كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، عن وجود مخطط يجري التباحث بشأنه حاليًا لإنهاء الحرب على قطاع غزة، يشمل تقديم "تعويضات سياسية" للاحتلال الإسرائيلي في محاولة لتليين موقف وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عبرية وأمريكية وخليجية -لم تُكشف هويتها– أن المخطط المطروح يتضمن خطوات سياسية من بينها "محادثات تطبيع محتملة في المنطقة، وإبرام اتفاقات، إلى جانب إعلان سوري محتمل بشأن إنهاء حالة العداء مع كيان الاحتلال.
وأوضحت المصادر أن الهدف من ربط هذه التحركات الإقليمية بصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في غزة هو تسهيل تمرير الاتفاق داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصًا لدى وزراء اليمين المتطرف، الذين يُتوقع أن يضغطوا على بنيامين نتنياهو لعدم الموافقة على أي اتفاق يتضمن وقف الحرب.
وبحسب الصحيفة، يقضي المخطط بإطلاق سراح عشرة محتجزين "إسرائيليين" أحياء في المرحلة الأولى، تليها مفاوضات غير مباشرة بشأن المبادئ العامة لإنهاء الحرب، على أن تُجرى خلال فترة وقف إطلاق النار، لتسريع العملية وتفادي انهيارها والعودة إلى التصعيد.
كما يتضمن المقترح إعلانًا مشتركًا من الاحتلال وحماس بانتهاء الحرب رسميًا في ختام العملية، يلي ذلك إطلاق سراح باقي الأسرى، مع تنفيذ سلسلة من التنازلات من قبل حركة حماس، أبرزها نفي قادتها من غزة، وإنهاء حكمها للقطاع، وتسليم الإدارة المدنية لائتلاف عربي يشرف على إعادة الإعمار.
وادعت "هآرتس" أن قطر أبلغت قيادة حماس المقيمة على أراضيها بأن الموافقة على المخطط ستؤدي إلى إنهاء الحرب، مع تعهد أمريكي بضمان تنفيذه ومنع إسرائيل من خرق وقف إطلاق النار بعد إطلاق الأسرى الأوائل. ولم تصدر الدوحة أي بيان رسمي حول ذلك.
من جهتها، تطالب تل أبيب بضمانات تتيح لها استئناف العمليات العسكرية إذا فشلت المفاوضات بعد تنفيذ المرحلة الأولى. ووفق الصحيفة، أشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أن تل أبيب قد تُبدي مرونة في بعض بنود الاتفاق، شرط الحفاظ على مبدأ "العودة إلى الحرب إذا لزم الأمر".
وتنتقد المعارضة في حكومة الاحتلال، وعائلات الأسرى استمرار الحرب، متهمين نتنياهو بالخضوع لضغوط اليمين المتطرف لمصالحه السياسية والشخصية.
وفي السياق ذاته، أفادت "هآرتس" بأن هناك اتصالات مكثفة بين تل أبيب والولايات المتحدة للتحضير لزيارة نتنياهو إلى واشنطن، المقررة الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وعدد من المسؤولين. ووفق هيئة البث الإسرائيلية، سيغادر نتنياهو مساء السبت، على أن يُعقد اللقاء يوم الاثنين في البيت الأبيض.
0 تعليق