إرنست ديفيد بيرغمان يهودي ألماني أسس البرنامج النووي الإسرائيلي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

عالم كيميائي إسرائيلي، ولد عام 1903 وتوفي عام 1975. أسس معهد وايزمان للعلوم والمعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية، ووضع اللبنات الأولى للبرنامج النووي الإسرائيلي، ومنحته إسرائيل العديد من الجوائز الأكاديمية والتقديرية، وأطلقت اسمه على معهد دفاعي ولقب بـ"أبو البرنامج النووي الإسرائيلي".

المولد والنشأة

ولد إرنست ديفيد بيرغمان يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 1903 بمدينة كارلسروه جنوب غربي ألمانيا، ونشأ في كنف عائلة يهودية متدينة ومكونة من 8 أطفال.

كان والده يهوذا بيرغمان حاخاما وكاتبا معروفا في الشؤون اليهودية، وحرص على تعزيز اهتمام ابنه بالمعتقدات اليهودية، وكان له دور محوري في صقل شخصيته.

تزوج مرتين، الأولى عام 1929 بالدكتورة في علم الكيمياء أوتيليا بلوم، وهي يهودية من فيينا وتوفيت بسرطان العظام في مايو/أيار 1937، أما زوجته الثانية فهي هاني إيتين وقد تزوجها عام 1952 وتوفيت عام 1999.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدارس الألمانية، ثم التحق بجامعة هومبولت في برلين طالبا في قسم الكيمياء.

وفي سنة 1927 حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة برلين، وكانت أطروحته عن البحث في الروابط المزدوجة في المركبات العضوية باستخدام المعادن.

بين عامي 1928 و1933 نشر أكثر من 70 بحثا في مواضيع متنوعة في الكيمياء، ركز فيها على آليات البلمرة والهيدروكربونات غير المشبعة وتفاعليتها، وإعادة ترتيب الجزيئات.

وغطت أعماله الكيميائية مجالات واسعة، منها المركبات العطرية المتعددة الحلقات، والعوامل المسرطنة، والمركبات العضوية للفلزات القلوية، وإضافة الصوديوم إلى الروابط المزدوجة، واستخدام عزم ثنائي القطب الجزيئي، وإعادة ترتيب الجزيئات، والكيمياء الضوئية، والتركيب الكيميائي للكلورامفينيكول، وكيمياء الحشرات، والمبيدات الحشرية.

كما درس بيرغمان بالتفصيل أطياف الأشعة تحت الحمراء للمركبات المفلورة.

المناصب والمسؤوليات

بفضل أبحاثه في الكيمياء الفراغية، عيّن محاضرا في جامعة برلين، ومساعدا رئيسيا لمشرفه السابق البروفيسور فيلهلم شيلين.

في أبريل/نيسان 1933 صدر قانون في ألمانيا يحظر على الأشخاص من أصل العرق غير الآري تولّي مناصب حكومية، فطرد بيرغمان من جامعة برلين، فدفعه ذلك إلى كتابة رسالة إلى رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وقتئذ حاييم وايزمان، يطلب فيها ترشيحه لشغل منصب في قسم العلاج الكيميائي بالجامعة العبرية في القدس، ليتبين له لاحقا أن خبر الإعلان عن تأسيس القسم لم يكن سوى شائعة.

إعلان

في يناير/كانون الثاني 1934، هاجر بيرغمان إلى فلسطين برفقه 40 عالما يهوديا غادروا ألمانيا النازية، وفور وصوله عرض عليه وايزمان تولي منصب المدير العلمي لمعهد وايزمان للعلوم، الذي كان قيد الإنشاء آنذاك في مستوطنة رحوفوت.

في سنواته الأولى، ركز بيرغمان من خلال عمله برفقة زوجته أوتيليا على الاحتياجات الفورية لليهود، لذلك ركزت أبحاثه على الزراعة والنباتات بالتعاون مع محطة التجارب الزراعية التابعة للوكالة اليهودية.

انضم مبكرا إلى منظمة الهاغاناه العسكرية، وتحديدا في القسم العلمي منها، ومثل الذراع الأيمن لوايزمان الذي عينه في نوفمبر/تشرين الثاني 1949 مديرا لمعهد وايزمان للعلوم.

شارك في تأسيس فيلق العلوم في الجيش الإسرائيلي، ووضع مع عدد من العلماء اللبنات الأولى للمشروع النووي الإسرائيلي.

وبفعل صداقته القوية مع رئيس الوزراء وقتئذ ديفيد بن غوريون، عين مستشارا علميا له، ومديرا علميا لدائرة العلوم في الجيش الإسرائيلي.

إضافة إلى ذلك، عينه بن غوريون في لجنة لتقديم المشورة للحكومة الإسرائيلية بشأن أفضل السبل لتحسين تدريب العلماء الإسرائيليين الأكفاء في المستقبل وتوفيرهم.

عين لاحقا في منصب رئيس قسم البحث والتخطيط في وزارة الجيش الإسرائيلي، وفي 13 يونيو/حزيران 1952 أسس هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية وعُين رئيسا لها، ومن ثم رئيسا للمجلس الإسرائيلي لاستكشاف الفضاء.

وفي عام 1953 عمل أستاذا للكيمياء العضوية في الجامعة العبرية بالقدس، فضلا عن شغله منصب نائب رئيس الجامعة، وإشرافه على طلبة الدراسات العليا في معهد إسرائيل للتكنولوجيا (التخنيون) في حيفا.

وفي عام 1959 انتخب عضوا في الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم، وفي الفترة من عام 1968 إلى عام 1974 شغل رئاسة قسم العلوم الطبيعية في الأكاديمية نفسها.

وفي عام 1969 ترأس لجنة التخطيط الطويل الأمد في مكتب كبير العلماء بوزارة الجيش الإسرائيلي، كما شارك على مدار حياته في مشاريع دفاعية في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

البرنامج النووي الإسرائيلي

كان لبيرغمان دور بارز في إقناع بن غوريون بأن الطاقة النووية هي المفتاح لتفوق إسرائيل في المنطقة، كما كانت لديه قناعة بأن ما تعرف بـ"مذبحة الهولوكوست" تبرر اتخاذ إسرائيل "جميع الخطوات التي تضمن لها بأن تصبح قوة نووية".

ودفعت تلك الأفكار بيرغمان إلى وضع اللبنات الأولى للبرنامج النووي الإسرائيلي وإرساء قدرات إسرائيل في مجال الحرب البيولوجية.

وفي سبيل ذلك، أقنع بن غوريون بتقديم الدعم الحكومي لإرسال 6 فيزيائيين إسرائيليين شباب إلى الخارج لتلقي تدريب متقدم في الفيزياء النظرية والنووية في جامعات أميركية وأوروبية مختلفة، تحت رعاية البرنامج الأميركي آنذاك "الذرة من أجل السلام" الذي أُطلق أول مرة في أواخر عام 1953.

كما سافر بيرغمان لأجل ذلك إلى العديد من دول العالم، أبرزها الولايات المتحدة. ففي أواخر عام 1954 ترأس وفدا إسرائيليا للتفاوض مع لجنة الطاقة الذرية الأميركية لبناء مفاعل نووي إسرائيلي، ونجحت جهوده في ذلك ببناء مفاعل نحال سوريك، وذلك في عام 1960.

إعلان

وأسس معهد البحوث البيولوجية في نس تسيونا، الذي تولت شعبة البحوث بالجيش الإسرائيلي إدارته وتمويله، وتركزت المهمة الأساسية للمعهد في إعداد أبحاث ودراسات علمية وأمنية في مجالات البيولوجيا والكيمياء وعلوم البيئة.

وشارك أيضا في تأسيس معهد أبحاث الصحراء في النقب (معهد ديمونة)، وفي نهاية خمسينيات القرن العشرين كان له دور فعال في شراء الماء الثقيل للبرنامج النووي الإسرائيلي من النرويج.

وتكريما لجهوده أطلق عليه لقب "أبو البرنامج النووي الإسرائيلي"، كما أشاد وايزمان في سيرته الذاتية به قائلا إنه "عاش وعمل من أجل أرض إسرائيل، ومن أجل أرض إسرائيل فقط".

الجوائز والأوسمة

حصل بيرغمان على عدد من الجوائز والأوسمة لقاء إنجازاته في مجال علوم الكيمياء وإسهاماته في تطوير السلاح البيولوجي والنووي في إسرائيل ومن بينها:

جائزة الدفاع الإسرائيلية عام 1958، وهي واحدة من أرفع الجوائز في إسرائيل، وتمنح سنويا للأفراد أو الكيانات تقديرا لأنشطة أسهمت في تعزيز أمن إسرائيل. حصل على الجائزة نفسها عام 1966 لإسهامه في إنشاء وتطوير نظام البحث الدفاعي منذ إعلان قيام إسرائيل. حصل على جائزة إسرائيل عام 1968، وهي أرفع جائزة أكاديمية وتقديرية في إسرائيل، وتمنح سنويا للأفراد والمؤسسات الذين قدموا إسهامات استثنائية في مجالات مختلفة، وقد منحت له تكريما لجهوده في مجال العلوم.

المؤلفات

نشر بيرغمان أكثر من 500 بحث علمي في الكيمياء، إضافة إلى كتابين، عن كيمياء مركبات الأسيتيلين وكيمياء المركبات العضوية، وكلاهما نشر عام 1948.

الوفاة

توفي إرنست ديفيد بيرغمان في 6 أبريل/نيسان 1975 بمدينة حيفا في إسرائيل، عن عمر ناهز 72 عاما، بسبب إصابته بمرض القلب وسرطان الرئة نتيجة التدخين المفرط.

أطلقت إسرائيل اسمه على "معهد ديفيد" وهو منشأة تعمل على تطوير أنظمة القتال المتقدمة وإنتاجها، خاصة القبة الحديدية ومقلاع داود.

كما يمنح معهد وايزمان للعلوم جائزة علمية سنوية أطلق عليها اسم "إرنست ديفيد"، تخليدا دور ديفيد بيرغمان في تأسيس المعهد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق