أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح الأربعاء، أنّ وحدات الدفاع الجوي اعترضت ودمّرت 42 طائرة مسيّرة “ذات جناح ثابت” أُطلقت من الجانب الأوكراني خلال الليل، وقالت إن عمليات الاعتراض جرت فوق تسعة أقاليم روسية.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الرسمية نصّ البيان، مؤكدةً أنّ الهجمات تأتي ضمن مسارح القتال الدائرة منذ أشهر داخل العمق الروسي.
وقدّمت منصّات إعلامية روسية تفصيلًا أوليًا للتوزيع الجغرافي للمسيّرات التي تم إسقاطها: 14 فوق إقليم فورونيج، و8 في تامبوف، و7 في كورسك، و5 في روستوف، إضافةً إلى مسيّرات فردية في أقاليم بريانسك وأوريول وسمولينسك وكراسنودار وليبيتسك. وتطابقت هذه الأرقام مع تحديثات منشورة لاحقًا على مواقع روسية مستقلّة نسبيًا، بينها “آر بي سي”، التي أشارت أيضًا إلى نشاطٍ ملحوظ للدفاعات في الأقاليم الغربية والجنوبية.
ولم تُسجّل، وفق السلطات المحلية في روستوف، خسائر بشرية أو أضرار كبيرة في حادثة واحدة على الأقل.
وفي تداعياتٍ مباشرة على النقل الجوي، فُرضت قيود مؤقتة ليلًا على حركة الطيران في مطارات سامارا وساراتوف، كما أُعلن صباحًا عن تعليق مؤقت للرحلات في فولغوغراد، بحسب الهيئة الفدرالية الروسية للطيران المدني (روسافياتسيا) وتقارير صحفية متقاطعة.
وتؤشر هذه الإجراءات إلى استمرار تواتر “التهديدات الجوية غير التقليدية” وتأثيرها على المرافق المدنية وسلاسل الإمداد.
ويأتي هذا التطور في سياقٍ أوسع من الضربات الجوية المتبادلة بين موسكو وكييف.
ففي المقابل، شهدت مدن أوكرانية خلال الساعات الأخيرة موجات جديدة من المسيّرات والصواريخ الروسية، وصفتها كييف بأنها من الأكبر في أغسطس، مع تسجيل أضرار في مرافق طاقة ومواقع لوجستية. كما أفادت تقارير منفصلة باشتعال حريق في منشأة وقود في أوديسا جرّاء هجمات ليلية.
ولا يمكن فصل التصعيد المتبادل بالطائرات المسيّرة عن محاولات الطرفين الضغط على العمق الاقتصادي والعسكري للآخر.
ولم يتسنَّ التحقق بشكل مستقل من كل تفاصيل الادعاءات الروسية بشأن عدد المسيّرات المُسقطة وتوزّعها الجغرافي ساعة نشر هذا التقرير، فيما عادةً ما يؤكد الجانبان أرقامًا متباينة حول الخسائر.
ووفقاً للصحف الروسية، يُظهر الإعلان الروسي—إذا تأكدت أرقامه—اتساع نطاق “حرب المسيّرات” وامتدادها إلى أبعد من خطوط التماس التقليدية، بما يفرض تكاليفٍ أمنية واقتصادية متزايدة، من تعطيل الملاحة الجوية إلى استنزاف منظومات الدفاع الجوي.
وفي غياب مؤشرات على تهدئة قريبة، تظل السماء ساحةً مفتوحةً للمواجهة التقنية والاستخباراتية، مع ما يحمله ذلك من مخاطر على المدنيين والبنية التحتية في ضفتي الصراع.
0 تعليق