احذروا.. الدعاء علي الأبناء قد يستجاب

من الأفضل ذبح العقيقة مكان صاحبها وليس خارج البلاد

يجوز للحائض زيارة المقابر والجلوس بجوار المحتضر

منع أسرة المرأة المطلقة والأرملة من الزواج مرة أخري.. حرام

لا مانع من زواج الأرملة دون علم أهلها مادامت أركانه صحيحة

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلةُ الدكتور عويضة عثمان أمين الفتوي بالدار.

* ما حكم التربح من التطبيقات الإلكترونية التي تعتمد علي زيادة التفاعل بين الناس بشكل غير حقيقي حيث يتم الاشتراك في تطبيقات علي الهاتف المحمول تأخذ مبلغًا كضمان وتعرض ربحًا يوميًا بناءً علي المشاهدات والتفاعلات؟

** التعامل مع مثل تلك التطبيقات التي تعتمد علي التفاعل الوهمي والتربح منها لا يجوز شرعًا. والمال المتربح منها غير حلال..

فالربح الناتج من مثل هذه التطبيقات يعتبر غير حلال. لأن المستخدمين يدفعون أموالًا في البداية دون معرفة مصير هذه الأموال.

حيث يتم جمع ملايين الجنيهات بهذه الطريقة. وتظل الأموال غير واضحة المعالم. مما يفتح الباب للغش والنصب.

والتفاعل علي التطبيقات. مثل إعطاء لايكات بشكل وهمي علي منتجات أو محتوي لا يحقق نفعًا حقيقيًا للمستخدمين أو المجتمع. يعد نوعًا من الغش والمخادعة. حيث يتم إيهام الناس أن هذه المنتجات أو الخدمات تحظي بشعبية أو نجاح. وهو ما يعتبر زورا.

ومثل هذه التطبيقات تؤدي إلي تدمير المجتمعات الاقتصادية والاجتماعية. فالشباب الذين يتركون أعمالهم في المصانع أو التجارة ويتجهون إلي مثل هذه التطبيقات. يساهمون في تقويض الاقتصاد المحلي.

وعلي المجتمع أن يزدهر بالعمل الجاد والإنتاج الحقيقي. وليس باللعب علي هذه التطبيقات التي تروج للتفاعل الوهمي. ويجب علي الجميع أن يتفهم خطورة مثل هذه التطبيقات وأن يحذروا من الانخداع بها.

* أدعو علي أولادي ساعة الغضب.. فما الحكم؟

** النبي صلي الله عليه وسلم علمنا آداب الدعاء. وخصوصاً فيما يتعلق بدعائنا علي أنفسنا أو أولادنا أو أموالنا.. ومن الخطأ الكبير أن ندعو علي أنفسنا أو علي أولادنا أو علي أي أحد آخر في وقت قد تصادف فيه ساعة استجابة. لأن الله قد يستجيب للدعاء في تلك اللحظة.

وهذا ما حدث مع أحد الأشخاص الذين أخبروني عن حادثة مؤلمة. كان رجل يروي لي أنه في يوم من الأيام كان جالسًا مع زوجته. وكان ابنهما الصغير يعبث حولهما ويزعجهما. فغضبت الزوجة وقالت له: 'اللهم يكسر لك رجلك'. وفوجئوا بعد قليل بأن الابن سقط علي السلم وكسر قدمه. سبحان الله! هذا هو ما حذرنا منه النبي صلي الله عليه وسلم في أدب الدعاء.

ودعونا نتذكر دائمًا أن النبي صلي الله عليه وسلم حثنا علي الدعاء بالخير لأبنائنا وأسرنا. حتي في أحلك الظروف. في حادثة أخري. أخبرني رجل وزوجته أنهما كانا يعانيان من عقوق ابنهما. ووصل بهما الحال إلي أن يدعوا عليه. وقالا اللهم خذه. وبعد أسبوع. توفي الابن. وعندما سمع الزوجان الخبر. قال الزوج: استرحنا بعدما مات. ولكننا يجب أن ننتبه أن الدعاء بالهلاك أو الشر ليس من هدي النبي صلي الله عليه وسلم. بل كان دائمًا يدعو لأبنائه ولأمته بالهداية والصلاح.

وما حدث في هذه الحادثة هو قدر الله. ولكن كان يمكن لهما أن يدعوا له بالهداية بدلاً من الدعاء عليه بالهلاك. فيجب أن ندعو لأبنائنا بالصلاح والهداية. لأن الدعاء بالهداية هو الذي يحمل الخير لنا ولهم.

* ما حكم العقيقة في الشرع وهل هي سنة أم فرض. وهل من الممكن أن نذبحها خارج البلاد؟

** العقيقة سنة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. حكمها كالأضحية.. والإنسان يقيم هذه السنن لأنها تأتي ببركتها علي البيت. وليس معني أنها سنة. أن يفرط فيها الناس.. وسيدنا سفيان بن سعيد الثوري. وهو من أقران الإمام أحمد وهو إمام جليل. كان يقول: إن استطعت أن تحك رأسك بأثر عن رسول الله فافعل.. 

وحول مكان ذبح العقيقة. فمن الأفضل أن تكون العقيقة في المكان الذي يعيش فيه صاحبها. سواء في البلد أو القرية التي يقيم فيها. فالعقيقة لا تتطلب الذبح في مكان بعيد أو خارج الدولة. بل يمكن إرسالها إلي مناطق أخري إذا كان ذلك ضروريًا أو ملائمًا.

ووردت إلي دار الإفتاء أسئلة من أشخاص كانوا يخططون لإرسال أموال ذبح العقيقة إلي خارج البلاد. وكان رأي الدار أنه من الأفضل دائمًا أن تُؤدي العقيقة بنفسك أو في محيطك القريب. في الأهل والقرية. لأن ذلك أقرب إلي الصواب وأصح.. فهناك فيديوهات مفبركة تظهر أشخاصًا وهم يذبحون في أماكن بعيدة في إفريقيا وغيرها. وهذه الفيديوهات قد لا تعكس الواقع. وأنه يجب أن تكون العقيقة في إطار القيم والمبادئ التي تضمن استفادة المحتاجين في محيط الشخص مباشرة.. فالأولي أن ننفق في بلادنا وأن نُحيي هذه السنن النبوية علي أكمل وجه في الأماكن التي نعرف أهلها جيدًا. فهذا هو الأصح والأكثر بركة.

* هل يجوز للحائض زيارة المقابر.. وهل لها أن تجلس بجوار المحتضر؟

** المرأة إذا كانت حائض لها أن تدخل المقابر. بل أجاز الفقهاء. ويجوز لها أن تجلس بجوار المحتضر. وتلقينه الشهادة ولا يوجد شيء في ذلك. ولكن بعض من جمهور الفقهاء من كره ذلك. ولكن هو ليس حراما.. قال النبي -صلي الله عليه وسلم - كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة.

وأما عن بعض من أدب زيارة المقابر للمرأة والرجل. فالقبر يذكر الإنسان بأن هذه هي النهاية. وأن كل إنسان مهما علا شأنه يبقي آخره في التراب. فكل هذه تجعل الإنسان رقيق القلب أو الزهد في الدنيا لا يتكالب عليها.. وعندما يذهب الإنسان إلي المقابر عليه أن يسلم علي أهل المقابر. ويقول. السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن بكم اللاحقون.. وعلي الزائر أيضًا أن يرفع يديه ويدعو بما شاء وله أن يقرأ قرآن ويهب الثواب إلي أهل المقابر. فالميت دائما في حاجة إلي الدعوة.

* أنا أرملة وأهلي رفضوا زواجي مرة أخري رغم أنني لست صغيرة في السن. وقررت أن أتزوج دون معرفتهم.. فهل يجوز ذلك؟

** ما فعلته صحيحًا. ما دام هناك عقد رسمي موثق مشهود عليه. خاصة وأنك أرملة وكبيرة في السن.. ومنع أسرة المرأة المطلقة والأرملة زواجها مرة أخري يكون حرام. فهي أحوج ما تكون للسند والأنس المعنوي من الرجل.. وللأسف بعض الناس تنظر لبعض الأمور كزواج المطلقة والأرملة علي أنه جريمة.

والزواج ليس بدن فقط وإعطائه حقه. ولكن به جانب من الأُنس المعنوي. ولو نظرت لمن يمنع الأرملة والمطلقة يكون أخ يعيش حياته مع أسرته. ولو زوجته توفت سيفكر في الزواج علي الفور. لذا يجب أن نترك المرأة تتزوج في الحلال دون اعتراض.
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل