تصريح بنيامين نتنياهو الأخير بأن "إسرائيل الكبرى" ستمتد لتشمل أراضٍ مصرية وأردنية هو إعلان عدواني فج لمخطط استعماري قديم وُلد على الخرائط السرية وخرج الآن إلى العلن بلا أقنعة. إنه اعتراف مباشر بأن حربه تمتد من غزة إلى كامل المنطقة مدفوعة بعقيدة توراتية مشوهة ترى في النيل والفرات حدودًا مقدسة لدولة الاحتلال. هذا الهوس ليس جديدًا لكنه اليوم أكثر وقاحة.
نتنياهو بين الهوس التوسعي والملاحقة القضائية
نتنياهو الذي يطارده القضاء الدولي بتهم فساد وجرائم حرب يتصرف كـ "مبعوث إلهي" يظن نفسه فوق المحاسبة ويقود كيانه نحو كارثة غير مسبوقة. في حوار متلفز تفجرت شهواته التوسعية على الهواء ثم سارع إلى حذف المقطع، لكن ذاكرة الشعوب والكاميرات لا تمحو ما قيل بل تحفظه كوثيقة إدانة دامغة.
مشروع إسرائيل الكبرى: من السرية إلى التنفيذ
مشروع "إسرائيل الكبرى" هو وهم استعماري وسياسة استعمارية كاملة تتغذى على الصمت العربي والتواطؤ الدولي وتستند إلى الإبادة والتهجير كما يحدث في غزة اليوم. ما كان يُهمس به في الغرف المغلقة صار يعلن جهارًا، وما كان خيالًا صار خطة سياسية وعسكرية يجري تنفيذها خطوة بخطوة.
رهان على الغفلة والتطبيع
إسرائيل تراهن على غفلتنا وعلى أن بعض العواصم العربية مشغولة بالتطبيع وصفقات الاسترضاء، لكنها تتناسى أن التاريخ مليء بغزاة جاؤوا إلى هذه الأرض وخرجوا منها محملين بالهزيمة والعار.
مصر والأردن: تاريخ من الصمود والردع
من يهدد بابتلاع مصر ينسى أن هذه الأرض عبرت أجيالها من معركة الهكسوس إلى ملحمة أكتوبر، وأن جيشها الذي حطم أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" لا يعرف أنصاف المعارك أو أنصاف الانتصارات. ومن يستخف بالأردن ينسى أن أسوده تقف على الحدود بالمرصاد، وأنه حين يتوحد مع مصر كما حدث في إفشال خطة تهجير غزة تنكسر كل المؤامرات.
طريق المواجهة: من الوعي الشعبي إلى الردع العسكري
إن مواجهة هذه الأطماع تبدأ من الوعي الشعبي، وتمر بالمقاطعة وقطع شرايين التطبيع، وتصل إلى استراتيجية ردع حقيقية. لأن أوهام المستعمر لا تندحر بالخطب الرنانة وإنما تحطمها الأفعال الحاسمة التي توقف يده قبل أن تمتد.
التاريخ لا يرحم الغزاة
التاريخ لا يرحم الغزاة، والجغرافيا لا تغفر لمن يحاول تزويرها، ومصر والأردن ومعهما الشعوب العربية خطوط عصية على إعادة الرسم في أوهام نتنياهو، ومعادلة ردع حية تحفظ المنطقة من جنون القوة وتكتب النهاية الحتمية لأي "إسرائيل كبرى" قبل أن تولد.
0 تعليق