توالت إعلانات شركات طيران عالمية عن تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب بعد هجوم صاروخي من قبل جماعة الحوثيين في اليمن على مطار بن غوريون الدولي الرئيسي في إسرائيل.
وأعلنت شركة "إير إنديا" الهندية تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى السادس من مايو/أيار لضمان سلامة زبائنها وموظفيها، وفق بيان للشركة.
كما قالت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران إنها ستعلّق رحلاتها من وإلى مطار بن غوريون حتى السادس من مايو/أيار بعد الهجوم.
وألغت شركة "دلتا إير" رحلة من مطار جون كينيدي إلى تل أبيب اليوم الأحد ورحلة تل أبيب إلى المطار غدا.
وأشارت المجموعة، التي تتبعها شركات "يورووينغز" منخفضة التكلفة و"سويس إيرلاينز" و"أوستريان ايرلاينز" و"بروكسل إيرلاينز"، إلى أنها أوقفت خدماتها بسبب "الوضع الراهن".
وأعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) تعليق جميع رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى السابع من مايو/أيار، وذكرت في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: "نتابع ظروف التشغيل بشكل مستمر واتخذنا قرارا بتعليق جميع رحلاتنا من وإلى تل أبيب، بما في ذلك الرحلة بي-إيه-405 الأربعاء 7 مايو/أيار".
كما أعلنت لاحقا الشركة المجرية "ويز إير" للطيران منخفض التكلفة إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل حتى صباح الثلاثاء، وفق صحيفة يسرائيل هيوم. كذلك أعلنت الخطوط الجوية المتحدة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية وشركة "رايان إير" العملاقة منخفضة التكلفة إلغاء رحلاتها المجدوَلة إلى إسرائيل اليوم الأحد، وفق القناة (12) الإسرائيلية.
إعلان
وأعلنت سلطة المطارات في إسرائيل استئناف حركة الملاحة في مطار بن غوريون بعد توقف جراء سقوط الصاروخ اليمني بالقرب منه.
وبُعَيد الهجوم هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد "بـ7 أضعاف" على سقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب الساحلية.
وقال وزير الدفاع في بيان: "من يضربنا سيتم ضربه بـ7 أضعاف"، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول حكومي إسرائيلي تأكيده أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر سيجتمع اليوم، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أوردت أمس أن المجلس سيلتئم للمصادقة على خطة لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة وإصدار أوامر استدعاء لجنود الاحتياط.
وفور الهجوم، الذي استهدف المطار، أعادت الخطوط الجوية الهندية طائرتها إلى دلهي، وأنزلت الخطوط الجوية الأوروبية ركاب طائرة في مطار مدريد كان من المقرر أن تتجه إلى إسرائيل.
ووفقا للوحة الوصول في مطار بن غوريون، ألغت الخطوط الجوية النمساوية جميع رحلاتها إلى إسرائيل حتى الغد، وألغت كل من الخطوط الجوية السويسرية وخطوط بروكسل الجوية رحلة واحدة.
وألغت الخطوط الجوية الإيطالية "آي تي إيه" رحلتين إلى روما، وأفادت التقارير بأن الركاب الذين صعدوا على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية متجهة إلى تل أبيب قد نزلوا من الطائرة قبل الإقلاع.

خسائر اقتصادية
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد إن عدد المسافرين في مطار اللد، الذي تسميه إسرائيل بن غوريون يتراوح بين 60 إلى 70 ألف مسافر يوميا، مما يسبب أضرارا اقتصادية فورية لإسرائيل، فضلا عن تأثيره المباشر على قطاع السياحة.
وأضاف -في تعليق للجزيرة نت- أن إغلاق المطار سيؤدي إلى تراجع كبير في ثقة السياح والمستثمرين، بالنظر إلى أن مطار بن غوريون يُعد من أبرز المعالم الحيوية في إسرائيل، معتبرا أن تأثير هذه الخطوة سيكون واسعا على مختلف المستويات.
إعلان
وأشار إلى أن إسرائيل بدأت غلق أجزاء من المطار بسبب تراجع الإقبال على السفر إلى البلاد بفعل الحرب المستمرة، وهو ما يعكس حجم التأثير السلبي المتزايد جراء الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح أبو عواد أن وصول أحد الصواريخ إلى هدفه داخل المطار يعد دليلا على ضعف ثقة المجتمع الإسرائيلي بالمؤسسة الأمنية والدولة، وفشل منظومة حيتس الدفاعية في التصدي للهجوم، وفقدان الإحساس بالأمن، ويدفع نحو مزيد من التراجع في قطاعي السياحة والاستثمار.
وبيّن أن الأثر الاقتصادي سيزداد إن تكرر هذا النوع من الهجمات، خاصة مع إعلان شركات طيران كبرى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل.
وجاء الصاروخ اليمني، الذي سقط في محيط مطار اللد المعروف إسرائيليا بمطار بن غوريون، البوابة الدولية الرئيسة للاحتلال الإسرائيلي، في التوقيت الأشد حساسية، فهو يحمل وزنه الاقتصادي بقدر ما أحدث من دوي، وجاء في وقت يعاني فيه قطاع الطيران الإسرائيلي من صدمة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخسائرها الكبيرة التي تكبدتها.
ارتباك
من جانبه، قال المتخصص في الشأن الإسرائيلي دكتور أشرف بدوي إن الهجوم على مطار بن غوريون تكرر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أربك حركة الطيران عدة مرات منذ بدء الحرب.
واستبعد أن تعود حركة الملاحة الجوية في إسرائيل كما كانت قبل الحرب في الأمد المنظور، وإن أعلنت حكومتها عودتها بشكل تدريجي، خاصة مع توجيه الحوثيين تحذيرا صريحا إلى شركات الطيران العالمية، إذ قال متحدث باسم الجماعة إنه مطار "غير آمن".
وفي سياق الوضع الأمني في إسرائيل، قال حامد إن لقطات سقوط الصاروخ اليمني قرب مطار بن غوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حالة الفشل الأمني، التي تضاف إلى سابقتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول التي لم يكد المستوطنون الاستفاقة منها، خاصة أن الصاروخ اختراق جميع أنظمة الدفاع الجوي، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى فتح تحقيق في الحادث لمعرفة تفاصيل فشل منظومة الدفاع من إسقاط الصاروخ.
إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية
0 تعليق