صاروخ أرض-أرض باليستي إيراني، يفوق مداه 1200 كيلومتر، وهو نسخة مطورة من صواريخ "الحاج قاسم"، إذ زود بمنظومة توجيه تعتمد على التصوير الحراري، وتتيح له إصابة أهدافه بدقة أعلى، فضلا عن مقاومته محاولات التشويش والحرب الإلكترونية، وتقول طهران إنه قادر على اجتياز منظومة "ثاد" الأميركية للدفاع الجوي.
وعلى هامش مراسم إزاحة الستار عن صاروخ قاسم بصير، هدّد وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده، بـ"استهداف مصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني (إسرائيل) وقواعدهما وقواتهما أينما كانت" وفي الوقت الذي تراه طهران ضروريا، متوعدا باستخدام أسلحة جديدة لم تستخدم من قبل.
وجاء التهديد الإيراني "بالرد بقوة على أي هجوم يستهدفها" بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توعد بـ"معاقبة طهران" إثر استهداف جماعة أنصار الله اليمنية (جماعة الحوثيين) مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي.
وقال نتنياهو في تصريح نشره عبر منصة إكس، في 4 مايو/أيار 2025، إن "هجمات الحوثيين مصدرها إيران"، وإن إسرائيل سترد على ذلك الهجوم الذي نفذه الحوثيون، وسترد "على أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين في الوقت والمكان اللذين تختارهما".
التصنيع والتدشين
كشفت إيران، يوم 4 مايو/أيار 2025، عن صاروخ "قاسم بصير" الباليستي وعرضت لقطات على تلفزيونها الرسمي تظهر تجربة إطلاق الصاروخ الجديد في مكان مجهول وإصابته الهدف بدقة عالية.
وأكد وزير الدفاع الإيراني في مقابلة صحفية أن وزارة الدفاع "أنتجت الصاروخ الجديد بالاعتماد على الخبرات المكتسبة أثناء عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية" التي نفذتها عام 2024 ضد إسرائيل.
إعلان
وبحسب التلفزيون الرسمي فإن المؤسسة العسكرية الإيرانية اختبرت صاروخ قاسم بصير في 17 أبريل/نيسان 2025 بشكل نهائي، مضيفا أن التقييمات الفنية على أحدث الإنجازات الصاروخية الإيرانية تشير إلى أن عدد الصواريخ المعترَضة سيتقلص إلى أقل من خمسة من كل 100 صاروخ تطلق نحو الأهداف المعادية.
وتقول إيران إن صاروخ قاسم نصير هو نسخة مطورة من صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي، الذي خضع النموذج الأخير منه لتحسينات على مستويات عدة، أبرزها تعديل رأسه الحربي، مما يُمكّنه من المناورة والتغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي المعادية.
وجاء الإعلان الرسمي عن صاروخ قاسم بصير بعد ثلاثة أيام فقط على مطالبة وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو "بوقف تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية"، ودعوته إيران للتخلي عن تطوير صواريخ بعيدة المدى.
ويأتي الكشف عن أحدث إنجاز لصناعات إيران العسكرية في ظل التصريحات الأميركية المتكررة باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد طهران في حال فشلت المحادثات التي انطلقت في 12 أبريل/نيسان 2025 بوساطة عمانية سعيا لاتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
قاسم بصير
وفي أغسطس/آب 2020، سمت إيران أحدث نموذج من صواريخ جيل "فاتح 110" باسم "الحاج قاسم"، في إشارة إلى القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
تسمية الصاروخ الجديد (قاسم بصير) جاءت مكونة من جزأين؛ الأول يذكر أنه نسخة مطورة من صاروخ "الحاج قاسم"، والثاني يشير إلى تحسين النسخة السابقة وتزويدها بنظام توجيه بصري-حراري يتيح له تحديد الأهداف وإصابتها بدقة أعلى.
المواصفات الفنية
النوعية: صاروخ باليستي بعيد المدى. الوزن: نحو 7 أطنان. زنة الرأس الحربي: 500 كيلو غرام. الطول: حوالي 11 مترا. السرعة: تصل إلى 12 ماخا -وحدة لقياس السرعة النسبية إلى سرعة الصوت. الوقود: صلب. دقة الإصابة: أقل من متر مربع. المنصة: متطورة سريعة الإعداد والإطلاق.إعلان
القدرات والمميزات
يتمتع صاروخ قاسم بصير الباليستي بمدى لا يقل عن 1200 كيلومتر، ويستطيع ضرب أهداف على هذا البعد، الذي يشير إلى المسافة الفاصلة بين غربي إيران وفلسطين المحتلة، وكذلك القواعد الأميركية المشيدة بعدد من دول الجوار.
الصاروخ الجديد مزود بتقنيات متطورة مقاومة للحرب الإلكترونية، تمنحه القدرة على تجاوز أحدث الأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية منها منظومة "ثاد" الأميركية، وذلك دون الاعتماد على نظام "جي بي إس".
جسمه المكون من الألياف الكربونية يجعله متخفيا عن الرادارات المعادية عبر تقليل بصمته الرادارية، ما يزيد من فعاليته في مجابهة التقنيات الدفاعية للعدو وتخطي مختلف طبقات المضادات الجوية وإصابة أهدافه بدقة عالية.
زودت المقدمة المخروطية للصاروخ بنظام توجيه بصري-حراري يعتمد على التصوير الحراري، كما تم تحسين رأسه الحربي ورفع قدرته على المناورة ومراوغة المضادات الصاروخية المعادية عبر التحكم المباشر به بغية إجراء تعديلات على مساره حتى في مرحلته النهائية.
0 تعليق