ندخل عالم من النقاوة والطهارة عندما نقترب من سيرة السيدة العذراء مريم، حيث يتجلى الإيمان في أصفى صوره، فهي لم تكن مجرد أم للمسيح، بل صارت مثالًا حيا للطاعة الكاملة والمحبة الصادقة.

صوم العذراء مريم
تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام صوم السيدة العذراء مريم، والذي بدأ في 7 أغسطس الجارى ويستمر حتى 21 من الشهر نفسه، ليختتم بالاحتفال بعيد العذراء في 22 أغسطس، أحد أهم الأعياد الكنسية والشعبية في مصر.
ويُعد صوم العذراء من الأصوام المحببة لدى الأقباط، إذ يلتزم خلاله الصائمون بالانقطاع عن المأكل الحيواني والاعتماد على الأطعمة النباتية، مع تكثيف حضور القداسات اليومية التي تقيمها الكنائس لرفع الصلوات والتسابيح المخصصة للسيدة العذراء.
وتشهد الكنائس والأديرة خلال هذه الفترة إقبالًا واسعًا من المصلين، حيث تتزين المذابح بأيقونات العذراء مريم، فيما تُرفع البخور وتتلى التراتيل التي تمجّد ألقابها مثل "الحمامة الحسنة" و"السماء الثانية"، في أجواء روحية تعكس محبة الأقباط العميقة لوالدة الإله.

نهضات روحية
كما تتخلل فترة الصوم نهضات روحية تمتد على مدار أسبوعين في الكنائس الكبرى، حيث يشارك الكهنة والشعب في أمسيات تراتيل وتأملات عن فضائل العذراء مريم، ودورها في حياة الإيمان المسيحي. وتبرز في هذه المناسبة عادات شعبية مثل النذور، وإضاءة الشموع أمام صور العذراء، وزيارات الأديرة التاريخية خاصة دير درنكة بأسيوط، الذي يستقبل آلاف الزوار من مختلف المحافظات.

مكانتها الفريدة
ويؤكد رجال الكنيسة أن صوم العذراء يمثل فرصة للتوبة والتجديد الروحي، ويعكس مكانتها الفريدة كأم المسيح وأم الكنيسة، إذ يحرص الأقباط على الالتزام بتعاليمه حتى الاحتفال بعيدها في 22 أغسطس، حيث تُقام القداسات الكبرى وتُختتم فترة الصوم بأجواء مبهجة تحمل معاني السلام والإيمان.

0 تعليق