صحفيون ينصحون زملاءهم الأميركيين لمواجهة تآكل حرية التعبير - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نقل معهد بوينتر للصحافة مجموعة من رسائل صحفيين من جميع أنحاء العالم تضمنت نصائح عملية لزملائهم الأميركيين، لمواجهة التآكل المتزايد لحرية الصحافة في الولايات المتحدة، وحذر الصحفيون المشاركون من أن حقوق الصحافة تختفي ببطء، ثم ستختفي دفعة واحدة ما لم يتم الدفاع عنها في وقت مبكر.

وفي تقريرها السنوي "مؤشر حرية الصحافة في العالم" تدق مؤسسة "مراسلون بلا حدود" ناقوس الخطر، محذرة من تراجع الحكومات والسلطات السياسية في أداء مسؤولياتها لضمان مناخ جيد للصحافة، والإيفاء بحق الجمهور في الحصول على أخبار ومعلومات موثوقة ومستقلة ومتنوعة، في حين تشير استطلاعات أخرى إلى أن الصحفيين أعربوا عن قلقهم إزاء تزايد الرقابة الحكومية وتراجع الحماية من المضايقات.

تهديدات الصحافة تتسلل بهدوء

ووفق الصحفية الاستقصائية تانيا كوزيريفا، فإن الصحافة تعمل في الولايات المتحدة ضمن ظروف أكثر أمانا وحماية، لكن "الحرية معرضة للخطر"، وفق تقديرها.

وتضيف الصحفية -التي تراسل عددا من الصحف الأميركية من مقر إقامتها في العاصمة الأوكرانية كييف- أن التهديدات نادرا ما تأتي دفعة واحدة، مشيرة إلى أنها تتسلل بهدوء عبر سلسلة من المعوقات التي يواجهها الصحفي مثل وجود مصدر خائف جدا من التحدث، ومحرر يرفض نشر قصة لأنها "سياسية للغاية"، لافتة إلى أنه لا يمكن تجاهل ما وصفتها بـ"الشقوق الأولى"، فالصمت يبدأ ببطء ثم ينتشر بسرعة.

ما العمل لضمان "الصحافة الحرة"؟

وتقول أيمي ميتشل الكاتبة في معهد بوينتر إنه ولسوء الحظ يحدث هذا في جميع أنحاء العالم.

وتساءلت ميتشل -التي تدير مركز الأخبار والتكنولوجيا والأخبار (سي إن تي آي)- ماذا يجب أن نفعل لضمان الحفاظ على صحافة حية وحرة في أميركا؟

وأشارت إلى أن الإجابات تضمنتها سلسلة "رسائل من الميدان" التي عمل عليها المركز وشملت صحفيين أجانب يعملون في أفغانستان وكينيا وصربيا ونيجيريا ولبنان وسوريا وغواتيمالا ودول أميركية لاتينية أخرى.

مؤشر حرية الصحافة في العالم يشير إلى تراجع الحكومات والسلطات السياسية في أداء مسؤولياتها لضمان مناخ جيد للصحافة، والإيفاء بحق الجمهور في الحصول على أخبار ومعلومات موثوقة ومستقلة ومتنوعة.

بواسطة مراسلون بلا حدود

وقد اتفق الصحفيون المشاركون على جملة من الأمور، من بينها إجراءات الحكومات لقمع حرية التعبير، وتطبيع المراقبة، والتضليل الإعلامي، وغيرها من التكتيكات الرامية إلى إحداث استقطاب بين الناس وإسكات الصحافة عبر الوسائل البيروقراطية أو الرقابة الذاتية بدافع الخوف، وفق ميتشل.

إعلان

كما تضمنت هذه الرسائل السبل التي يمكن للصحفيين اتباعها للرد على ذلك، ومن بينها الإرادة القوية على مواصلة العمل الصحفي.

لكن أحد الأمور المتفق عليها والأكثر شيوعا كان التكاتف وتعزيز الروابط العالمية عبر بناء جسم داعم موحد لتبادل البيانات والمعلومات الأخرى، بالإضافة إلى العمل الجماعي من أجل إيجاد أساليب جديدة وعملية لنقل الأخبار إلى من يحتاجها.

إستراتيجيات لحماية غرف الأخبار في المكسيك

فعلى سبيل المثال، كتبت رئيسة لجنة حرية الصحافة والمعلومات في رابطة الصحافة الأميركية مارثا راموس "على الرغم من التهديدات العديدة التي يواجهونها فإن الصحفيين في المكسيك وجميع أنحاء أميركا اللاتينية يتمكنون من الاستمرار في عملهم، لقد تعلمنا إستراتيجيات جديدة لحماية عملنا وغرفنا الإخبارية وأنفسنا، كما أن للجمعيات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية دورا كبيرا في تسليط الضوء على أي تهديدات جديدة تظهر".

طرق مبتكرة للتواصل مع الجمهور

أما الصحفية السورية لينا الشواف وزميلة مختبر نيمان 2025 في جامعة هارفارد فحثت الصحفيين على إيجاد طرق مبتكرة للتواصل مع الجمهور من خلال الفكاهة أو سرد القصص التفاعلية.

مع تزايد التهديدات القانونية والتحديات المتزايدة لحرية الصحافة، انظروا إلى أولئك الذين عاشوا بالفعل أسوأ الأوقات، الخبرة توفر التحذير والأمل

بواسطة خوسيه كارلوس زامورا

وأضافت الشواف -التي تعمل مديرة تنفيذية لإذاعة روزانا- لا بد من تنفيذ تدابير الأمن الرقمي لحماية الصحفيين ومصادرهم، بالإضافة إلى "العمل معا من أجل ما تعتقدون أنه صواب"، مؤكدة أن هذا النوع من الصداقة وبناء المجتمع يوفر مساحة آمنة لتبادل الخبرات والمخاوف الواقعية وطرق التغلب على التهديدات.

إستراتيجيتان للبقاء: الشجاعة والمجتمع

وأشار دابو أولورونيومي ناشر منصة الأخبار الاستقصائية الرائدة في نيجيريا بريميوم تايمز إلى أنه و"في أحلك وأعنف لحظات التجربة الاستبدادية في نيجيريا نجحت إستراتيجيتان للبقاء: الشجاعة والمجتمع".

ولفت إلى أهمية شجاعة الصحفيين والناشرين، مؤكدا على أنه في مواجهة جميع مساعي الدولة لتقويض الصحافة كان دعم المجتمع هو الأكثر طمأنينة.

شبكات جماعية لرفع صوت الصحفيين

ومؤكدا على فكرة أن الصحفيين أقوى عندما يساعدون بعضهم البعض، أوضح خوسيه كارلوس زامورا من لجنة حماية الصحفيين -والذي قضى والده أكثر من ألف يوم معتقلا في غواتيمالا- أنه "مع تزايد التهديدات القانونية والتحديات المتزايدة لحرية الصحافة انظروا إلى أولئك الذين عاشوا بالفعل أسوأ الأوقات، الخبرة توفر التحذير والأمل"، موصيا بأهمية بناء شبكات جماعية للدعم المتبادل ورفع صوت الصحفيين.

وقالت الكاتبة أيمي ميتشل إنه في النهاية هذا ما ينبغي فعله للحفاظ على حرية الصحافة، وهو الاستمرار في نقل الأخبار ورواية القصص المؤثرة ومساءلة من هم في السلطة.

وختمت ميتشل بقول الصحفي الكيني جيمس أوكونغو الحائز على العديد من الجوائز وزميل نيمان 2025 في جامعة هارفارد "في المناخ الحالي الذي يتسم بالاستقطاب يجب على الصحفيين الدفاع عن الحقيقة، والترفع عن الحزبية لتقديم تقارير محايدة ومبنية على المساءلة، لا ينبغي أبدا الخلط بين محاسبة السلطة وتعزيز أجندة سياسية، فهي خدمة للمصلحة العامة".

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق