سيف الدين القواسمه - في حرب خفية لا تعرف حدوداً، تدور رحاها في العواصم وتخترق جدران المختبرات، يُتهم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف خلف سلسلة طويلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت نخبة من العلماء في العالمين العربي والإسلامي، خاصة في مجالات الفيزياء النووية والتقنيات العسكرية المتقدمة.
وبينما تلتزم تل أبيب سياسة الصمت الرسمي، تشير أصابع الاتهام وتسريبات استخباراتية وتحقيقات صحفية دولية إلى بصمات الموساد في عمليات نوعية ومعقدة، تهدف إلى إجهاض أي مشروع علمي استراتيجي تعتبره إسرائيل "تهديداً وجودياً" لها.
إيران في دائرة النار: تصفية العقول النووية
منذ عام 2010، تحولت طهران إلى ساحة رئيسية لهذه الحرب الخفية، حيث شهدت اغتيال عدد من أبرز الشخصيات العلمية في برنامجها النووي، في عمليات اتسمت بالدقة والاحترافية العالية:
الأيادي الخفية تمتد للعواصم العربية
لم تقتصر قائمة الاستهداف على العلماء الإيرانيين، بل امتدت على مدى عقود لتشمل عقولاً عربية فذة في مختلف المجالات:
في فلسطين ولبنان والعراق: طالت الاغتيالات أيضاً عالم الفيزياء النووية الفلسطيني نبيل فليفل (1984)، وعالم الفيزياء اللبناني الشهير رمال حسن رمال (1991) الذي توفي في ظروف غامضة بفرنسا، وأستاذ الفيزياء العراقي إبراهيم الظاهر (2004).
تكتيكات متطورة وأهداف استراتيجية
تنوعت أساليب الاغتيال المنسوبة للموساد بين القنابل المغناطيسية، والرشاشات الذكية، وإطلاق النار بكواتم الصوت، والتفجيرات الدقيقة بالمسيّرات، وحتى الحوادث المدبرة. ووفقاً لتقارير صحفية ومراكز أبحاث، تهدف هذه العمليات إلى تحقيق عدة أهداف:
حرب مستمرة بلا رادع
في ظل غياب آلية محاسبة دولية واضحة، وغالباً ما تُقيد هذه الجرائم ضد "مجهول"، لا تزال "حرب العقول" دائرة في الظل. وبينما لا يُقدَّم الموساد رسمياً للمساءلة، يبقى خطر التصفية قائماً على كل من يساهم في بناء قوة علمية أو عسكرية قد تتقاطع يوماً ما مع المصالح الأمنية لتل أبيب.
0 تعليق