لم يعد رونالد أراوخو يحظى بالمكانة التي اعتاد أن يحتلها في قلوب جماهير برشلونة وبين أروقة الجهاز الفني، بعدما تحوّل من "صخرة الدفاع" إلى مصدر للقلق والانتقادات، في ظل تراجع مستواه وتزايد الحديث عن مستقبله مع النادي.
المدافع الأوروغوياني، الذي أتى من بوستون ريفر إلى لا ماسيا، وشق طريقه بثبات ليُصبح أحد ركائز دفاع البارسا، يعيش الآن واحدة من أسوأ فتراته، بعد أداء باهت أمام بوروسيا دورتموند ارتكب خلاله خطأً فادحًا ساهم في الهدف الثالث للفريق الألماني.
من دعامة إلى احتياط
في عهد تشافي، كان أراوخو عنصرًا لا غنى عنه. لكن مع وصول هانز فليك، تغيرت الحسابات. إذ بات المدرب الألماني يعتمد أكثر على باو كوبيارسي وإينييغو مارتينيز، وحتى إريك غارسيا العائد من الإعارة يسبقه في الترتيب.
أسلوب لعب أراوخو الصلب لا يبدو متناغمًا مع فلسفة فليك التي تعتمد على بناء الهجمة من الخلف والدقة في التمرير تحت الضغط، وهو ما لم يتقنه أراوخو حتى الآن.
أزمة ثقة وقلق متصاعد
صحيفة "سبورت" وصفت حالته بأزمة ثقة، مؤكدة أنه فقد تلك الهيبة التي كان يفرضها في منطقة الجزاء، بينما تساءلت "موندو ديبورتيفو" إن كانت مسيرته مع برشلونة قد دخلت مرحلة النهاية.
منذ طرده في لقاء باريس سان جيرمان الموسم الماضي، لم يستطع أراوخو استعادة مستواه المعهود، وزادت إصاباته المتكررة من الشكوك حول استمراريته.
مستقبل غامض رغم العقد الطويل
رغم أن اللاعب جدد عقده مؤخرًا حتى عام 2031، إلا أن الشرط الجزائي البالغ 65 مليون يورو يُعد مغريًا لكبار أوروبا. ليفربول ويوفنتوس يراقبان وضعه عن كثب، مع حديث في الصحافة الإيطالية عن اهتمام متجدد من السيدة العجوز.
برشلونة الذي كان يراه قائد دفاع المستقبل، قد يُضطر للتخلي عنه… ليس فقط لأسباب فنية، بل أيضًا لسد بعض الفجوات المالية، خاصة إذا ما تلقى عرضًا مناسبًا في الصيف.
قد لا يكون الوداع رسميًا بعد، لكن كل المؤشرات تقول إن أراوخو يقترب من مغادرة الكامب نو — وربما من الباب الخلفي.
0 تعليق