سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق خلال تعاملات صباح الأربعاء، مدفوعة بضعف الدولار الأمريكي وتصاعد المخاوف من التوترات التجارية العالمية، الأمر الذي عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.

وبحسب بيانات وكالة "رويترز"، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% ليصل إلى 3281 دولارًا للأونصة عند الساعة 04:52 بتوقيت غرينتش، بعدما بلغ في وقت سابق من الجلسة ذروة جديدة عند 3275.20 دولارًا. كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 1.9%، متجاوزة حاجز الـ3300 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق عند الساعة 05:10 بتوقيت غرينتش.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في "KCM Trade"، إن تراجع قيمة الدولار إلى جانب العزوف العالمي عن المخاطرة قد عزز من جاذبية الذهب في الأسواق.

وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.4% مقابل سلة من العملات الرئيسية، ما جعل الذهب أكثر جذبًا لحاملي العملات الأخرى. ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع استمرار التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت شركة إنفيديا الأميركية تكبدها خسائر تصل إلى 5.5 مليار دولار بعد فرض قيود حكومية على تصدير رقاقاتها للذكاء الاصطناعي إلى الصين.

وفي رد على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بنسبة 145% على المنتجات الصينية، أمرت الحكومة الصينية شركات الطيران بعدم استلام شحنات إضافية من طائرات بوينغ الأميركية.

من جانبه، قال برايان لان، المدير الإداري لشركة "Gold Silver Central" في سنغافورة، إن الذهب سيحافظ على قوته في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

ويُعرف الذهب تقليديًا بأنه ملاذ آمن للاستثمار في فترات التقلبات العالمية، وسجّل خلال هذا العام ارتفاعًا بأكثر من 24%، وسط موجة من المخاوف المتعلقة بالنمو العالمي والتوترات الجيوسياسية.

وينتظر المستثمرون حاليًا صدور بيانات مبيعات التجزئة الأميركية التي ستكشف عن مؤشرات جديدة حول صحة الاقتصاد الأمريكي واتجاهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة بنحو 87 نقطة أساس بحلول نهاية 2025.

أما على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة بنسبة 0.1% إلى 32.32 دولارًا للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.3% إلى 956.64 دولارًا، بينما استقر البلاديوم عند 971.10 دولارًا للأونصة.