عاجل

مستقبل صناعة المحتوى.. كيف تعيد الآلة تعريف الإبداع البشري؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في عصر أصبح فيه التغيير القاعدة لا الاستثناء، تصبح الأدوات التي نستخدمها مفتاح تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.

قبل بزوغ فجر الذكاء الاصطناعي، كان إنتاج المحتوى رحلة شاقة، تتطلب جهدا فرديّا كبيرا يجمع بين الإبداع، والتفكير النقدي، وساعات طويلة من البحث والكتابة والتنسيق. وكان الإبداع -إلى حد كبير- حكرا على من يمتلكون الخبرة والمعرفة العميقة.

أما اليوم، فقد تغيرت قواعد اللعبة.. لم يعد صانع المحتوى أسيرَ إمكاناته الذاتية أو وتيرة العمل التقليدية، بل بات يمتلك أدوات ذكية تسرّع توليد الأفكار، وتحلّل البيانات، وتكتب النصوص، وتصمم الصور، بل وتتفاعل مع الجمهور بطرق غير مسبوقة. لم تعد هذه الأدوات مجرد وسائل مساعدة، بل أصبحت شريكا حقيقيا في الإبداع، تفتح آفاقا جديدة، وتختصر المسافة بين الفكرة والتنفيذ.

This illustration photo shows a video of male TikTok influencer hammering his cheekbone, playing on a smartphone in a bathroom next to a bottle of hydrogen peroxide and a hammer in Los Angeles, April 11, 2025. Hankering for a perfectly angular jaw, a male TikTok influencer hits his cheekbones with a hammer -- part of the popular online looksmaxxing trend that promotes unproven and often dangerous techniques to boost sexual appeal. Looksmaxxing influencers -- part of an online ecosystem dubbed the
شركات كبرى تعتمد على تقنيات توليد اللغة الطبيعية لتحويل البيانات إلى مقالات وتقارير وحتى نشرات تسويقية بما يقلل وقت إنتاج المحتوى إلى النصف (الفرنسية)

كيف يبسّط الذكاء الاصطناعي إنشاء المحتوى للأعمال؟

مع دخولنا عام 2025، لم تعد أتمتة المحتوى بالذكاء الاصطناعي مفهوما مستقبليا، بل أصبح حلا عمليّا يعيد تعريف الصناعة. لقد غيّر الذكاء الاصطناعي بشكل جذري طريقة تعامل الشركات مع إنشاء المحتوى والتواصل.

ووفقا لتقرير حالة الذكاء الاصطناعي لعام 2025 من ماكينزي، فإن 73% من الشركات تستخدمه الآن في إنشاء المحتوى، مما أدى إلى فوائد ملموسة، مثل زيادة إنتاج المحتوى بمقدار أربعة أضعاف، وتقليل تكاليف الإنتاج بنسبة 60%، وتعزيز تخصيص المحتوى بحسب الجمهور والمنصة.

لكن السؤال الأهم هو: كيف يُترجم هذا التقدم إلى أدوات عملية يُمكن للمبدعين والمسوّقين ورواد الأعمال استخدامها يوميا؟

هذا ما سنكتشفه في هذا المقال، من خلال استعراض أبرز الطرق التي يُغير بها الذكاء الاصطناعي مشهد إنشاء المحتوى، بالإضافة إلى أفضل الأدوات التي تساعد على ذلك بكفاءة.

خمسة اتجاهات رئيسية لاستخدام للذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى عام 2025

رصد موقع فوربس (Forbes) في تقرير حواري مع عدد من صناع المحتوى والمدربين الرقميين؛ كيف أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي بمثابة محرك جديد للإبداع، لا تتيح للمبدعين العمل بسرعة أكبر فقط، بل بذكاء أكبر أيضا.

إعلان

وعند النظر إلى أبرز الاستخدامات الواقعية لهذه الأدوات في عام 2025، تتقاطع هذه التجارب مع ما كشفته تقارير الأعمال حول التحولات في مشهد صناعة المحتوى. وفيما يلي 5 اتجاهات رئيسية في هذا السياق:

1- توليد أفكار المحتوى.. "شات جي بي تي" و"توليد اللغة الطبيعية المتقدم"

لم تعد فكرة العصف الذهني حكرا على الورق الأبيض أو الاجتماعات المطولة، فأداة "شات جي بي تي" أصبحت منصة مرجعية لكثير من صناع المحتوى لتوليد أفكار متجددة لِحلقات البودكاست، والفيديو، أو منشورات السوشيال ميديا.

تشير بري بير، مدربة صناع المحتوى ومقدمة بودكاست "الازدهار لصناع المحتوى" (Thrive for Content Creator)، إلى أنها تستخدم "شات جي بي تي" كأرشيف ذكي لمحتواها السابق، حيث تُدخل المقالات ورسائل البريد ومواصفات جمهورها المستهدف، وتطلب من الأداة اقتراح أفكار تتماشى مع تلك البيانات، مما يساعدها على تطوير منشورات وإنشاء رسائل مخصصة تجذب عملاء جددا.

أما على المستوى المؤسسي، فتعتمد شركات كبرى على تقنيات توليد اللغة الطبيعية (NLG) لتحويل البيانات إلى مقالات وتقارير وحتى نشرات تسويقية، بما يقلل وقت إنتاج المحتوى إلى النصف. وهذه تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحوّل البيانات المنظمة إلى نص يشبه النص البشري، وصُممت لفهم السياق والفروق الدقيقة، والتكيف مع أصوات العلامات التجارية المختلفة، وتوليد نسخ متعددة من المحتوى.

2- صياغة عروض تقديمية وظهور إعلامي محترف

ذكاء الأتمتة لا يقتصر على الكتابة الإبداعية فقط، بل يمتد إلى صياغة محتوى تواصلي رسمي. تستخدم إيما كورتيز إليندت، صانعة محتوى ومقدمة بودكاست "الإصدار الإبداعي" (Creative Edition)، الأداة نفسها لصياغة عروض تقديمية تستهدف الظهور في وسائل الإعلام المحلية.

وقد ساعدها "شات جي بي تي" على إنشاء عرض أولي تواصلت به مع محطة "كينغ 5" في سياتل، مما مكنها من الظهور في أحد برامجها الصباحية. السرّ، كما تقول، هو تقديم معلومات دقيقة عن نفسك وهدفك، ليتمكن الذكاء الاصطناعي من مساعدتك بصيغة مخصصة ومقنعة.

وهذا ينسجم أيضا مع الاستخدامات المهنية لتقنيات توليد اللغة الطبيعية (NLG) في إعداد محتوى العلاقات العامة، والعروض التجارية، وحتى الخطابات الرسمية.

3- تسويق المحتوى البصري تلقائيا.. أداة "أوباس كليب" (Opus Clip) 

من الأدوات البصرية التي تساعد على إعادة توظيف المحتوى الطويل، برزت "أوباس كليب" (Opus Clip) كخيار مثالي لصناع البودكاست.

أوستن توسون، صانعة محتوى ومقدمة بودكاست "أنشئ واستهلك" (Create and Consume)، استخدمت الأداة لتوليد مقاطع "ريلز" تلقائيا من حلقاتها على يوتيوب، مع المحافظة على الهوية البصرية لعلامتها التجارية من خلال الإعدادات المسبقة (Presets). كما ساعدتها الأداة على تصنيف المقاطع حسب قوة الخطاف (Hook) ومدى رواج الموضوع.

ويواكب ذلك تطور أدوات الذكاء الاصطناعي في التصميم، حيث يمكن إنشاء صور وفيديوهات عالية الجودة، متوافقة مع الهوية البصرية، وتحليل اتجاهات السوق بصريا.

4- تحويل التدوينات إلى مقاطع تفاعلية 

كيلا واتكنز، خبيرة "بينترست" (Pinterest)، وجدت في "شات جي بي تي" وسيلة فعالة لتحويل محتوى المدونة إلى أفكار سريعة ومباشرة لمقاطع "ريلز" على "إنستغرام"، حيث تطلب من الأداة أن تحوّل فقرة معينة إلى 6 أفكار تشمل بداية جذابة ونقاطا مختصرة، يما يختصر أيامًا من إنتاج المحتوى إلى 3 ساعات فقط.

إعلان

5- تنظيم العمل والإنتاجية.. أدوات الإدارة والتحرير الذكي

في الجانب الإداري، تؤكد غابي بيكفورد، صانعة محتوى لموقع فوربس، أن أدوات مثل "ريكليم أي آي" (Reclaim AI) ساعدتها في تنظيم جدولها الشهري بدقة، خاصة أنها تعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

أما أداة "دسكريبت أي آي" (Descript AI)، فقد سهلت عليها إنتاج الفيديوهات من خلال التقطيع التلقائي، وإضافة الترجمة، وتصحيح الأخطاء، وهو ما مكنها من تقليص فريقها دون التأثير على الإنتاجية.

في المؤسسات، تتكامل هذه الأدوات مع أنظمة توزيع المحتوى وتتبع الأداء، بما يخلق بيئة إنتاجية ذكية تعمل بتنسيق وكفاءة عالية.

أتمتة المحتوى بالذكاء الاصطناعي تدفع نحو تحوّل غير مسبوق في تواصل الأعمال، بما يخلق مزيجًا سلسا من الإبداع البشري وكفاءة الذكاء الاصطناعي. هذا التعاون يسمح للشركات بإنشاء محتوى مخصص، ومؤثر، ومتسق، مع تقليل كبير في التكاليف والوقت. ولكن كيف لصناع المحتوى تبنّي هذا التحول بأنفسهم؟

تشات جي بي تي
"شات جي بي تي" أصبح منصة مرجعية لصناع المحتوى لتوليد أفكار متجددة لحلقات البودكاست والفيديوهات ومنشورات السوشيال ميديا (شترستوك)

أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحدث الفرق في إنشاء المحتوى

إذا كنت منشئ محتوى أو مسوقًا تتطلع إلى تحسين جودة وكفاءة المحتوى، فقد حان الوقت لاكتشاف الأدوات التي يوصي بها الخبراء، مثل مات وولف، خبير أدوات الذكاء الاصطناعي ومؤسس موقع "فيوتشر تولز" (Future Tools)، وهو منصة متخصصة في تجميع وتنظيم أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليًا.

يقول وولف: "إذا كنت صاحب عمل، والمحتوى هو عملك، وتبحث عن أكثر الطرق كفاءة لإخراج محتوى عالي الجودة إلى العالم، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي أمر لا غنى عنه. لا توجد طريقة لإنشاء المحتوى أكفأ من الاستفادة من بعض هذه الأدوات الموجودة، التي تُعتبر نوعا من الاختصار لإنشاء محتوى عالي الجودة حقا".

وبفضل تنفيذ إستراتيجي، يدير وولف قناة يوتيوب ناجحة ويُنتج محتوى ينافس فِرقًا كاملة من المبدعين باستخدام أدوات ذكية. إليك نظرة على الأدوات التي يعتمد عليها:

1- أدوات البحث الذكية

"بربليكسيتي" (Perplexity): ويُعدّ مزيجا من "شات جي بي تي" ومحرك بحث تقليدي، ويتميز بتقديم رؤى أعمق عبر تحليل مصادر متعددة وتلخيصها بشكل مفصل. وبعكس البحث في "شات جي بي تي" الذي يكتفي بملخصات سطحية، يوفر "بربليكسيتي" محتوى دقيقا وموثوقًا، متفوقا على ملخصات "غوغل" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تعرضت لانتقادات بسبب ضعف التحقق من المعلومات.الإصدار المجاني يتيح أبحاثا شاملة مع إعلانات، بينما يوفر الإصدار المدفوع مزايا مثل إزالة الإعلانات واختيار نماذج لغوية متقدمة مثل "كلود" و"جي بي تي-4″.في المجمل، النسخة المجانية تلبي معظم احتياجات المستخدمين، مع مزايا إضافية في الإصدار المدفوع دون اختلافات جوهرية في الوظائف. "غوغل جيميناي ديب ريسرش" (Google Gemini DeepResearch): إذ يوصي وولف بأداة "ديب ريسرش" (DeepReasearch) المتاحة ضمن خطة "غوغل جيميناي" المدفوعة (20 دولارا شهريًا)، للباحثين المتقدمين. وتحلل الأداة مئات المواقع دفعة واحدة، حيث استخدمها وولف لإعداد بحث من 12 صفحة حول الحوسبة الكمومية بعد تحليل 247 مصدرا.
كما أن تكاملها مع "غوغل درايف" يجعلها مثالية لمنشئي المحتوى الذين يحتاجون إلى تنظيم واستشهادٍ فعال بِمصادرهم.

2- أدوات توليد الصور

"ليوناردو" (Leonardo): وهي أداة متعددة الاستخدامات بتقنيات متميزة تتضمن نماذج متنوعة مثل "فلوكس" (Flux) للصور الفوتوريالية ،(Photorealism) و"فينيكس" (Phoenix) للصور الإبداعية، والتي يعتبرها وولف أفضل من "ميدجرني" (Midjourney)، وتتفوق في توليد صور تتضمن نصوصا، وتوفر أدوات تحسين تضيف واقعية وملمًسا إضافياً. ومن أبرز ميزاتها وضع "فلو ستايت" (Flow State)، الذي يتيح توليد تدفق مستمر من الصور بناء على وصفٍ بسيط. كما يولّد زر "مور لايك ذيس" (More Like This) تنويعات تدريجية، ويمكن الرجوع إلى سجل الإبداعات لتجريب مسارات جديدة. النظام يعتمد على أرصدة، حيث يكفي 100 رصيد مجاني يوميا لإنشاء 20 صورة. ورغم صعوبة تقدير الاستهلاك بدقة، يرى وولف أن النسخة المجانية كافية لمعظم الاستخدامات اليومية. إيديوغرام" (Ideogram): وهي أداة مثالية لدمج النصوص داخل الصور، حيث تقدم صورا صالحة للاستخدام تحتوي على نص في 8 من كل 10 محاولات، مقارنة بـ"شات جي بي تي" وأدوات أخرى التي تفشل في دمج النصوص في غالب المحاولات. ويمنح المستوى المجاني في "إيديوغرام" المستخدمين 10 أرصدة يوميا. كما تساعد الأداة على التحكم في ثبات الصور من خلال طريقتين أساسيتين للمبدعين الذين يرغبون في الحفاظ على ثبات بصري عبر عدة صور مولدة بالذكاء الاصطناعي:
– طريقة "البذور" (Seeds)، حيث تُستخدم كنقطة انطلاق، لكنها غير موثوقة عند تغيير الوصف.
– طريقة "لورا" (Low Rank AdaptATION-LoRA)، وهي أكثر كفاءة، إذ تتيح تدريب نموذج على نمط معين باستخدام 10 صور، ثم توليد محتوى جديد يحتفظ بالخصائص نفسها. فمثلا، يمكن تدريب "لوراس" بأسلوب "ساوث بارك" (South Park) أو على شخصية محددة، ما يسمح بتوليد صور متنوعة لكنها متناسقة.
وتُستخدم هذه التقنية لبناء مؤثرين افتراضيين أو تعزيز ثبات العلامات التجارية. وفي هذا السياق يقول وولف: "عندما ترى أيّا من هؤلاء المؤثرين بالذكاء الاصطناعي حيث تبدو كل صورة وكأنها لنفس الشخصية في سيناريو مختلف، فهم غالبا يستخدمون "لورا" أنشؤوها لهذه الشخصية".
وهذه التقنية متاحة حاليا على عدة منصات رئيسية، مثل: ليوناردو، وفلوكس، وميدجرني (Midjourney).
ميدان - صناعة محتوى الفيديو
غير الذكاء الاصطناعي بشكل جذري طريقة تعامل الشركات مع إنشاء المحتوى والتواصل (مواقع التواصل الاجتماعي)


3- أدوات توليد الفيديو

إعلان

"فيو" (Veo) من غوغل: وتُعدّ أفضل أداة لتوليد الفيديو بحسب وولف، وكانت النسخة الثانية "فيو 2" في مرحلة تجريبية عند إطلاقها، حيث تولّد 4 نسخ مختلفة من الفيديو لكل وصف، اثنتان منها غالبا بجودة عالية. وتستغرق مدة التوليد حوالي 4 دقائق لكل طلب، مع إمكانيّة تسجيل حتى 5 جلسات توليد متزامنة، مما يعزز الإنتاجية بشكل كبير.
في تلك المرحلة، كان الوصول إلى الأداة يتطلب الانضمام إلى قائمة الانتظار، لكن في مايو/أيار 2025، أعلنت غوغل رسميا عن "فيو3" في مؤتمرها للمطورين، مقدمة تحسينات كبيرة من حيث جودة الفيديو، وسرعة التوليد، ودقة التفاصيل، إذ يقترب الإصدار الجديد من المستوى السينمائي، ويمنح المبدعين أدوات أكثر احترافية لتوليد مقاطع فيديو قصيرة أو تجريبية عالية الجودة. "سورا" (Sora) من "أوبن إيه آي": إذ أبهرت عروضها الأولى المتابعين بواقعية مشاهدها الخيالية، ما رفع سقف التوقعات. لكن متطلبات الحوسبة العالية دفعت إلى إطلاق نسخة مخففة تُدعى "سورا تيربو" (Sora Turbo)، تُوازن بين الأداء وسهولة الوصول.
وأوضح وولف أن هذه النسخة جاءت بسبب التكلفة المرتفعة لتوليد الفيديوهات، وهو ما يسلط الضوء على الفجوة بين الإمكانيات التقنية والجدوى الاقتصادية. ورغم أن الجودة أقل من النسخة التجريبية، فإن "سورا تيربو" تمثل تقدما عمليًا.
وفي وقت لاحق، حسّنت "أوبن أي آي" النطاق الترددي وسرعة المعالجة، مع بقاء التحديات الحوسبية قائمة. "لوما راي2" (Luma Ray2): فبعد إصدارها السابق "دريم ماشين" (Dream Machine) الذي وصفه وولف بأنه جيد ومقبول، تُقدم شركة "لوما" نموذجها الجديد "راي-2" الذي يعدّ قفزة كبيرة في الجودة، ويصنّفه وولف بين "فيو2" و"سورا"، معتبرا أنه أقل قليلا من الأول، لكنه يتفوق بوضوح على الثاني. وما يميز "راي-2" هو سهولة الوصول، إذ يتوفر حاليا للجميع. ويعتمد النموذج على نهج تدريب فريد يرتكز على كمّ هائل من الفيديوهات الحقيقية والمسوحات ثلاثية الأبعاد التي جمعتها "لوما" على مدار 5 إلى 6 سنوات.
وعند استخدام أدوات المسح التابعة لها، يُمنح المستخدمون موافقة ضمنية لاستعمال بياناتهم في تدريب النموذج، مما يغذي قاعدة بيانات ضخمة تعزز دقة التوليد وجودته. ومع ذلك، ما زالت أدوات الفيديو -رغم التقدم- محدودة بإنتاج لقطات قصيرة، كما أن التوليد الكامل لفيديوهات طويلة ما زال بعيدا بسبب القيود الحاسوبية والتكلفة.

4- أدوات توليد الصوت

"نوت بوك إل إم" (NotebookLM) من غوغل: وهي أداة مجانية تتيح للمستخدمين تحميل ملفات "بي دي إف"، وروابط مواقع، أو نصوص مباشرة، ثم التفاعل مع المحتوى بمرونة. وميزتها الأبرز أنها تولد محادثات بودكاست طبيعية بين مضيفين افتراضيين يتحدثان عن المعلومات المقدمة، ويصفها وولف بأنها "تبدو كأن شخصين حقيقيين يتحاوران".
كما تتيح الأداة مقاطعة الحوار عبر زر تفاعلي، حيث يرحب المضيفون بالمستخدم بالاسم، ويستمعون إلى مداخلته، ثم يواصلون النقاش بناء عليها.
كذلك، يمكن تحميل الحلقات، وقد استخدمها بعض المبدعين لإطلاق بودكاست فعلي عبر جمع المعلومات وتحميلها على "نوت بوك إل إم"، ثم توليد بودكاست وتنزيله، ثم نشره عبر "إر إس إس" (RSS) على "آي تيونس" (iTunes)  و"سبوتيفاي" (Spotify). "إلفن لابس" (Eleven Labs): ويصفها وولف بأنها الأكثر واقعية في تحويل النص إلى كلام. ومن أبرز ميزاتها إمكانية تدريب صوت المستخدم داخل النظام، ما يجعلها مفيدة لمنشئي المحتوى. ويقول وولف إنه استخدم الأداة لتصحيح نطق خاطئ في إعلان رعاية، فكتب النص من جديد وولّده بصوته، ثم دمجه في الفيديو دون الحاجة إلى إعادة التسجيل.
وتوفر المنصة سوقا صوتيّا يمكن من خلاله شراء واستخدام أصوات مدربة من مستخدمين آخرين يحققون دخلا مقابل ذلك. كما تضم مولّدا للمؤثرات الصوتية يسمح بإنشاء أصوات مخصصة مثل مواء القطط أو صوت إغلاق باب، مما يقلل الاعتماد على مكتبات المؤثرات الجاهزة.
إلى جانب ذلك، توفر ميزة "جين إف إم" (Gen FM) لإنشاء بودكاست من مقالات مرفوعة، بطريقة تشبه "نوت بوك إل إم"، رغم أن وولف يرى أن الأخيرة لا تزال الأفضل في هذا المجال.
كذلك، تعمل "إلفن لابس" حاليا على إضافة توليد فيديو بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز من قدرات النظام ويجعله منصة متكاملة لصناع المحتوى.

إعلان

"سونو" (Suno): ويعتبرها وولف أفضل أداة حاليا لتوليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي، إذ توفر المنصة طريقتين أساسيتين للإنشاء:
– توليد الأغاني من كلمات مكتوبة، إذ يمكن للمستخدم إدخال كلمات من تأليفه، وتقوم "سونو" بتوليد أغنية كاملة، تشمل الموسيقى الخلفية، والإيقاع، والغيتار، وغيرها من العناصر الموسيقية.
– إنشاء أغنية من وصف "Prompt"، إذ يكفي تقديم فكرة بسيطة، مثل: "اصنع أغنية عن بلدي الأخضر وجمال طبيعته ومناخه المعتدل في كل الفصول"، فينتج النموذج أغنية متكاملة حول هذا الموضوع.
كما توفر المنصة خيار "بدون كلمات" (no lyrics)، مخصص للمبدعين الذين يحتاجون موسيقى خلفية لمُحتواهم. فبدلا من البحث في مكتبات الصوت، يمكن للمستخدم تحديد النغمة أو الأجواء المطلوبة، وتقوم "سونو" بتوليد مقاطع موسيقية أدائية مناسبة.

في النهاية، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لا يقصي الإبداع البشري، بل يعيد تشكيله في صورة أكثر كفاءة ومرونة. ومع دخولنا عصرا تُقاس فيه القيمة بسرعة التنفيذ ودقة التخصيص، تمثل أدوات الذكاء الاصطناعي الحليف الأهم لكل من يريد أن يبدع، لا أن يتأخر.

وحتى الآن، يبدو أن هذه الأدوات لا تشكل بديلا عن الإنسان، بل وسيلة لتعزيز قدراته. أما من ينكرها فربما يكون قد حجز لنفسه مقعدا في قافلة المتأخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق