عاجل

إيثريوم 2025: حيتان السوق والترقيات الثورية تشعل سباق الأسعار نحو آفاق جديدة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

افتتح إيثريوم عام 2025 تحت ضغطٍ تصحيحي بعد أن أنهى 2024 أعلى بقليل من ‎4 000 دولار، بينما يبلغ ethereum price اليوم (25 يونيو 2025) حوالى ‎2 447 دولاراً أمريكياً لكل ETH؛ لكنه دخل السنة الجديدة بسرعاتٍ متغيّرة؛ ففي منتصف يناير انزلق زوج ETH/USD إلى أدنى مستوى نسبي أمام بتكوين منذ أربع سنوات عند ‎0.03 BTC، مع تقدّم بتكوين على خلفية تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما رافقه من رهانات مؤسسية على الذهب الرقمي الأكبر. ومع اقتراب نهاية الربع الأول كان السعر قد تراجع نحو ‎2 400–2 500 دولار، متأثراً بموجة بيع واسعة للأصول الخطِرة عقب تجدد التوترات التجارية الأميركية–الصينية وارتفاع مؤشر الدولار.

لكن الربع الثاني شهد ارتدادة عكسيّة تدريجية: ارتفع السعر في بداية مايو بعد تفعيل ترقية «بيكترا» مباشرةً، ووصل إلى ‎2 870 دولار يوم 11 يونيو على وقع بيانات تضخم أميركية أقل من المتوقع وتقدّم في محادثات تجارية بين واشنطن وبكين. وبعد عشرة أيام فقط تعرضت العملة لـ«فلاش كراش» هبطت خلاله إلى ‎2 224 دولار قبل أن تستعيد معظم الخسائر في أقل من ساعتين بفضل دخول مشترين بحجم تداول يفوق المتوسط بخمسة أضعاف. ومع حلول 25 يونيو استقر السعر حول ‎2 440 دولار، منخفضاً بنحو ‎35 ٪ منذ بداية العام رغم مكاسبٍ شهرية متكررة. وبذلك يمكن وصف نمط 2025 حتى الآن بأنه «تقلّبات عالية ضمن اتجاه جانبي مائل للهبوط».

أولاً: تحركات الحيتان ومفعولها في السيولة

رغم الصورة السلبية على رسوم الأسعار، كشفت بيانات Santiment أن المحافظ الكبيرة (1 000–100 000 ETH) أضافت صافياً 1.49 مليون عملة خلال 30 يوماً بين منتصف مايو ومنتصف يونيو، لترفع حصتها إلى نحو ‎27 ٪ من إجمالي المعروض. Glassnode وصف هذه الوتيرة بأنها «أكبر موجة تراكم منذ 2017» بعدما رصد قفزاتٍ حادة في عمليات الشراء خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

هذا التراكم لعب دور «مزود سيولة أخيرة»؛ إذ منع الانزلاق دون مستوى الدعم النفسي ‎2 500 دولار أكثر من مرة، وظهر ذلك جلياً حينما ارتفعت أحجام التداول إلى ذروتها منتصف يونيو بالتزامن مع عودة السعر فوق ‎2 600 دولار. في المقابل، استمرت المحافظ الصغيرة في جني أرباح قصيرة الأجل، ما عزز تقلبات النطاق السعري وأبقى زخم الصعود محدوداً.

ثانياً: التطورات التنظيمية – من صناديق ETF إلى «ميكا»

الولايات المتحدة: بعد إقرار صناديق ETF الفورية على إيثريوم في يوليو 2024، وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في 9 أبريل 2025 على إدراج خياراتٍ على تلك الصناديق، وهو ما أتاح للمستثمرين المؤسسيين أدوات تحوّط جديدة وزاد أحجام المشتقات المرتبطة بـETH. ورغم تدفّق 19 يوماً متصلاً من الأموال إلى ETF الإيثريوم في مايو، شهد منتصف يونيو أول صافي خروج بقيمة ‎2.2 مليون دولار، ما أفرز ضغط بيع قصير الأجل قبل أن يمتصّه تراكم الحيتان.

أوروبا: دخل محور stablecoins في لائحة «ميكا» حيّز التنفيذ الكامل بتاريخ 30 يونيو 2024، وفرض سقفاً لمعاملات العملات المستقرة لا يتجاوز مليون معاملة يومياً داخل الاتحاد، مع متطلبات احتياطي أكثر صرامة. أثار ذلك انتقالاً لبعض سيولة الـUSDC والـUSDT نحو شبكات جانبية على إيثريوم، وخلق تقلبات في رسوم الغاز بداية 2025.

هونغ كونغ وآسيا: أعلنت هيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ هذا الشهر نيتها السماح للمستثمرين المحترفين بتداول مشتقات العملات المشفّرة، وأقرّ المجلس التشريعي قانوناً للترخيص الكامل لمُصدري الـstablecoins. كما اعترف برنامج تأشيرة الاستثمارات الجديد بـETH كأصل صالح لإثبات الثروة منذ فبراير، ما دعم الطلب المؤسسي من المنطقة.

الرسالة الأهم: التنظيم لا يسير في اتجاهٍ واحد؛ إذ تراوح آثاره بين زيادة الشرعية (ETF وخياراتها) وبين زيادة التكاليف على بعض الأنشطة (ميكا). وكل حدث من هذه الأحداث أضاف موجة متتابعة من التذبذب السعري.

ثالثاً: التطورات التقنية – «بيكترا» وما بعده

ترقية بيكترا (Pectra): في 7 مايو 2025 فعَّلت الشبكة أهم ترقية منذ «الدمج»، مجمّعةً 13 مقترح تحسين رئيسي أبرزها EIP-7251 لرفع سقف الإيداع لكل مصدّق إلى ‎2 048 ETH وEIP-7702 لتجربة حسابات إلكترونية أكثر مرونة للمحافظ الذكية. ساعدت الترقية في خفض تعقيد إدارة مئات الآلاف من المصدّقات لدى منصّات الحفظ الكبرى وأعادت تسليط الضوء على إيثريوم كمنصة ديناميكية قادرة على التطوير المستمر.

رفع حد الغاز: في فبراير رفع المطورون حد الغاز إلى نحو ‎32 مليون وحدة للمرة الأولى منذ 2021، ما زاد الطاقة الاستيعابية للمعاملات وخفّف الرسوم في أوقات الذروة. أدى الانخفاض الفوري في متوسط الرسوم إلى موجة نشاط جديدة على بروتوكولات DeFi وNFT، وارتفع إجمالي الرسوم المُحرقة (ETH burned) بنسبة ‎14 ٪ خلال أسبوع واحد، الأمر الذي قلّص معدل تضخم العرض ولو مؤقتاً.

حمى الـRestaking (EigenLayer): وصلت القيمة المجمّدة في EigenLayer إلى ما يزيد على ‎12.9 مليار دولار منتصف يونيو، بعدما جذبت البروتوكولات الفرعية الجديدة مكافآت عالية للمستثمرين الذين يعيدون تخزين ETH نفسه عدة مرّات. فتح هذا النمو شهية الحيتان للمراكمة بهدف تأمين عوائد مزدوجة (عائد التكديس الأساسي + عائد الـAVS)، ما خلق طلباً حقيقياً على العملة خارج المضاربات قصيرة الأجل.

هذه التطورات التقنية مجتمعةً خفّفت – وإن بصورة متقطعة – من أثر ضغوط البيع الكلية، وأثبتت أن قدرة إيثريوم على الابتكار ما تزال نقطة جذب للمستثمر طويل الأمد.

رابعاً: تحليل تقلبات 2025 – تفاعل العوامل الثلاثة

الديناميات الداخلية (حيتان + ترقية): عند كل هبوط سريع (فلاش كراش 22 يونيو مثلاً)، كان دخول الحيتان بالتزامن مع أخبار تقنية إيجابية يؤسس لقاعٍ أعلى من سابقه؛ لكن عودة جني الأرباح من المحافظ الصغيرة تعيد السعر إلى منتصف النطاق، ما ينتج نمطاً من «المنشار الصاعد».

الديناميات الخارجية (تنظيم + ماكرو): الموافقات الأميركية على المنتجات المشتقة جلبت سيولة، لكنها جلبت معها أيضاً أدوات بيع على المكشوف، فعندما تحوّلت تدفقات ETF إلى صافي خروج ظهرت صدمة فجائية في الأسواق الفورية. وعلى الضفة الأخرى، زادت قواعد ميكا من كلفة تشغيل بعض شركات الكريبتو في أوروبا، ما دفع جزءاً من السوق إلى آسيا الأكثر تساهلاً، مضيفاً طبقة جغرافية جديدة إلى التقلب.

الجسر بين الاثنين: التطورات التقنية هي العامل الوحيد الذي يمكنه الموازنة بين الضغوط التنظيمية واندفاع الحيتان؛ إذ تمنح هذه التطورات سبباً اقتصادياً داخلياً لاقتناء العملة (عبر العوائد أو خفض الرسوم)، بينما تظل الأحداث التنظيمية ومحافظ الحيتان عوامل توجيه قصيرة ومتوسطة المدى لطبيعة المسار السعري.

خامساً: نظرة مستقبلية لما تبقّى من 2025

مسار السعر المرجّح: طالما ظل نطاق ‎2 200–2 900 دولار صامداً، يرجَّح بقاء الاتجاه الجانبي مع قمم وقيعان متصاعدة ببطء، ريثما تظهر محفزات كبرى مثل موافقات ETF أوروبية محتملة أو إدراج صناديق «عائد مكدّس» في الولايات المتحدة.

مخاطر رئيسية: أي تجدد لخروج جماعي من صناديق ETF، أو تأخير في تحديثات «فوساكا» المخطط لها أواخر 2025، أو تشديد عالمي مفاجئ لقواعد الـKYC على العقود الذكية قد يعيد السعر إلى ما دون ‎2 000 دولار.

عوامل داعمة: استمرار ارتفاع TVL في بروتوكولات L2 والاستفادة الفعلية من حد الغاز الأعلى، إضافةً إلى نمو استخدام ETH كضمان في أسواق المشتقات المالية التقليدية، كلها عناصر قد توفّر أرضية صلبة عند نطاق ‎2 400–2 500 دولار قبل محاولة جديدة لاختراق حاجز ‎3 000 دولار.

خلاصة

أثبت عام 2025 حتى الآن أن سعر إيثريوم تحوّل إلى «ساحة ملاكمة» تتقاطع فيها ثلاثة محاور: الحيتان القادرة على تكوين أرضيات سيولة، والسلطات التنظيمية التي ترفع وتيرة الأخبار الصادمة، ومهندسو البروتوكول الذين يضيفون طبقات جديدة من القيمة. ومع أنّ الناتج الظاهر هو تقلب حاد، إلا أنّ البنية الأساسية للشبكة ماضية في التحسن، والتراكم طويل الأجل يتنامى، ما يترك الباب مفتوحاً لاحتمالات صعود أكبر إذا تزامن محفز تقني أو تنظيمي إيجابي مع استمرار شهية الحيتان على المدى المتوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق