"مات وهو ينقذ الفتيات".. صحف أميركية تنقل قصصا "مروعة" بعد فيضانات تكساس - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كانت الفتاة ترتجف في ثياب نومها حافية القدمين وهي تجهش بالبكاء على مرج غارق بالطين، وأخذت تنظر إلى السماء بحثا عن مروحيات الإنقاذ وحولها أطفال آخرون ينتظرون أن يعود أحدهم ليحملهم إلى بر الأمان.

هكذا نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات ناجين ومنقذين وأقارب لمفقودين ما زالوا يواجهون الأخبار الموجعة بعد الفيضان المروع الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصا في ولاية تكساس الأميركية.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم إن الفيضانات الكارثية بدأت يوم الجمعة، بعدما ارتفع منسوب نهر غوادالوبي 20 قدما في غضون ساعتين، واجتاحت المياه مواقع تخييم ومعسكرات صيفية مخلفة مشاهد من الدمار والخوف، بحسب الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن فرق الإنقاذ تواصل جهودها رغم المطر المتجدد، مستخدمة المروحيات والقوارب والطائرات المسيرة والعربات الصغيرة، ولكن الأمل يتراجع في العثور على ناجين بمرور الوقت، مع تحول الجهود من الإنقاذ إلى انتشال الجثث.

Houses and cars are partially submerged in flood waters in an aerial view near Kerrville, Texas, U.S. July 4, 2025. U.S. Coast Guard/Handout via REUTERS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY
صور جوية لولاية تكساس تظهر آثار الفيضانات (رويترز)

وقالت الصحيفة إن أكثر المناطق تضررا كانت مقاطعة كير، حيث كان "كامب مستيك"، وهو معسكر صيفي مسيحي للفتيات.

ووفق التقارير، تم إجلاء نحو 200 فتاة وموظف من معسكر مستيك، و850 شخصا من تكساس ككل حتى الآن، وذلك بمشاركة عشرات المروحيات وفرق إنقاذ متعددة ومئات العاملين والمتطوعين، ولا يزال البعض ينتظرون فرصة للنجاة.

وأوضحت الصحيفة أن الفيضانات المفاجئة باغتت السكان بعنف، إذ تم إنقاذ شابة تبلغ من العمر 22 عاما بعد أن بقيت متشبثة بشجرة طوال الليل، وطفت فتاة صغيرة على مرتبة لعدة ساعات، بينما أمضت أم وابنها الليل متعانقين وممسكين بشجرة للنجاة.

وذكرت نيويورك تايمز أيضا وفاة الأب جوليان رايان بمدينة إنغرام، بعدما كسر نافذة منزله لإنقاذ أطفاله وحماته من المياه المتصاعدة، مما تسبب بإصابته بجروح بليغة، ووجدت فرق الإنقاذ جسده بعد 6 ساعات من الفيضان مع انحسار المياه.

HUNT, TEXAS - JULY 6: Search and recovery workers dig through debris looking for any survivors or remains of people swept up in the flash flooding at Camp Mystic on July 6, 2025 in Hunt, Texas. Heavy rainfall caused flooding along the Guadalupe River in central Texas with multiple fatalities reported. Jim Vondruska/Getty Images/AFP (Photo by Jim Vondruska / GETTY IMAGES NORTH AMERICA / Getty Images via AFP)
مئات فرق الإنقاذ أسهمت في جهود إخلاء مخيم "مستيك" للفتيات ومواقع أخرى متضررة (الفرنسية)

طواقم الإنقاذ

وسلطت الصحيفة في تقرير منفصل الضوء على جهود طواقم الإنقاذ، ونقلت شهادة سكوت روسكان، وهو سباح إنقاذ في خفر السواحل يبلغ من العمر 26 عاما، وقد خاض أول مهمة له في مخيم "مستيك".

إعلان

وقال روسكان إنه تلقى نداء الإغاثة في ساعات الفجر حين طلب منه الاستعداد فورا، واتجه على متن مروحية إلى المعسكر، واستغرقت الرحلة الشاقة 6 ساعات بسبب سوء الأحوال الجوية.

وعند الوصول، بدأ روسكان بإجلاء الفتيات بنفسه، وحمل بعضهن على ذراعيه إلى المروحيات، واستذكر ما رآه مؤكدا أن "الفتيات كنّ يرتدين ملابس نوم مبتلة، وبعضهن بحذاء واحد، وكنّ يرتعدن خوفا ويسألن عن صديقاتهن، والرعب يملأ وجوههن، يبحثن عن أحد يبعث فيهن الطمأنينة".

وأضاف روسكان أنه قرر البقاء على الأرض بدلا من العودة بالمروحية، لكي يتسنى استخدام المقاعد لإجلاء مزيد من الفتيات.

A woman reacts as churchgoers sing worship songs at a service following deadly flooding in Kerrville, Texas, U.S., July 6, 2025. REUTERS/Sergio Flores
قداس في كنسية بتكساس بعد الفيضانات المميتة (رويترز)

عائلة جرفها الفيضان

وفي تقرير آخر، تناولت نيويورك تايمز قصة عائلة تشافاريا في مدينة كيرفيل، حيث جلست المعلمة هايلي تشافاريا (28 عاما) خارج كنيسة تؤوي الناجين، تنتظر أنباء عن 5 من أفراد أسرتها فُقدوا بعد أن اجتاحت المياه مخيمهم أثناء رحلة تخييم عائلية.

وقالت تشافاريا، التي وصلتها أنباء الفيضان وهي في أوستن، إن العائلة كانت تخيم بجوار النهر، وقررت المغادرة فجر الجمعة حين بدأت المياه في الارتفاع ولكن التيار كان أسرع منهم، وعثر على شاحنة الأسرة محطمة على جذع شجرة وفارغة تماما.

"إذا فكرت في أسوأ السيناريوهات سأفقد عقلي، كل ما أريد معرفته هو مكان أفراد عائلتي"

بواسطة هايلي تشافاريا، معلمة جرف الفيضان عائلتها

وبحسب ما نقل التقرير، فإن الناجية الوحيدة من العائلة -التي كانت تضم والدة تشافاريا وزوج والدتها وعمتها وزوج عمتها وابنة عمتها- هي ابنة عمها ديفين سميث (22 عاما) التي أنقذت بعد أن جرفها التيار لمسافة 15 ميلا ونجت بالتشبث بشجرة لعدة ساعات، ولكنها نُقلت إلى المستشفى مصابة بجروح بليغة.

وأشارت تشافاريا إلى أن شقيقتها الكبرى تحاول الحفاظ على تماسكها، ولكنهم يعانون مع انعدام الأخبار عن أحبتهم، وقالت إنها تتناوب مع أختها على الاتصال بالمشارح لتكرار السؤال المؤلم نفسه: "هل أحد أحبائنا هناك؟ فقط أخبرونا، حتى لو كانت وفاته مؤكدة".

وأضاف التقرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استجاب لطلب الحاكم وأعلن حالة الطوارئ، لتقديم مساعدات فدرالية للمناطق المتضررة.

A large tree is uprooted outside of a home near Camp Mystic, the site of where at least 20 girls went missing after flash flooding in Hunt, Texas, on July 5, 2025.
دمار قرب مخيم "مستيك" (الفرنسية)

مخيم "مستيك"

وقال تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست إن الطفلتين سارة مارش ورينيه سمايسترلا، البالغتين من العمر 8 سنوات، كانتا ضمن مئات الفتيات في "كامب مستيك"، حيث اجتمعن للصيد ولعب الألعاب وصنع الأساور، قبل أن يجرفهن الفيضان المفاجئ.

وأشار التقرير إلى أن صور الطفلتين انتشرت لاحقا، إحداهما ترتدي قميصا ورديا وتبتسم بفرح، وعلّق خال سمايسترلا قائلا "إننا ممتنون لأنها كانت مع صديقاتها في لحظاتها الأخيرة، تقضي أفضل أيام حياتها… وستبقى تعيش في كامب مستيك إلى الأبد".

وذكر التقرير أن ديك إيستلان، المدير المشارك لـ"كامب مستيك"، توفي أثناء محاولته إنقاذ 3 فتيات من كابينة قرب النهر، وعُثر عليه بجوارهن، وقالت إحدى زميلاته "لقد مات وهو يحاول إنقاذ فتيات مستيك، لقد كنّ أهم شيء في حياته".

إعلان

وبحسب الشهادات، فإن إيستلان كان أشبه بالأب للفتيات، يعلّمهن كيف يصطدن السمك، وقد توفي لاحقا في مروحية أثناء نقله إلى مستشفى بهيوستن، حسب قاضي المقاطعة.

وفي كنسية نوتردام المحلية في كيرفيل، تجمع عشرات الأشخاص للصلاة من أجل العائلات المتضررة، وقال القس هيرنانديز غارسيا للصحيفة إن "قلوبنا تنزف لكل طفل لم يُعثر عليه، ولكل ألم حلّ بمجتمعنا الذي ما زال يحب رغم الفقد".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق