تشهد أوروبا والبحر الأبيض المتوسط موجة حر غير مسبوقة تهدد الإنسان والنظم البيئية، مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية في بعض المناطق، وارتفاع غير مسبوق في حرارة سطح البحر خلال شهر حزيران، بلغ 3 إلى 4 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.

ويسيطر نظام ضغط جوي مرتفع على غرب أوروبا، ما أدى إلى تحطيم أرقام قياسية شهرية في كل من إسبانيا وفرنسا وسويسرا. كما فاقمت ظاهرة "الجزر الحرارية الحضرية" في المدن من شدة الحر وتلوث الهواء، مما حوّل المناطق الحضرية إلى بيئات خطيرة على الصحة العامة وزاد من حالات الإجهاد الحراري.

كما ويتعرض البحر الأبيض المتوسط لموجة حر بحرية طويلة الأمد تهدد الحياة البحرية، حيث سجلت تقارير، نفوق واسع للشعاب المرجانية، وتدهور الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى حالات نفوق جماعي للأسماك. 

وتتجاوز التأثيرات البعد البيئي لتطال سبل العيش والأمن الغذائي، إلى جانب تحفيز ظواهر مناخية متطرفة مثل العواصف والفيضانات، كما حدث مع عاصفة "دانيال" عام 2023 وفيضانات فالنسيا في 2024.

تحذيرات من التكرار:

منذ عام 1980، ارتفع معدل موجات الحر البحرية في المتوسط من واحدة سنويًا إلى أربع، لتغطي الآن مساحات شاسعة من البحر، في مؤشر مقلق على تفاقم أزمة المناخ في المنطقة.