بعد ما يقارب 30 عاما على آخر مرة سلّم فيها كوينتن تارانتينو سيناريو من تأليفه لمخرج آخر -منذ فيلم "من الغسق حتى الفجر" (From Dusk Till Dawn) الذي أخرجه روبرت رودريغيز- يعود تارانتينو اليوم لتكرار التجربة.
فقد أسند مهمة إخراج فيلمه الجديد "مغامرات كليف بوث" (The Adventures of Cliff Booth) إلى المخرج ديفيد فينشر، ليعيد تقديم شخصية كليف بوث، دوبلير المشاهد الخطرة التي جسدها براد بيت في فيلم "حدث ذات مرة في هوليود" (Once Upon a Time in Hollywood). وقد عبّر تارانتينو عن ارتياحه الكبير لهذا الاختيار، مؤكدا أن فينشر هو الأنسب لقيادة المشروع.
رغم أنه كتب السيناريو بنفسه، فإن كوينتن تارانتينو قرر عدم العودة خلف الكاميرا لإخراج الجزء الجديد. وقد برّر ذلك برغبته في تجنب تكرار نفسه أو إعادة السير على أرض سبق أن خطاها، وهو ما أفقده الحماس -بحسب ما صرّح في حوار مع بودكاست The Church of Tarantino- موضحا "فيلمي الأخير يجب أن يكون تجربة لا أعرف فيها ما الذي أفعله مجددا. يجب أن أكون في أرض غير مطروقة."
كما أشار تارانتينو إلى أن براد بيت كان له دور أساسي في جمعه مع المخرج ديفيد فينشر حول المشروع الجديد، حيث إن بيت تعاون سابقا مع فينشر في أفلام بارزة مثل "سبعة" (Se7en) و"حالة بنجامين بوتون الغريبة" (The Curious Case of Benjamin Button)، فكان حلقة الوصل بينهما. وأضاف تارانتينو أن بيت أبدى حماسه الكبير للعودة إلى شخصية كليف بوث، مؤكدا استعداده الكامل للمشاركة في أي مشروع يعيد هذه الشخصية إلى الشاشة.
المخرج الحاصل على الأوسكار اعتبر أن وجود ديفيد فينشر على رأس المشروع هو الخيار الأمثل الذي أتاح له الحفاظ على رغبته بأن يكون فيلمه العاشر والأخير تجربة مختلفة، مؤكدا أن تسليم عالم كليف بوث إلى مخرج آخر منحه راحة وحرية أكبر لمتابعة خططه الفنية المقبلة، موضحا أن الأحداث في الجزء الجديد تدور بعد 8 سنوات من فيلم "حدث ذات مرة في هوليود" لذلك تحتاج إلى رؤية خاصة، لذلك فـإن فينشر هو الشخص القادر على تقديمها بالشكل المطلوب.
إعلان
أوضح تارانتينو أن قبول ديفيد فينشر بتحويل نص من تأليفه إلى فيلم يعكس قدرا كبيرا من الجدية والاحترام لكتاباته، وهو ما يمنحه ثقة إضافية في المشروع. وأضاف أنه، رغم ابتعاده عن كرسي الإخراج هذه المرة، سيظل قريبا من سير العمل ومستعدا للانضمام إلى الفريق متى دعت الحاجة، مؤكدا أنه لن يتردد في التدخل إذا طُلبت مساهمته في أي مرحلة من مراحل التصوير.
وأشار المخرج البالغ من العمر 62 عاما إلى أن ترك مهمة الإخراج يتيح له هذه المرة إبراز موهبته ككاتب دون أن يطغى حضوره كمخرج على العمل. ولفت إلى أن الجمع بين الكتابة والإخراج في معظم مشاريعه السابقة جعله لا ينال التقدير الكافي ككاتب مستقل، حيث ينظر البعض إلى نصوصه على أنها مجرد أعمال يكتبها ليخرجها بنفسه، وهو ما يقلل من قيمة جهده الإبداعي في مجال الكتابة.
وخلال البودكاست اعتبر أن "حدث ذات مرة في هوليود" هو فيلمه المفضل بين أفلامه، بينما اعتبر فيلم "الأوغاد الملعونون" (Inglourious Basterds) هو أفضل أفلامه، في حين يرى أن فيلم "اقتل بيل" (Kill Bill) هو الفيلم الكوينتيني الأسمى، لأنه لا أحد غيره كان يمكن أن يصنعه، واصفا إياه بالفيلم الذي ولد ليقدمه. وأضاف أن كل تفاصيله مستمدة من خياله وميوله وشغفه وهوسه.
في سياق متصل يستمر حاليا تصوير الجزء الجديد "مغامرات كليف بوث" حيث التقطت عدسات المصورين براد بيت وهو يعود للظهور بزي الشخصية المميز الذي ارتبط بكليف بوث. ورغم انطلاق التصوير، لم تكشف نتفليكس حتى الآن عن موعد الطرح الرسمي للفيلم على منصتها.
0 تعليق