المبشرات بالجنة الفُريعة بنت مالك - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

والفريعة ابنة مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري المجاهد الشهيد. وأخت الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان المكني بأبي سعيد الخدري. وابنة أنيسة بنت أبي حارثة الأنصارية النجارية. وأخت قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري أخته من أمه.. عاش والد الفريعة مجاهدا. ومات شهيدا. كان من أفقر أهل المدينة. ولكنه كان عفيفا فلم يسأل في حياته أحدا وصبر علي الجوع حتي قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلي العفيف فلينظر إلي مالك بن سنان.

تربت الفريعة في أسرة تعلم الصبر والتعفف والاستغناء بالله عن سؤال الناس وقد روي أخوها أبو سعيد الخدري: أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط في جاهلية ولا إسلام فقالت لي أختي فريعة: اذهب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فسله لنا فوالله لا يخيب سائله» لأنك منه بإحدي اثنتين: إما أن يكون عنده فيعطيك. وإما أن لا يكون عنده فيقول أعينوا أخاكم.. فلم أكره ذلك. فلما دنوت من المسجد. وهو يومئذ ليس له جدار. سمعت صوت رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقلت إن هذا النبي صلي الله عليه وسلم يخطب. فكان أول ما فهمت من قوله پومن يستعفف يعفه الله.. ومن يستغن يغنه الله..پفقلت: ثكلتك أمك سعد بن مالك والله لكأنك أردت بهذا.. لا جرم.. والذي بعثك بالحق لا أسأل شيئا بعدما سمعت منك.. وجلس أبو سعيد الخدري يستمع إلي الدرس النبوي في المسجد ولم يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وحين عاد إلي أخته وقد جهدها الجوع والانتظار. أبصرت أنه لا يحمل شيئا سألته فقال لها: فوالله ما يخيب سائله وأخبرها القصة قالت: فسألته بعد ذلك؟ قال: لا. قالت: أحسنت.. يضيف سيدنا أبو سعيد: فلما كان من الغد فإني والله لأتعب نفسي تحت الأحم إذ وجدت من دراهم يهود.. فابتعنا به وأكلنا. ثم 
والله ما زال النبي صلي الله عليه وسلم محسنا.. لتساند بذلك المومنة الصابرة أخاها في الخير. وتحضه عليه.. فكان فقر الفريعة بنت مالك ابتلاء وامتحانا. صبرت ففازت برضي الله إذ رضيت بقضاء الله.

شهدت هذه الصحابية الجليلة بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية. حين ذهب رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه الصحابة الكرام لأداء العمرة ومنعتهم قريش من الوصول إلي بيت الله الحرام. فكانت البيعة تحت الشجرة علي التصدي لغرور قريش. وانتهي الأمر بصلح الحديبية بين الرسول صلي الله عليه وسلم وقريش.. فكانت الفريعة المرأة الفقيرة المتعففة ممن اختارهم الله سبحانه ليرضي عنهم. رضي سيظل يصل إليهم من المومنين والمومنات الذين اتبعوهم بإحسان إلي يوم الدين.

روت سيدتنا الفريعة ثمانية أحاديث نبوية. منها حديث سكني المتوفي عنها زوجها في بيتها المؤجر. فقد قالت فيما روته كتب الحديث: أنها جاءت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلي أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا هربوا حتي إذا كانوا بطرق القدوم لحقهم فقتلوه. فسألت رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أرجع إلي أهلي فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة. فقال عليه السلام: نعم. فخرجت حتي إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمر بي فدعيت له فقال: كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي. فقال: امكثي في بيتك حتي يبلغ الكتاب أجله. قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا.. فكانت مرجعا للصحابة والعلماء في تلك المسألة.

عاشت رضي الله عنها وأرضاها إلي زمن الخلافة الراشدة.
 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق