عاجل

"معاليه أدوميم" مستوطنة شرق القدس اقترحها جنرال إسرائيلي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

مستوطنة "معاليه أدوميم" واحدة من كبرى مستوطنات الضفة الغربية. شُيدت على أجزاء كبيرة من أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس الفلسطينيتين، على بعد 7 كيلومترات شرق القدس المحتلة.

تقع المستوطنة على امتداد الطريق السريع رقم 1 الذي يصلها بالقدس ومنطقة تل أبيب الكبرى. وبين الحين والآخر يتردد اسمها على لسان قادة الاحتلال الإسرائيلي داعين لضمها وإعلان السيادة الإسرائيلية عليها، كما اعتبرها الاحتلال وسيلة إستراتيجية لتأمين "حدوده" الشرقية للقدس.

الموقع

تقع مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية، وتمتد على الطريق التاريخي الرابط بين القدس المحتلة ومدينة أريحا على بعد 7 كيلومترات شرق القدس.

بُنيت المستوطنة فوق أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس، وتمتد على أكثر من 48 ألف دونم (1 دونم= ألف متر مربع)، وهي واحدة من كبريات مستوطنات الضفة الغربية.

يعيش فيها أكثر من 40 ألف مستوطن، وهي محاطة من الغرب باتجاه القدس ببلدات العيزرية وأبو ديس والعيساوية، التي صودرت منها مساحات واسعة لمصلحة معاليه أدوميم.

وتحتل المستوطنة من الشمال بلدة عناتا وأراضي تابعة للعيزرية والطور وكذلك مخيم شعفاط، ويحدها جدار الفصل الإسرائيلي الذي يفصل القدس عن هذه القرى.

مستوطنة "معاليه أدوميم" شيدت على أجزاء كبيرة من أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس الفلسطينيتين (غيتي)

وتحدها من الشرق باتجاه أريحا أراض شبه صحراوية تمتد نحو وادي القلط والبحر الميت، وهي أراض تنتشر فيها تجمعات بدو الجهالين الذين عانوا من الإخلاء المتكرر بسبب توسع المستوطنة.

وتقع إلى الجنوب منها بلدتا السواحرة الشرقية والشيخ سعد، وصولا إلى منطقة السواحرة والطرق المؤدية إلى بيت لحم، كما يمر الطريق رقم 1 (القدس-أريحا) بمحاذاتها شرقا.

بلغ عدد سكان المستوطنة حتى عام 2005 نحو 32 ألف نسمة، ويعمل معظمهم في القدس والمناطق المحيطة بها، وتضم العديد من المدارس والمراكز المجتمعية والمجمعات الرياضية، إضافة إلى مكتبة عامة ومجموعة كاملة من خدمات الطوارئ.

أصل التسمية

يعود اسم المستوطنة إلى مصعد العقبة الحمراء، وهو الطريق الصاعد عبر أرض تغلب عليها الصخور الحمراء، وترجمت هذه التسمية إلى العبرية بـ"معاليه أدوميم"، في إشارة إلى ألوان التربة والصخور التي تميز المنطقة.

السياق التاريخي

كانت الأرض التي شيدت فيها مستوطنة معاليه أدوميم جزءا من الدولة العثمانية ثم خضعت بعد ذلك للانتداب البريطاني، وفي عام 1947 أصبحت تحت السيطرة الأردنية، وظلت كذلك حتى حرب نكسة عام 1967 حين استولت عليها إسرائيل.

إعلان

وأنشئت مستوطنة معاليه أدوميم عام 1975، وكانت المنطقة عبارة عن صحراء غير مأهولة. ومنحت المستوطنة مكانة "مدينة" عام 1991، وهي مقسمة إلى أحياء مختلفة، لكل منها طابع خاص به.

MA'ALE ADUMIM, WEST BANK - JANUARY 16: : Houses part of the largest Israeli settlement of Ma'ale Adumim are seen on a hillside on January 16, 2017 in Ma'ale Adumim, West Bank. 70 countries attended the recent Paris Peace Summit and called on Israel and Palestinians to resume negotiations that would lead to a two-state solution, however the recent proposal by U.S President-elect Donald Trump to move the US embassy from Tel Aviv to Jerusalem and last month's U.N. Security Council resolution condemning Jewish settlement activity in the West Bank have contributed to continued uncertainty across the region. The ancient city of Jerusalem where Jews, Christians and Muslims have lived side by side for thousands of years and is home to the Al Aqsa Mosque compound or for Jews The Temple Mount, continues to be a focus as both Israelis and Palestinians claim the city as their capital. The Israeli-Palestinian conflict has continued since 1947 when Resolution 181 was passed by the United Nations, dividing Palestinian territories into Jewish and Arab states. The Israeli settlement program has continued to cause tension as new settlements continue to encroach on land within the Palestinian territories. The remaining Palestinian territory is made up of the West Bank and the Gaza strip. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
مستوطنة "معاليه أدوميم" تعود فكرة إنشائها إلى اقتراح قدمه الجنرال الإسرائيلي إيغال آلون عام 1968 (غيتي)

وتعود الفكرة الأولى لإنشاء مستوطنة معاليه أدوميم باعتبارها "نقطة إستراتيجية" شرق القدس إلى اقتراح قدمه الجنرال الإسرائيلي إيغال آلون عام 1968.

كان الاقتراح يقضي بأن تبنى مستوطنة لفصل القدس عن محيطها الفلسطيني والسيطرة على الطريق الحيوي بين القدس المحتلة وأريحا، وربطها بالبحر الميت وغور الأردن.

وقد مهدت هذه الفكرة الطريق لاحقا لإنشاء "معاليه أدوميم" باعتبارها جزءا من "الحزام الشرقي" للقدس. وفي أغسطس/آب 1974، شرعت مجموعة صغيرة من المستوطنين بقيادة يسرائيل كليلي في بناء نقطة استيطانية تجريبية شرق القدس في قرية الخان الأحمر.

شكلت تلك البؤرة النواة الأولى لمعاليه أدوميم، واتخذت رسميا صفة "معسكر عمل لطلاب المدارس الدينية والعائلات الشابة"، غير أنها كانت في الحقيقة البداية العملية للمشروع الاستيطاني.

أسهم كليلي في إقناع حكومتي غولدا مائير ثم إسحاق رابين بضرورة السيطرة المباشرة على التلال الشرقية للقدس، وواجه المشروع معارضة من أحزاب يسارية رأت أن إنشاء مدينة استيطانية شرق القدس يتجاوز المنطق الأمني ويشكل خطوة ضم فعلية تستفز المجتمع الدولي.

أما السياسي اليساري يوسي سريد، الذي عُرف بمواقفه الداعية إلى المفاوضات مع الفلسطينيين وحل الدولتين على أساس حدود 1967، فقد وصف المستوطنة بأنها "خنجر في قلب الدولة الفلسطينية"، وصوّت ضد ميزانيات توسعتها وضد مخطط "إي1" الاستيطاني.

وفي مارس/آذار 1975 صدر مرسوم وزاري بمصادرة ما بين 36 و40 كيلومترا مربعا من أراضي القرى الفلسطينية المحيطة لتوسيع نطاق المستوطنة.

وفي أواخر تسعينيات القرن الـ20 هجرت سلطات الاحتلال نحو 1050 فردا من بدو الجهالين من الأراضي التي ضُمت لتصبح جزءا من المستوطنة.

واستخدم الاحتلال أساليب ضغط قسرية مثل قطع أنبوب للصرف الصحي في "معاليه أدوميم" لتصريف مياه المجاري نحو خيام البدو المقامة على المنحدرات، مما أدى إلى إغراقها وإجبار السكان على الرحيل.

خطة عمرانية

في عام 1981 حصلت "معاليه أدوميم" على وضع مجلس محلي رسمي، مما منحها هيئة حكم ذاتي محلية بدلا من كونها مجرد تجمع مدني تابع لوزارة الإسكان أو الحكومة.

وأثناء ذلك، صادرت إسرائيل أراضي من القرى الفلسطينية لبناء المستوطنة، شملت 4217 دونما من العيزرية و1031 دونما من أبو ديس و406 دونمات من قرية الزعيم و200 دونم من قرية العيساوية.

لاحقا بدأ الاحتلال يبحث عن آلية توسيع وتطوير للمنطقة، وحظي مشروع التطوير في شرق "معاليه أدوميم" بدعم رئيس أركان الجيش آنذاك أرييل شارون.

ونفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تكون خطة التوسع عام 2007 انتهاكا لخارطة طريق السلام التي وافقت إسرائيل بموجبها على تجميد جميع أعمال البناء في المستوطنات.

إعلان

وفي عام 2008 واصلت حكومة الاحتلال توسيع المستوطنة، وصادقت على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في "معاليه أدوميم"، ضمن خطة المشروع الاستيطاني "إي1" التي تهدف إلى توسيع المستوطنة وربطها بالقدس وعزل شمالها عن جنوبها.

في مارس/آذار 2017 أصدرت إسرائيل 42 أمرا بهدم أبنية في قرية الخان الأحمر الواقعة في المنطقة "إي 1″، وفي صيف 2025 أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مصادقته على تمويل ذلك المخطط الاستيطاني القديم لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم بأكثر من 3400 وحدة سكنية جديدة.

وحذر محللون وسياسيون من أن تلك الخطة تقوض نهائيا إمكانية قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، وتحول الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى معازل منفصلة تشبه نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) في جنوب أفريقيا.

المصدر: الجزيرة + الصحافة الفلسطينية + مواقع إلكترونية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق