يمضي الأردن بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كمركز إقليمي لتجارة الهيدروجين الأخضر، وذلك بعد إقرار مجلس الوزراء مؤخراً حزمة حوافز شاملة تهدف إلى جذب استثمارات استراتيجية في هذا القطاع الواعد.
وتأتي هذه الخطوة، التي تحظى باهتمام كبير من جلالة الملك عبدالله الثاني، لتهيئة بيئة استثمارية تنافسية تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في إنتاج وتصدير وقود المستقبل.
حزمة حوافز متكاملة لجذب الاستثمارات
تهدف الحوافز الجديدة، التي ستطبق على مشروعات الهيدروجين الأخضر خارج منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إلى تعزيز ربحية وجدوى هذه المشاريع. وتشمل الحزمة:
تخفيض ضريبة الدخل إلى 5 بالمئة (بالإضافة إلى 1% مساهمة وطنية).
إعفاء كامل من الرسوم الجمركية والضرائب الأخرى لجميع معدات وموجودات المشروع وقطع الغيار.
إعفاء من الضريبة العامة على المبيعات للسلع والخدمات اللازمة لتنفيذ المشروع.
إعفاء من رسوم الطوابع على اتفاقيات المشروع والتمويل.
فترة سماح تصل إلى خمس سنوات لبدء استيفاء بدل إيجار الأراضي المملوكة للدولة.
إعفاء الممولين غير المقيمين من الضرائب على الدخل الناتج عن القروض الممنوحة للمشروع.
رؤية حكومية وتنافسية إقليمية
أوضح مدير مديرية التحول الطاقي في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، المهندس يعقوب مرار، أن هذا القرار يهدف إلى تطبيق نفس الحوافز الناجحة الممنوحة لمشاريع الطاقة المتجددة على كامل منظومة الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك شبكات النقل وخطوط الأنابيب.
وأكد أن هذه الحوافز "تعزز التنافس مع بلدان المنطقة التي تقدم نفس الميزة"، وتضع الأردن في موقع متقدم لتكون مركزاً إقليمياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي.
ترحيب من الخبراء وتأكيد على الفرص الواعدة
رحب خبراء قطاع الطاقة بالقرار، حيث أكد خبير الطاقة هاشم عقل أن "قطاع الطاقة يسير بالاتجاه الصحيح"، وأن هذه الخطوة تواكب التطورات العالمية التي تعتبر الهيدروجين "طاقة المستقبل".
من جهته، اعتبر أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة، المهندس محمد الطعاني، أن دعم هذه المشاريع يعد "خطوة استراتيجية مهمة في الاتجاه الصحيح"، حيث ستسهم مباشرة في زيادة مشاريع الطاقة الشمسية المخصصة لصناعة الأمونيا الخضراء.
بدوره، أوضح الخبير في شؤون الطاقة، عامر الطعاني، أن الاستثمار في الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة واعدة لدعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى تطبيقاته الواسعة في قطاع النقل، حيث يحافظ على مزايا الوقود التقليدي من حيث المدى وسرعة التزود، مع انبعاثات كربونية شبه معدومة، وهو ما يجعله مناسباً للسيارات والحافلات والشاحنات الثقيلة وحتى القطارات، كما في تجربة قطار "ألستوم كوراديا iLint" الرائدة في ألمانيا
0 تعليق