالات التسمم بالكحول الميثيلي في محافظة الزرقاء

عبدالله المومني - أثارت قضية الكحول الميثيلي "الميثانول" في الأردن اهتمامًا واسعًا في نهاية حزيران (يونيو) 2025، بعد تسجيل سلسلة من حالات الوفاة والإصابات الحرجة نتيجة التسمم بالكحول الميثانولي (الميثانول).

الحادثة كشفت عن ثغرات في الرقابة على المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المشروبات الكحولية المغشوشة، ما شكّل تهديدًا مباشرًا على السلامة العامة وصحة المواطنين.

---

تسلسل زمني لحادثة الميثانول في الأردن – يونيو 2025

الجمعة 27 يونيو 2025

ظهرت أولى حالات التسمم بالكحول الميثيلي في محافظة الزرقاء، حيث استقبل مستشفى الزرقاء الحكومي عدة مرضى يعانون من أعراض حادة. تم تسجيل أول وفاة، وبدأت الأجهزة الأمنية والطب الشرعي التحقيق في ظروف الحادثة التي بدت غامضة في بدايتها.

السبت 28 يونيو 2025

أعلنت مديرية الأمن العام في بيان رسمي أن الميثانول السام هو السبب المباشر للوفيات. ارتفع عدد الوفيات إلى أربع حالات، وجرى تتبع مصدر المادة عبر فريق مشترك من البحث الجنائي والمختبرات الجنائية.

الأحد 29 يونيو 2025

ارتفع عدد الوفيات إلى سبع حالات، وكشفت التحقيقات عن تورط مصنع مرخص لإنتاج المشروبات الكحولية في الزرقاء. بالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء، تم إغلاق المصنع، التحفظ على محتوياته، وإلقاء القبض على القائمين عليه.

الاثنين 30 يونيو 2025

اتسعت رقعة الحادثة جغرافيًا وعدديًا، إذ أعلنت الجهات الرسمية عن 9 حالات وفاة وأكثر من 27 إصابة موزعة على محافظات عمّان، الزرقاء، والبلقاء. وكشفت التحقيقات أن موظفًا في المصنع طلب مادة الميثانول من مورد خارجي واستخدمها في الإنتاج.

الثلاثاء 1 يوليو 2025

تمت إحالة ملف القضية إلى النيابة العامة، بينما استمرت فرق الرقابة الصحية بسحب كميات من المنتجات الكحولية المشبوهة من الأسواق.  كما واصلت المستشفيات حالة الاستعداد الكامل لاستقبال أي حالات تسمم جديدة.

ما هو الميثانول ولماذا يُعد خطيرًا؟

تعريف الميثانول

الميثانول، ويُعرف بـ"كحول الخشب"، هو كحول صناعي سام يُستخدم كمذيب ووقود ومانع للتجمد. رائحته ومظهره يُشابهان الكحول الإيثيلي (الإيثانول)، مما يجعله صعب التمييز وخطيرًا عند الاستخدام البشري.

الفرق بين الإيثانول والميثانول

الإيثانول: كحول آمن للاستهلاك البشري ويُستخدم في المشروبات الكحولية القانونية. الميثانول: مادة كيميائية سامة تُستخدم صناعيًا، وتسبب مضاعفات صحية خطيرة في حال تناولها.

آلية التسمم بالميثانول

عند دخول الميثانول إلى الجسم، يتم تحويله في الكبد إلى: الفورمالديهايد: مادة مسرطنة تُستخدم في التحنيط. حمض الفورميك: يسبب حموضة شديدة في الدم، ويدمر العصب البصري، ما قد يؤدي إلى العمى، الفشل الكلوي، والوفاة. 10 مل فقط من الميثانول قد تسبب العمى الدائم، وجرعة بين 30 و100 مل قد تكون قاتلة.

حادثة الميثانول في الأردن: دروس رقابية وصحية

رغم أن حوادث التسمم بالميثانول نادرة في الأردن، إلا أن استخدامه في غش المشروبات الكحولية لتحقيق أرباح غير قانونية يُعد خطرًا عالميًا. وتُعد هذه من أكبر حوادث التسمم المسجلة في البلاد، وقد سلطت الضوء على أهمية تعزيز الرقابة على المصانع الكيميائية وسلاسل توريد الكحول الصناعي.

الدروس المستفادة من قضية الميثانول في الأردن

تُعد قضية كحول الميثانول في الأردن 2025 نموذجًا يُظهر كيف يمكن أن تتحول مادة صناعية شائعة إلى مصدر تهديد للصحة العامة إذا استُخدمت بطرق غير مشروعة.

وبينما تنتظر عائلات الضحايا نتائج التحقيقات والإجراءات القضائية، يأمل الأردنيون أن تسفر هذه القضية عن تشديد الرقابة على المنتجات الكحولية وتقييد استخدام المواد الكيميائية الخطرة في التصنيع غير المخصص للاستهلاك البشري.