كشفت شرطة مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن تفاصيل عملية سرقة غير مسبوقة استهدفت محل مجوهرات عائلي في حي برودواي وسط المدينة، حيث تمكن لصوص مجهولون من الاستيلاء على بضائع تتجاوز قيمتها الأولية 10 ملايين دولار، وقدّرها المالكون لاحقا بنحو 20 مليون دولار، من دون أن يُطلق أي إنذار أو تُسجل كاميرات المراقبة تفاصيل الحادثة.
وفي واقعة توصف بأنها أقرب إلى مشاهد أفلام السينما، أقدم اللصوص على حفر نفق عبر جدار خرساني متعدد الطبقات، وصولا إلى محل "لاف جويلز" (Love Jewels)، مستغلين عقارا مهجورا مجاورا للمحل. وأظهرت لقطات المراقبة من خارج المتجر لحظة دخولهم من خلال فتحة كبيرة حفروها في الجدار الفاصل بين المبنيين.
ووقعت عملية السرقة في نحو الساعة التاسعة والنصف من مساء الأحد، بينما لم يُكتشف أمرها إلا صباح الاثنين، حين وصل موظفو المحل إلى عملهم ووجدوا الخزائن فارغة والجدران مخترقة.
تفاصيل عملية مُحكمة التخطيط
ووفق الضابط ديفيد كويلار من إدارة شرطة لوس أنجلوس، فإن "اللصوص حفروا نفقا عبر عدة طبقات خرسانية للوصول إلى المتجر، وعطلوا أنظمة الإنذار وكاميرات المراقبة من الداخل". كما تمكنوا من الهروب بعد تنفيذ العملية عبر الفتحة نفسها، مستقلين شاحنة شيفروليه حديثة.
إعلان
وقدر كويلار مدة العملية بـ6 ساعات متواصلة، مشيرا إلى أن المحققين يعكفون على مراجعة كافة تسجيلات المراقبة في المناطق المحيطة لتحديد هوية المتورطين.
من جهتهم، أفاد أصحاب المتجر بأنهم لم يملكوا تأمينا على المجوهرات نظرا لارتفاع تكلفته، وهذا ضاعف من حجم خسائرهم. وأعلنت العائلة عن مكافأة بقيمة 100 ألف دولار لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى الجناة.
تخطيط استمر أسابيع
العائلة المالكة للمحل رجّحت أن اللصوص قضوا عدة أسابيع في حفر النفق الرابط بين المتجر ومبنى مسرحي مهجور مجاور، مستغلين الهدوء الليلي لتجنب الانكشاف.
وفي تصريح لقناة "إن بي سي لوس أنجلوس"، قال ابن صاحب المحل "ربما كانوا يدخلون كل ليلة ويحفرون ببطء حتى أصبح النفق كافيا للعبور. لقد أفرغوا الخزائن تماما، لم يتركوا لنا حتى دولارا واحدا".
وأشار إلى أن سهولة الوصول إلى إحدى الخزينتين تثير الشكوك بوجود خبير ضمن المجموعة، ربما كان صانع أقفال أو لديه معرفة دقيقة بأنظمة الحماية.
وأضاف: "في هذه التجارة، نُعيد استثمار كل الأموال داخل الخزائن. كل ما نملك كان هناك".
وفي الوقت الذي كانت فيه الشرطة تواصل التحقيقات، كان عمال الصيانة يعملون داخل المحل لإصلاح الثقوب والجدران، في محاولة لإعادة المكان إلى وضعه الطبيعي وسط صدمة عارمة سادت العائلة والمجتمع المحلي.
0 تعليق