عاجل

باحثون عن الوهم.. كشف أكاذيب المشعوذين وأساليبهم في اصطياد ضحاياهم - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
في زوايا المجتمع المظلمة، وحين يشتد الألم ويضيق الأمل، ينشط "تجار الوهم".

هم فئة من المشعوذين والدجالين الذين يتقنون العزف على أوتار اليأس، ويقدمون أنفسهم كطوق نجاة للغارقين في بحور المرض أو الفقر أو الخلافات الأسرية.

لكن خلف أقنعة "القدرة الخارقة" و"العلاج الروحي"، تكمن شبكة من الأكاذيب المنظمة التي لا تهدف إلا إلى استنزاف الجيوب وتدمير النفوس، وفي أحيان كثيرة، إلحاق الأذى الجسدي بالضحايا.

أشهر الأكاذيب.. أساليب متكررة لشباك واحدة

يعتمد المشعوذون على مجموعة من الأكاذيب والادعاءات المتكررة التي تشكل حجر الزاوية في عملهم الاحتيالي، ومن أبرزها:

وهم "فك السحر ورد الغائب":

وهي الكذبة الأكثر شيوعاً. يقوم الدجال بإقناع ضحيته بأن كل مشاكل حياته، من تعثر الرزق إلى الخلافات الزوجية أو تأخر الإنجاب، سببها "سحر" أو "عمل" أو "حسد".

وبهذا، يخلق مشكلة وهمية لا يملك حلها المزعوم سواه، ليبدأ سلسلة من الطقوس والجلسات التي لا تنتهي إلا بإفراغ جيب الضحية.

ادعاء "العلاج الروحي":

يستهدف هذا الادعاء المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة أو مستعصية.

يدعي المشعوذ قدرته على شفاء الأمراض بالرقية أو الأعشاب المجهولة أو حتى بالضرب، كما حدث مؤخراً في قضية "مشعوذ عمان" الذي تسبب بنزيف حاد لفتاة بعد ضربها بقدمه.

وهم بذلك لا يسرقون مال المريض فحسب، بل يسرقون وقته الثمين الذي كان يمكن أن يقضيه في تلقي علاج طبي حقيقي.

خرافة "جلب الحظ وكشف المستقبل":

يلجأ الدجالون إلى إيهام ضحاياهم بقدرتهم على قراءة الطالع وكشف المستقبل، وجلب الحظ السعيد أو الوظيفة أو الزوج.

يستخدمون في ذلك أساليب "القراءة الباردة"، وهي حيل نفسية تعتمد على طرح أسئلة عامة وتفسير ردود فعل الضحية ليبدو وكأنهم يملكون معلومات خفية عنه.

الضحايا.. قصص من الألم والخسارة المزدوجة

خلف كل دجال، تقف طوابير من الضحايا الذين لم يخسروا أموالهم فحسب، بل خسروا ما هو أثمن.

الخسارة المادية:

تبدأ القصة غالباً بمبلغ زهيد "لفتح الكشف"، ثم تتصاعد الطلبات لتشمل تكاليف "بخور نادر" أو "أحجار كريمة" أو "تضحيات" تصل إلى آلاف الدنانير، يبيع الكثير من الضحايا مدخراتهم ومصاغهم أو يغرقون في الديون أملاً في حل موهوم.

الأذى الجسدي:

كما أظهرت حوادث عديدة، لا يتردد بعض المشعوذين في استخدام العنف الجسدي كجزء من طقوسهم المزعومة، مما قد يؤدي إلى إصابات خطيرة وعاهات مستديمة، وفي بعض الحالات إلى الوفاة.

الدمار النفسي والاجتماعي:

بعد أن يكتشف الضحية أنه وقع في فخ، يعاني من صدمة نفسية عميقة وشعور بالخيبة والعار. قد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاكله الأصلية، وانهيار علاقاته الأسرية، وفقدان الثقة فيمن حوله وفي قدرته على حل مشاكله بالطرق المنطقية.

تحذير أمني ومجتمعي: لا تكن الضحية التالية

تؤكد الأجهزة الأمنية باستمرار أن ممارسة الشعوذة والدجل هي جريمة يعاقب عليها القانون تحت تهم الاحتيال والإيذاء، وتدعو بشكل متكرر إلى عدم التردد في الإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص.

ولتجنب الوقوع في شباك المشعوذين، يوجه الخبراء والمختصون التحذيرات التالية:

اعتمد على العلم والمنطق:

المشاكل الطبية لها حلول في عيادات الأطباء، والمشاكل النفسية لها متخصصون، والمشاكل الاقتصادية تتطلب سعياً وتخطيطاً. لا توجد حلول سحرية لمشاكل الحياة الواقعية.

احذر من الوعود الفضفاضة:

أي شخص يدعي قدرته على تحقيق المستحيل أو معرفة الغيب هو كاذب ومحتال.

لا تشارك معلوماتك الشخصية:

يستغل الدجالون المعلومات التي تقدمها لهم ليبنوا عليها قصصهم الوهمية.

الجأ إلى المصادر الموثوقة:

عند الشعور بالقلق أو الشك، توجه إلى الأطباء، أو المستشارين النفسيين، أو علماء الدين المعتمدين من المؤسسات الرسمية، فهم يقدمون النصح والإرشاد بناءً على العلم والمعرفة، وليس على الخرافة والوهم.

إن الوعي المجتمعي والتفكير النقدي هما خط الدفاع الأول ضد تجار الوهم، الذين يقتاتون على يأس الناس ويحولون آلامهم إلى مصدر لثروتهم غير المشروعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق