ترى الكاتبة الإسرائيلية أوريت يائيل في مقال نشرته صحيفة "زمن إسرائيل" أن البلاد تقف على مفترق طرق حاسم قد يُحدد مصيرها، حيث تواجه خطر التحول إلى دينية قومية متطرفة، ما لم يتم إيقاف الانهيار الديمقراطي وإعادة الأمور إلى نصابها الدستوري الطبيعي.
وأشارت يائيل، في مقالها الذي نشرته عشية الاحتفالات بإنشاء إسرائيل، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال يُحكم قبضته على كل مفاصل الحكم، ويستمد قوته من سيطرته على أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وتضيف أنه رغم ما يظهر عليه من ضعف، لا يزال قادرا على توجيه المشهد السياسي، مستفيدا من خبرته الطويلة ومهاراته في اللعب على التوازنات.
ما بعد نتنياهو
تطرح الكاتبة سؤالا يبدو في نظرها سؤالا مفصليا وهو: "ما الذي سيحدث بعد رحيل نتنياهو؟ سواء أتى هذا الرحيل بفعل القدر أو نتيجة ضغط شعبي وقانوني؟
وتحذر من أن أسوأ السيناريوهات هو أن تستمر الجماهير في لامبالاتها، ويواصل نتنياهو تفكيك مؤسسات الرقابة وتطويع أجهزة الدولة لرغباته.
وتؤكد الكاتبة أن استمرار هذا النهج قد يقود البلاد إلى دكتاتورية ناعمة، تبدأ بخنق الحريات وتدفع الإسرائيليين إلى الهجرة، ثم تتحول إلى دكتاتورية صريحة بعد رحيل نتنياهو، من خلال قيادات أكثر تطرفا من بين أولئك الذين يشاركونه الحكم حاليا.
إعلان
ثلاثي الخطر
وحذرت يائيل من 3 شخصيات مرشحة لمنصب رئيس الوزراء بعد نتنياهو، وهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير العدل ياريف ليفين، الذي قالت إنه يسعى لهدم المؤسسة القضائية بدافع الانتقام، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يقود أيديولوجيا دينية مستعدة لتدمير إسرائيل.
وتضيف أن تحالف هذا الثلاثي مع الجماعات الحريدية والمتدينين القوميين سيحوّل الدولة إلى أداة لخدمة أجندات ضيقة، تستنزف الموارد العامة وتفرض نمط حياة رجعيا، لا مكان فيه للتعددية أو الديمقراطية.
وتضع الكاتبة في المقابل سيناريو متفائلا يفترض إسقاط الحكومة الحالية من خلال حراك شعبي مدني متواصل، يعقبه إجراء انتخابات حرة وتشكيل حكومة جديدة تعيد بناء ما تم تدميره.
ورغم اعترافها بصعوبة الطريق والتكاليف الباهظة، فإنها ترى في هذا المسار الأمل الوحيد في استعادة دولة يهودية ديمقراطية حقيقية، يمكن أن تضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
0 تعليق