عاجل

كيف يمكن للاحتفاظ بالأسرار أن يكون عبئا نفسيا؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

يحتفظ معظمنا ببعض الأسرار، ولكن ما هي الأنواع الأكثر شيوعا التي نخبئها؟ وما هي التأثيرات النفسية المرتبطة بالحفاظ عليها؟

تشير الأبحاث في هذا المجال إلى تزايد الفهم حول هذا الموضوع. فقد قام مايكل سليبيان من كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا بمراجعة أدبية في 2024 لتلخيص الاستنتاجات الرئيسية حول الأسرار التي يخبئها الناس في حياتهم اليومية والتأثيرات النفسية التي تنجم عنها.

ما هي السرية؟

يؤكد سليبيان أن السرية ليست مجرد فعل، بل نية. السرية هي قرار بإبقاء معلومات معينة بعيدة عن الآخرين، وتختلف عن الخصوصية العامة. على سبيل المثال، قد ترغب في الحفاظ على تفاصيل حياتك الشخصية خاصة، لكن حقيقة أنك شخص نشط اجتماعيا أو مهنيا ليست بحد ذاتها سرا. يصبح لديك سر فقط عندما تقرر كتمان معلومات معينة عن الآخرين. هذه النية تؤثر عليك بطرق نفسية وجسدية حتى قبل الحاجة الفعلية لإخفاء تلك المعلومات أثناء المحادثة.

- عدم إهمال هذا الشريك، وتقديم الدعم العاطفي والنفسي له عند الضرورة (بيكسلز)
الاحتفاظ بالأسرار أمر يتطلب جهدا كبيرا ولهذا من الضروري استخدام مهارات التنظيم العاطفي الفعالة (بيكسلز)

أنواع الأسرار

تشير الأبحاث إلى أن الأسرار الأكثر شيوعا التي نخفيها تتعلق بالأفكار العاطفية والكذب، على الرغم من أن البعض قد يعتقد أن هذه الأسرار تكون أكثر ضررا عندما نخفيها بشكل متكرر، فإن الأبحاث تشير إلى أن التفكير المتكرر في هذه الأسرار يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية أكثر من الإخفاء النشط لها.

إعلان

التأثير النفسي للأسرار

في مقاله على موقع سيكولوجي توداي، يوضح الدكتور نعوم شبانسر، أستاذ علم النفس في جامعة أوتيربين بأوهايو، أن إخفاء الأسرار يعد أمرًا مرهقًا، لكن الأبحاث تشير إلى أن التفكير المستمر في الأسرار هو ما يؤثر بشكل أكبر على رفاهيتنا. فالتفكير المتكرر في السر قد يسبب زيادة الشعور بالخجل والعزلة وفقدان الأصالة، مما يؤدي إلى تدهور مستويات الرفاهية العامة، وهو ما يبرز تأثير الأسرار على الحياة النفسية للأفراد.

أحد الأسباب وراء ذلك هو أن الأسرار غالبًا ما تتعلق بمشاكل غير محلولة، وهي قضايا تضعها عقولنا في الأولوية وفقًا للتطور البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب إخفاء السر عندما تقتضي الظروف ذلك أن نحتفظ به في أذهاننا، مما يفسر تكرار التفكير فيه.

السرية والعلاقات

على الرغم من أن الأسرار قد تسهم في تجنب الصراع والعلاقات المتوترة، لكنها غالبا ما تفرض عبئا نفسيا بسبب تأثيرها على العلاقات الاجتماعية. قد تحرمنا الأسرار من الدعم الاجتماعي وتخلق مسافة بيننا وبين الآخرين. الشعور بالذنب بسبب الاحتفاظ بالسر يزيد من العبء العاطفي، مما يعزز الشعور بالعزلة والضغط النفسي.

أفضل الطرق للاحتفاظ بالأسرار

يعد الاحتفاظ بالأسرار أمرا يتطلب جهدا كبيرا، ولهذا من الضروري استخدام مهارات التنظيم العاطفي الفعالة. يمكن التعامل مع الأسرار بشكل أفضل من خلال التفكير في سلوكنا وتخيل تصرفات مختلفة لتجنب الحاجة للاحتفاظ بالأسرار في المستقبل. التركيز على حل المشكلات يكون أفضل نفسيا من لوم النفس.

وفي النهاية، يمكن إدارة السر بشكل جيد من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية الإيجابية للسرية، مثل الحفاظ على الانسجام الاجتماعي، شريطة أن تكون نية السرية غير أنانية.

هل يجب عليك مشاركة سرك؟

التعامل الفعّال مع التوتر الذي يصاحب السرية قد يتطلب أحيانا كشف السر للشخص المناسب، سواء من خلال الاعتراف (الكشف للشخص المستهدف) أو المشاركة (الكشف لشخص موثوق). يحمل كل من الاعتراف والمشاركة مخاطرهما وفوائدهما المحتملة. على الرغم من أن البحث في مجال الاعتراف محدود، تشير الدراسات حول المشاركة إلى أنها مفيدة بشكل عام لكل من الشخص الذي يحتفظ بالسر والمستشار. أظهرت الأبحاث أن المشاركة مع شخص موثوق يمكن أن تعمل كآلية تكيف ضد الاكتئاب.

إعلان

في النهاية، كلنا نحتفظ بالأسرار في مرحلة ما. ومعظم الناس في الوقت الحالي يحتفظون بعدد من الأسرار، بما في ذلك تلك التي تم الاحتفاظ بها لسنوات. على الرغم من أننا تعلمنا الكثير عن السرية، فإن هناك المزيد الذي يجب اكتشافه حول كيفية تأثير الأسرار على حياتنا النفسية والاجتماعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق