ترامب يقطع اجتماعاته مع زعماء أوروبا ليتصل بصديقه في الكرملين.. لماذا؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في خطوة مفاجئة كشفت عن مدى تشابك الملفات الدولية وتعقيدها، قطع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، اجتماعًا في البيت الأبيض مع عدد من القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. 

وجاءت هذه المكالمة في ظل مساعٍ حثيثة للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين، وسط تباين في المواقف الأوروبية والأميركية بشأن آليات التفاوض وأولوياته.

اتصال مباشر مع بوتين

بحسب وكالة فرانس برس، أجرى ترامب اتصالًا استمر نحو 40 دقيقة مع بوتين، في وقت كان يستضيف فيه قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا إلى جانب المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي. وتناولت المكالمة المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف، حيث عبّر ترامب بعدها عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية تحقيق السلام، مؤكدًا أن روسيا أبدت استعدادًا لقبول ضمانات أمنية لأوكرانيا.

زيلينسكي يشدد على رفض التنازلات

في بداية الاجتماع الموسع مع القادة الأوروبيين، وصف زيلينسكي محادثاته مع ترامب بأنها "الأفضل"، لكنه شدد على أنه من المستحيل التنازل عن أي أراضٍ أوكرانية لروسيا. وأعرب عن امتنانه للجهود الأميركية، مشيدًا بمبادرة ترامب لوقف الحرب، في وقت حرص الرئيس الأميركي على إظهار أجواء ودية، حتى أنه أثنى على ملابس زيلينسكي التي أثارت سابقًا انتقادات من أنصاره.

خلافات أوروبية حول الأولويات

ورغم الأجواء الودية التي سادت اللقاء، برزت أصوات أوروبية متحفظة، أبرزها المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي شدد على ضرورة وقف إطلاق النار قبل البدء بمفاوضات سلام، وهو ما لا يعتبره ترامب شرطًا أساسيًا. من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار، وطالب بمشاركة الأوروبيين في أي مفاوضات مستقبلية تجمع الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.

دور الناتو والمفوضية الأوروبية

شهد البيت الأبيض مشهدًا دبلوماسيًا غير مسبوق بحضور الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى جانب قادة بريطانيا وإيطاليا وفنلندا وفرنسا وألمانيا. وقد أكد الحاضرون دعمهم لزيلينسكي وموقف أوكرانيا، فيما جدّد الرئيس الأوكراني قبل الاجتماع رفضه "مكافأة روسيا على غزوها"، محذرًا من أي تسوية على حساب وحدة أراضي بلاده.

الضمانات الأمنية ومستقبل التسوية

ترامب أكد للقادة الأوروبيين أن الولايات المتحدة ستشارك في توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق، واعدًا بتوفير "حماية جيدة للغاية"، مع الإشارة إلى أن هذه الضمانات يجب أن تكون خارج إطار حلف الناتو حتى تقبل بها موسكو. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير عن أن ترامب أيّد مقترحًا روسيًا يقضي بتنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتجميد الجبهة في خيرسون وزابوريجيا، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية قبول أوكرانيا وأوروبا بهذا الطرح.

أفق السلام المعلق

مع استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا، بما في ذلك ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، يظل طريق السلام مليئًا بالعقبات. وبينما يحاول ترامب تقديم نفسه كوسيط قادر على إنهاء الحرب، تصر كييف على وحدة أراضيها وترفض أي تسوية تقوم على التنازل، فيما تتمسك أوروبا بضرورة إشراكها في مسار التفاوض. وبين هذه المواقف المتباينة، تبقى آفاق إنهاء النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية معلقة بانتظار توافق لم يتبلور بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق