أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم، فقدانها الاتصال بالمجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وذلك عقب تعرض مكان تواجدهم لقصف مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأكدت حماس، في بيان رسمي نقله تلفزيون القاهرة الإخبارية في خبر عاجل، أن الاتصالات مع المجموعة الآسرة قد انقطعت منذ لحظة استهداف الموقع، مشيرة إلى أنها لا تزال تواصل جهودها الحثيثة للوصول إليهم ومعرفة مصيرهم، في ظل تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مختلف مناطق القطاع.
وشددت الحركة على أن القصف المتعمد لمواقع تابعة لها، وتحديدًا المواقع التي يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها، يأتي في إطار سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى التخلص من عبء ملف الأسرى مزدوجي الجنسية، وذلك لتجنب الضغوط السياسية والدولية المتزايدة، ولتمهيد الطريق نحو تصعيد العدوان واستمرار ما وصفته الحركة بـ "حرب الإبادة" ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ورجحت حماس أن هذا الاستهداف هو جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تغييب ملف الأسرى عن المشهد الإعلامي والسياسي، خصوصًا في ظل ما يشهده القطاع من عمليات قصف متواصلة، وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، إذ كثّف جيش الاحتلال غاراته الجوية والبرية على مناطق مختلفة داخل القطاع، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية.
في السياق ذاته، تواصل حماس تحميل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في غزة، مطالبة بضرورة التحرك العاجل لوقف "جرائم الاحتلال"، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها المتواصل، لا سيما في ظل ما وصفته الحركة بـ "الصمت الدولي المريب".
وتُعد قضية الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية من أبرز الملفات الشائكة في مسار الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ سبق أن دخل الطرفان في مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين للتوصل إلى صفقات تبادل أسرى، كان أبرزها "صفقة شاليط" في عام 2011.
وتحذر منظمات حقوقية من أن استمرار العمليات العسكرية المكثفة في غزة قد يُعرض حياة الأسرى للخطر، كما يعقّد من جهود الوسطاء الدوليين الذين يسعون إلى إبرام هدنة أو تهدئة في ظل التدهور الإنساني الخطير في القطاع.
0 تعليق