ريما حسن برلمانية أوروبية فلسطينية شاركت في سفينة مادلين - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

ريما حسن محامية وناشطة حقوقية، وأول فرنسية من أصول فلسطينية تنتخب لعضوية البرلمان الأوروبي، وُلدت عام 1992 في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة حلب في سوريا.

عُرفت بمساهمتها في تسليط الضوء على الجرائم وحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

انضمت إلى سفينة مادلين -التابعة لأسطول الحرية– والتي اتجهت إلى قطاع غزة في يونيو/حزيران 2025، بهدف كسر الحصار المفروض على سكانه منذ منتصف 2007.

المولد والنشأة

ولدت ريما حسن يوم 28 نيسان/أبريل 1992 في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة حلب شمالي سوريا، وهو من أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا.

وتعود أصول عائلتها من جهة والدها إلى قرية البروة، الواقعة شرق مدينة عكا التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيلي.

أُنشئ المخيم ما بين عامي 1948 و1950 لاستيعاب اللاجئين الذين هجّروا قسرا من فلسطين عقب النكبة التي خلفت تهجير ما لا يقل عن 750 ألف فلسطيني من منازلهم على أيدي العصابات الصهيونية المسلحة.

عندما بلغت التاسعة من عمرها انتقلت ريما حسن إلى فرنسا ونشأت هناك، وعندما بلغت الـ18 من عمرها حصلت على الجنسية وأصبحت مواطنة فرنسية عام 2010.

الدراسة والتكوين العلمي

انتخبت لعضوية المجلس البلدي للأطفال عام 2003 في مدينة نيور الفرنسية، التي كانت تدرس فيها بمدرسة إرنست بيروشون الابتدائية.

حصلت على البكالوريا (الثانوية العامة) في تخصص العلوم من مدرسة "لافينيس فيرت" الثانوية عام 2011.

تابعت دراستها الجامعية في القانون، إذ أمضت عامين في جامعة إيفري جنوب العاصمة باريس، ثم التحقت سنة واحدة بجامعة مونبلييه حتى عام 2014، وعام 2016 نالت الماجستير في القانون الدولي من جامعة بانتيون السوربون في باريس.

وكانت رسالتها للماجستير دراسة مقارنة بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية من منظور القانون الدولي.

التجربة العملية والحقوقية

بدأت ريما حسن مسيرتها المهنية في مجال حقوق الإنسان والقانون بعد تخرجها، فانضمت إلى المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين ومن ليست لديهم الجنسية، كما عملت في المحكمة الوطنية لقانون اللجوء، واكتسبت خبرة واسعة في قضايا اللاجئين وحقوق الإنسان .

إعلان

في عام 2019، أسست "مرصد مخيمات اللاجئين"، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى توثيق وحماية أوضاع اللاجئين في العالم، وكان هذا العمل نقطة تحول كبيرة في حياتها، إذ لفتت الانتباه إلى العديد من المخيمات في العالم والاهتمام بها في ظل الصراعات المستمرة.

عقب العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي تلا عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت ريما "مجموعة العمل من أجل فلسطين في فرنسا"، بهدف مناصرة الشعب الفلسطيني والتوعية بجرائم الاحتلال.

إنجازات ومواقف

اختارتها مجلة فوربس ضمن قائمة من أربعين "امرأة ملهمة" عام 2023، وفي 9 يونيو/حزيران 2024 رشحها حزب فرنسا الأبية في قائمته لانتخابات البرلمان الأوروبي، وانتخبت، وأصبحت أول فرنسية من أصل فلسطيني تشغل هذا المنصب.

واجهت ريما انتقادات بسبب موقف حزبها الداعم للقضية الفلسطينية، والمستنكر للجرائم الإسرائيلية في غزّة، وأثارت الجدل بعد رفعها شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".

وكشفت ريما حسن في مقابلة لـ قناة الجزيرة، أن ترشحها للانتخابات الأوروبية عرّضها "لضغوط سياسية وقانونية كبيرة". وقالت "لقد تعرضت للتهديد والإهانة والعنصرية المناهضة للفلسطينيين"، مؤكدة أنها "ستحمل القضية الفلسطينية إلى البرلمان الأوروبي".

وأضافت أنها "تعتبر القضية الفلسطينية شأنا أوروبيا، بسبب مسؤولية أوروبا في تقسيم المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو".

وفي خطاب إعلان ترشحها عن حزب "فرنسا الأبيّة"، وبحضور مؤسس الحزب، المرشح الرئاسي جان لوك ميلانشون، استهلت ريما حسن إعلانها بأبيات من قصيدة محمود درويش "من أنا، دون منفى؟".

دورها في أسطول الحرية

كانت ريما حسن من الناشطين على متن سفينة مادلين التابعة لأسطول الحرية، والتي انطلقت في يونيو/حزيران 2025 من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا باتجاه قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي، وللمطالبة بوقف العدوان على المدنيين في القطاع.

وكانت السفينة تحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية والطبية ومواد الإغاثة، في رحلة قطعت نحو ألفي كيلومتر عبر البحر الأبيض المتوسط.

وكتبت ريما حسن وهي تتنبأ باحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لها ولطاقم السفينة في تغريدة على منصة إكس "عندما يعتقلوننا، سأنظر إليهم كما نظر العربي بن مهيدي (مقاوم من قادة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي) إلى مستعمري أرضه: هادئين مطمئنين إلى تحرير فلسطين. هم محتلو هذه الأرض ونحن جذورها".

وتابعت بعبارات تدل على إيمانها الراسخ بقضية وطنها "نظن أننا نحن مَن نحرر فلسطين، لكنها في الحقيقة، هي التي تحررنا كل يوم أكثر فأكثر".

ووجهت اتهامات لكل من له يد في معاناة أبناء شعبها: "أُحمّل المسؤولية للتواطؤ الاستعماري الغربي، أُحمّل المسؤولية للجبن العربي، أُحمّل المسؤولية لتواطؤ البرجوازية الفلسطينية".

كما عبرت عن دعمها المطلق "للمقاومين والثوار والمتمردين والعُصاة والحالمين والرافضين، ولأولئك الذين لم يتأقلموا يوما مع فوضى هذا العالم".

إعلان

وأنهت تغريدتها بعبارة مأثورة عن العربي بن مهيدي "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق