في إطار مساعٍ إقليمية متواصلة لاحتواء التوتر الحدودي بين أوغندا ودولة جنوب السودان، وصل رئيس أركان الجيش الأوغندي، الجنرال موهوزي كاينيروجابا – نجل الرئيس يوري موسيفيني – إلى العاصمة جوبا في زيارة رسمية، حيث استقبله نظيره الجنوب سوداني الجنرال داو أتورجونغ، قبل أن يتوجها إلى القصر الرئاسي لعقد مباحثات مغلقة مع الرئيس سلفاكير ميارديت.
الزيارة، التي جاءت بعد أقل من أسبوع من زيارة نائب رئيس هيئة الدفاع الأوغندي الفريق سام أوكيدينغ، تعكس مستوى التنسيق العسكري المرتفع بين البلدين وحرص أوغندا على متابعة الأوضاع الأمنية عن قرب، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود المشتركة.
لجنة تحقيق مشتركة
المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان، اللواء لول رواي كونغ، أكد أن المباحثات ركزت على تهدئة الوضع الأمني بشكل فوري وتعزيز الثقة المتبادلة، مشيرًا إلى الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة تضم 14 عضوًا من الجيشين بالتساوي، على أن يكون مقرها المؤقت بمدينة قولو الأوغندية.
وأضاف كونغ أن اللجنة ستباشر التحقيق في أسباب الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا في مقاطعة كاجو كيجي بالولاية الاستوائية الوسطى، وسترفع توصياتها إلى القيادات لاتخاذ قرارات مدروسة، مع استعداد جوبا لإجراء زيارة مماثلة إلى العاصمة الأوغندية كمبالا.
زيارات ميدانية وترتيبات أمنية عقب الاجتماعات، قام الجنرال كاينيروجابا بزيارة قرية بيلنيانغ جنوب شرق العاصمة جوبا، المقر التكتيكي لعملية "ميلنزي وا كيميا" أو "الحارس الصامت" بالسواحلية، حيث تنتشر قوات أوغندية ضمن ترتيبات أمنية مشتركة مع جنوب السودان.
محطة في القاهرة ودور مصري داعم
أكدت مصادر دبلوماسية لـ "الفجر" أن الجنرال موهوزي كاينيروجابا، رئيس أركان الجيش الأوغندي، توقف في القاهرة قبل وصوله إلى جوبا، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين مصريين، في إطار جهود مصرية لدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز قنوات التواصل بين أوغندا وجنوب السودان.
وأضافت المصادر أن زيارة الرئيس الأوغندي يويري كاجوتا موسيفيني إلى القاهرة مؤخرًا جاءت أيضًا في سياق الوساطة المصرية بين كمبالا وجوبا، ضمن تحركات دبلوماسية تهدف إلى تخفيف حدة التوتر على الحدود المشتركة.
واختتمت المصادر بالتأكيد على أن هذه التحركات تعكس حرص القاهرة على لعب دور محوري في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، انطلاقًا من قناعتها بأن استقرار الحدود بين أوغندا وجنوب السودان ينعكس إيجابًا على أمن منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي، لا سيما في ظل التحديات الأمنية العابرة للحدود.
أبعاد إقليمية
يرى مراقبون أن تكثيف الزيارات المتبادلة، بدعم من أطراف إقليمية فاعلة مثل مصر، يعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة أي تصعيد حدودي على أمن المنطقة بأكملها، في وقت تسعى فيه دول الجوار إلى بناء شراكات أمنية وعسكرية أكثر فعالية.
0 تعليق