أطلق خبراء في مجال الجلد والصحة تحذيراً متزايداً من ظاهرة جديدة تُعرف باسم "التجاعيد الرقمية" (Digital Wrinkles)، وهي الشيخوخة المبكرة لمنطقة الرقبة وظهور الذقن المزدوج، والسبب المباشر لها هو الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة.

فإذا كنت تقضي ساعات طويلة يومياً في التحديق إلى أسفل نحو شاشة هاتفك، فمن المحتمل أن بشرتك، خاصة في منطقة العنق، قد بدأت تدفع ثمن هذه العادة.

ما هي "التجاعيد الرقمية" و "عنق التقنية"؟

أوضحت دراسة حديثة لشركة "LYMA" للصحة، أن مصطلح "التجاعيد الرقمية" يشير إلى التكلفة الجمالية المرئية لاستخدام الهاتف، والتي تظهر على شكل تجاعيد أفقية وخطوط دقيقة وشيخوخة مبكرة في جلد الرقبة.

ويختلف هذا المصطلح عن "عنق التقنية" (Tech Neck)، الذي يصف الآلام المزمنة في الرقبة والكتفين الناتجة عن وضعية الانحناء المطولة أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية.

الأسباب الرئيسية: وضعية الرقبة والضوء الأزرق

وضعية الانحناء المستمر: قالت طبيبة الأمراض الجلدية في نيويورك، الدكتورة جانيت غراف، إن الانحناء المستمر للأسفل أثناء تصفح الهاتف يؤدي إلى طي وثني الجلد في منطقة الرقبة بشكل متكرر، مما يسرّع من تثبيت التجاعيد الأفقية وظهور الذقن المزدوج.

تأثير الضوء الأزرق: ذكر تقرير لصحيفة "ذا صن" البريطانية أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف يسرّع شيخوخة الجلد. ويعود ذلك لقدرته على توليد جزيئات ضارة تسمى "الجذور الحرة"، والتي تهاجم خلايا الجلد السليمة وتؤثر على مرونتها.

نصائح الخبراء وزيادة الوعي بالمخاطر

أكدت الدكتورة غراف أنها تستقبل في عيادتها مرضى في سن مبكرة بشكل متزايد، يسعون لتصحيح تجاعيد الرقبة أو تأخير ظهورها. وقدمت نصيحة بسيطة وفعالة: "إذا كنت تستخدم هاتفك باستمرار، فمن الأفضل رفعه إلى مستوى العين بدلاً من النظر إلى الأسفل".

وتشير دراسة "LYMA" إلى زيادة الوعي بهذه المخاطر، حيث كشفت أن عمليات البحث على الإنترنت في بريطانيا حول "أضرار الضوء الأزرق على البشرة" ارتفعت بأكثر من 130%، كما ارتفعت عمليات البحث عن "تمارين مكافحة التجاعيد" بنسبة 120%، مما يدل على أن المشكلة أصبحت مصدر قلق حقيقي للكثيرين.